إبراهيم سوناتا يكتب: سليمان أبو داؤود
دوزنة..
هو فنان جميل مملوء ومتشرِّب بالإبداع الجميل والألحان الشجية، والتي عوَّدنا دائماً أن نستمع إليها بين الفينة والفينة، الموسيقار الراحل سليمان أبو داوود بدأ في بث ألحانه وأغنياته منذ أوائل السبعينات وهو عازف رائع على آلتي الترمبيت والعود، وأيضاً هو ملحن بدرجة الامتياز.
يشهد له الوسط الفني بذلك وخاصة الوسط الفني بنادي الخرطوم جنوب، وقد عكف الأستاذ سليمان أبو داوود على النشاط الموسيقي منذ زمن طويل بحي السجانة بالنادي النوبي (نادي بوهين) شرق قسم شركة الخرطوم جنوب بشارع السجانة بالنص وقتها، وكان أبو داوود قد اعتنى واحتضن فنياً منذ بداياته الفنان الجميل الراحل الفنان عبد المنعم الخالدي، وقد قدَّمه في مهرجان الواعدين الثاني عام 1978م، وكانت الأغنية بعنوان ( إتعلمنا من ريدة)، بعد قضاء فترة مقدِّرة في مزاولة نشاط سليمان أبو داوود وفرقته الجميلة بنادي بوهين انتقلت الفرقة بكاملها إلى مركز شباب السجانة في أواخر السبعينات وقد كان المركز يضج بالنشاط الموسيقي الثر، وأنشطة أخرى مصاحبة رياضية كثيرة، وكان معظم كبار الفنانين يزاولون نشاطهم من خلال فرقة مركز “شباب السجانة” ذائعة الصيت ذلك الوقت، ومنهم الفنانين: إبراهيم موسى أبَّا، علي إبراهيم اللحو، زكي عبد الكريم، يوسف الموصلي، هاشم حسن عمر إحساس، عثمان الأطرش، فيصل عبداللطيف، عامر الجوهري، جلال الصحافة، الأمين عبد الغفار، عبد المنعم الخالدي، آمال النور، حنان السجانة وآخرين كثر.
وقد كان المركز شعلة من النشاط المتواصل، في تلك الفترة عاصرت فرقة سليمان أبو داوود الفنان الذري إبراهيم عوض بعد قطيعته لاتحاد الفنانين فقد اتجه للعمل مع فرقة سليمان أبو داوود والتي زاع صيتها ذلك الحين، واشتهرت كأجمل فرقة في العاصمة المثلثة في ذلك الحين ولديهم مع الفنان إبراهيم عوض ذلك التسجيل الشهير لأغنية “سلوى” في مناسبة زواج أقامتها الفرقة مع الفنان الذري بمدينة كوستي، واصلت الفرقة النشاط بمركز شباب السجانة ثم انتقل كل الموسيقيين والفنانين من مركز شباب السجانة للعمل بنادي الخرطوم جنوب بعد قطيعة ومشكلة مع مدير المركز حينها والذي لم يضبط أعصابه وقام بطرد كل الفنانين والموسيقيين من المركز بحجة واهية جداً وعمد إلى الإساءة إليهم جميعاً، ما حدا بالفنانين كلهم بعد هذه المشكلة وبملء إصرار على عدم العودة لممارسة النشاط الفني بالمركز والتركيز على إصلاح دار الخرطوم جنوب والذي قد هجر (بضم الهاء) لسنوات طويلة مع أنه كان أساس الفن بدائرة الخرطوم جنوب
وقد كان يؤمه خيرة الفنانين ومنهم عثمان حسين ومحمد حسنين ورمضان حسن، وحسن عجاج ومحمد عجاج، والجيلاني الواثق وآخرين، ورغم أن دار الخرطوم جنوب كان قد أصابها الخراب بعد الهجر الطويل وعدم الصيانة والتأثيث إذ أن جدرانها المصنوعة من الجالوص والطين أصابها التلف وكانت مهدَّمة تماماً، إلا أنه بفضل الأعضاء والإدارة الهميمة فقد عكفت على تصليح النادي وبنائه شيئاً فشيئاً إلى أن صار الآن قبلة لكل الفنانين والموسيقيين السودانيين. سليمان أبو داوود لحَّن لكثير من الفنانين وأولهم الفنان عبد المنعم الخالدي عِدة أغنيات منها “سلمى”، “دروب الشوق”، “اتعلمنا من ريدة”، “الأميرة”،
و”عشت متألم معاك”، وأغاني أخرى كثيرة، كما لحَّن للفنان عثمان الأطرش أغنية “مشاعر” وللفنان عمر إحساس “عشان عينيك” ، وعِدة أغنيات للفنان محمد إسماعيل منها: أغنية “حمامتين” للشاعر محجوب شريف، ولحَّن للفنان مصطفى سيد أحمد أغنية “الفراق مكتوب” وبالطبع نحن نعتب كثيراً على الإعلام والقنوات،لأنها لم تول أمراً وتهتم بالموسيقار الرائع سليمان أبو داوود كثيراً ولم تهتم لكل هذا التاريخ الفني الذي خلَّفه بعد رحيله، وقد جمعتني الظروف الفنية وقد كنت جاراً له بالخلة الجديدة، للعمل مع فرقة الأستاذ سليمان أبو داوود ردحاً من الزمن من العام 1996م، وإلى العام 2003م. رحم الله الموسيقار الملحِّن المبدع سليمان أبو داوود والذي رحل عنا في عام 2000م.