(1)
بغض النظر عن بعض الآراء في تجربة أحمد المك اللحنية، فهو بتقديري ملحن له خاصية نادرة، وهي قدرته على إنتاج أغنيات تمشي بين الناس بسرعة، وهو قدَّم فنانين كثر، يأتي في أولهم نانسي عجاج وأن تنكرت له لاحقاً ولم تعترف بفضله الكبير عليها، والمعلومة الأكيدة تقول بأنه هو الذي أحضرها للسودان وقدَّمها للناس، ثم تركته ــ لأسباب تخصها ــ واتجهت بناحية طارق الأمين، وقدَّم أحمد المك بعد ذلك الفنانة (عافية حسن) والتي لم يكن هو مكتشفها الأول ولكنه قدَّمها للمستمع عبر أغنية (يا حنين) التي فازت بها في المركز الأول لبرنامج (نجوم الغد) ثم بعد ذلك أهداها أغنية (سيطرت عليَّ) التي أحرزت بها المركز الثالث في مهرجان ميلاد الأغنيات وهي من كلمات الشاعر الكبير إسحق الحلنقي ومن قبلها يا (يا حنين) وهناك الأغنية الجميلة (بحسب ليك في الأيام) التي كتبها الشاعر عزمي أحمد خليل.
(2)
من الأسماء الجديدة كانت الفنانة أفراح عصام، ومما لا شك فيه أن أغنية (مجنونة) قدَّمتها للناس، ثم بعد ذلك أغنية (لا صوت لا صدى) للشاعر عبد العال السيد، وأخيراً (حكاية الدنيا) للشاعر محمد يوسف موسى، والملاحظة تبدو واضحة في أن أحمد المك اكتشف كل تلك الأصوات وعبر بها إلى عالم النجومية والشهرة . وما لا يعنينا هنا جميعاً أنهم تنكَّروا له ونسوا فضله عليهم، وأوجه الظلم والتنكر تنوَّعت أشكالها.
(3)
المؤسف في الأمر أن تلك الأغنيات أصبحت في عداد النسيان مع أنها أغنيات جيِّدة وتستحق أن تردد باستمرار، ولكن في ظل الوضع الراهن والعلاقات المشوَّهة أصبح من الصعوبة بمكان أن يتغنوا بها. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يترك أحمد المك هذه الأغاني تموت بهذا الشكل، وشخصياً لو كنت مكانه لمنحتها لأصوات جديدة تستحقها، ولعل أحمد المك قادر على أن يقدِّم للناس أصوات جديدة ــ أقلو تكون وفية.