(1)
الصادق إلياس اسم قد يغيب على الكثيرين الذين لا يعرفون إبداعه الشعري الذي يتناثر كحبيبات المطر والعطر عند كبار الفنانين، والصادق إلياس يكفيه جداً أغنية “الجريف واللوبيا” التي تغنى بها العبقري الراحل أحمد الجابري، وهذه الأغنية بغير صياغتها اللحنية المتفرِّدة تؤكد على أن الصادق إلياس شاعر بسيط المفردة وعميق المعنى ويستطيع أن يلامس وجدانك ويتوغل في الأغوار السحيقة منه، ورغم إبداعه الأنيق ولكن الصادق إلياس لم يجد حتى الأن التقدير الذي يناسب أغنياته التي تربى عليها وجداننا.
(2)
الصادق إلياس، هذا الاسم الجميل الممتد كامتداد شواطئ النيل الأزرق وحينما ينحني الأزرق في ضاحية الجريف وكأنه في (غشوة خفيفة) للسلام على هذا الشاعر المدهش صاحب المفردة التي تلامس شغاف القلوب وتسكنها فتبقى حيَّة لا يمكن نسيانها أبداً لأنه من تلك العينة التي لها مقدرة أن تسلب كل دواخلك وتجعلك تنحاز لها بإفراط ودون تحكُّم.
(3)
والصادق إلياس حينما كتب رائعته “الجريف واللوبية” كان مفعماً وصادقاً وهو حينها يؤرخ للمكان بلغة شعرية رفيعة، توغل في التفاصيل وأسهب في أن يجعل أرواحنا تشرئب لـ”الجريف واللوبيا” والأشجار الكثيفة وكماين الطوب التي تنشر على مدى البصر. ذلك التوصيف المهيب جعل الراحل أحمد الجابري يضع لحناً عبقرياً مدهشاً، فهو حينما يغنى:
عندي شوق لنيلك …. للأهل والطيبة
عُشت الصفاصف ….. قايمة عاملة زريبة
الجريف واللوبيا …… وباقي ذكرى حبيبة