إسماعيل حسن يكتب : لا يا مجلس الهلال
22 يوليو 2022م
* أيظن مجلس إدارة نادي الهلال وجهازه الفني أن الرياضة نصر وهزيمة وبطولات؟!
* أبداً….
* الرياضة رسالة.. ومُثل.. وأهداف نبيلة… خاصة كرة القدم التي يكفيها فخراً أنها ياما لعبت – ولا تزال تلعب – أدواراً عظيمة في محاربة العديد من الظواهر السالبة، كالمخدرات على سبيل المثال، والخمور.. والعنصرية.. والحروب..
* والأمثلة الدالة على ذلك في متناول من يعد..
* ونحن ماشين بعيد ليه؟! فها هم نجوم المريخ رفعوا لافتة تنادي بوقف الحروب في السودان.. جاء فيها بالنص: (الدم السوداني واحد.. لا للجهوية.. لا للعنصرية.. السودان بشيلنا كلنا.. تباً للحرابة.. مجداً للسلام).. وذلك قبل مباراتهم أمام فريق الشرطة القضارف بملعب جبل الأولياء الثلاثاء الماضي.
* ونحسب أنهم بذلك لعبوا دوراً في تلطيف الأجواء، وتخفيف حدة الاحتقان السياسي والجهوي الحادث في بعض الولايات.
* وَلَعَلّ السيد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي عندما أطلق مبادرته النبيلة، واقترح قيام مباراة بين فريقي القمة المريخ والهلال في مدينة الجنينة، كان على يقين بأنها ستلعب دوراً عظيماً في تهدئة الأوضاع السياسية والاجتماعية في تلك المنطقة، وتساعد على استتباب الأمن وتحقيق السلام في كل ربوع السودان.. لهذا لم نتوقّع من الجهاز الفني للهلال أن يعتذر، ويجهض الأمل في أن تلعب الرياضة دوراً في خدمة قضايا بلدنا الحبيبة الطيبة..
* نعترف بأن فريقه وحتى فريق المريخ يعانيان من إرهاق ضغط المباريات الذي فرضه عليهما وعلى جميع الأندية؛ الاتحاد العام، في أغرب منافسة للدوري الممتاز.. ولكن كما هو معلومٌ، فإن الدوري سينتهي يوم 26 والمباراة في الجنينة يوم 30، مما يعني أنّ هنالك أربعة أيام يمكن للفريقين أن يلتقطا فيها أنفاسهما، ويخوضا المباراة..
* ويمكن كذلك أن يتيحا الفرصة لنجوم الدكة وبعض نجوم الشباب لأداء المباراة، وبالتأكيد لن تحزن جماهير الهلال أو جماهير المريخ إذا خسر فريقها.. لأن المباراة أصلاً ليست من أجل الفوز أو الخسارة، إنما من أجل هدفٍ سامٍ، والفوز الحقيقي فيها سيكون للفريقين بتحقيق الهدف النبيل من ورائها..
* عموما نتمنى أن يراجع الهلال قراره، ويتراجع عن فكرة الانسحاب، حتى لا يولد في نفوسنا الشكوك بأن فهمه للرياضة سطحي، أو أنه يفكر في قضاياه، أكثر مما يفكر في قضايا وطنه..
* بالمناسبة، وحتى لا نظلم الجهاز الفني للهلال، فإن مدرب المريخ أيضاً لا يُريد هذه المباراة، بحجة أنها تربك برنامجه الإعدادي، وهي حجة واهية نحمد لمجلس المريخ أنه لم يتجاوب معها، وأعلن موافقته على أداء المباراة..
* وكفى.