كلام في الفن.. كلام في الفن
عفاف حسن أمين:
بعفويتها الصارخة وتلقائيتها المحببة.. تمثل المذيعة عفاف حسن أمين نموذجا باذخا لجيل موهوب دخل إلى الإعلام عبر التدرج والتمرحل.. فهي منذ ظهورها في برنامج جنة الأطفال ومحطة التلفزيون الأهلية شكّلت ملمحاً لمذيعة سودانية بمواصفات خاصة جداً.. لذلك هي مبدعة في مجالات شتى ولم ينتبه لها الناس كشاعرة مجيدة ذات طعم إبداعي.. وعفاف بكل بساطة هي بت سودانية خالصة بدون أي رتوش أخرى.
وجدي الكردي:
بتقديري الخاص جداً من الصعب أن تكون مختلفاً ما لم تكن صاحب موهبة خاصة.. ولعل الأستاذ الكبير (وجدي الكردي) يمثل نموذجاً شاهقاً للصحفي صاحب القدرات والأفكار المختلفة.. ولعل صحيفة حكايات الموؤدة شكلت بعثاً جديداً في كيفية التخطيط لتقديم صحيفة لا تشبه الصحف الأخرى وما كان ذلك ليكون إلا بوجود مبدع موهوب حتى النخاع مثل وجدي الكردي والذي اعتبره صحفياً ذكياً بمواصفات الجودة العالية.
السموءل خلف الله:
عايشت وعاصرت الكثير من وزراء الثقافة .. ولكن أقول وبملء الفم وكل الثقة ان أفضل وزير تقلد هذا المنصب وعبر كل الأزمان هو الأستاذ السموءل خلف الله القريش .. وبعيداً عن أي تصنيفات سياسية وحزبية يظل هو الرجل الذي رفع شعار (الثقافة تقود الحياة) وهي جملة مختصر جداً لخص بها عن ذهنية متقدمة تجاوزت الأطر العادية لمفهوم الوزير.. وفي زمانه كان للثقافة حضور وهيبة وأصبحت الوزارة منارة ثقافية.
يوسف البربري:
بعض المواقف تجعلك تكتشف ميزات اضافية عند بعض الذين لم تقترب منهم على مستوى التعامل الشخصي والتعامل الحياتي.. ولعل الفنان الشعبي يوسف البربري هو واحد من النماذج ذات الإنسانية العالية وهو شخصية متفاعلة وتحب الخير للآخرين واكتشفت ذلك من خلال موقفه البديع في أزمة الفنان رائد ميرغني.. فهو سعى سعياً حثيثاً لأجل إكمال المبلغ المطلوب وقدم تعهدات شخصية كضامن.. وذلك الموقف يؤشر على أن يوسف البربري ليس فناناً فحسب، بل هو إنسان كامل الدسم.
أزهري محمد علي:
أعتقد بأن الشاعر أزهري محمد علي يمثل جزءاً من مرحلة هامة في تاريخ الشعر الغنائي في السودان، فهو من الشعراء الذين أحدثوا انقلاباً في مسار الأغنية السودانية، حيث تميزت إضافاته بالجرأة والتنوع، يكتب بلغة رفيعة فيها الكثير من البراعة والحداثة، يكتب الشعر بمهارة عالية لا تتوافر لدى غيره .. فهو موهوب حتى النخاع .. ومفرداته الغنائية تؤشر على انه شاعر عميق المفردة .. جزل العبارة .. صاحب خيال متسع يحلق في الفضاء بلا قيود.