الدمازين: أحمد جبريل التجاني 21 يوليو 2022م
كشفت د.شذى حسن، مدير عام الصحة المُكلَّف بالنيل الأزرق في تصريحات لـ(الصيحة) عن ورود ثلاث وفيات لأطفال بالأمس، اثنان قتلا بأسلحة بيضاء بينما الثالث قضى بطلق ناري بمنطقة قنيص، وقد صادقت على دفن أحد الجثامين بينما لم ترد أي حالة وفاة أمس الأول.
وقد وردت إلى مستشفى الروصيرص
ثلاث حالات إصابة من منطقة قنيص بها حالة واحدة حوِّلت إلى مستشفى الدمازين للعلاج وحالتان مستقرتان.
وقالت المدير العام للصحة: إن حالات الوفيات التي وردت مستشفى الدمازين حتى أمس، كانت (120) حالة بينها (102) حالة، وصلت متوفاة و(8) حالات، فارقت الحياة بالمستشفى، مشيرة إلى وجود جثث حتى اليوم تجمع وتدفن بواسطة النيابة لم ترد إلى الوزارة كإحصاءات حتى اللحظة.
وامتدحت شذى مجهودات حكومة الإقليم وأنها أعادت بسط هيبة الدولة لكن رغم ذلك مازال هناك متفلتين.
متوقعة وجود وفيات إضافية داخل المنازل بمناطق النزاع.
وعن الطاقة الاستيعابية للمستشفيات أكدت الوزيرة عدم وجود ازدحام وأنهم يوم أمس، حوَّلوا (٤٢) حالة خطرة إلى الخرطوم و(٣٠) حالة من مستشفى الدمازين، إضافة إلى (١٢) حالة، أخرى من مستشفيات الشرطة والعسكري، ونفت ورود أي حالات إصابة أو وفيات من داخل الدمازين.
وشكرت المنظمات الوطنية والعالمية وقوافل وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني، واصفة وضعهم بالممتاز من ناحية توفر الدواء، نافية تأثير الأحداث الأخيرة على أعمال طوارئ الخريف التي توقفت بسبب وعورة الطرق.
وأشارت إلى أن معسكرات نزوح الهوسا المهجَّرين من مناطقهم أقيمت بمحليات الروصيرص ود الماحي والدمازين وأن الإحصائية بالروصيرص أحد عشر ألف وخمسمائة وعشر نازحاً، تم تقسيمهم على اللعوتة والشيخ فرح والرقاريق وتابة وقيسان ومدرسة أبوشوتال وقنيص شرق تضم كبار سن ونساء وأطفال.
كما توجد خمسة مراكز إيواء بالدمازين بمدارس الخنساء والزهراء والنهضة بنين وبنات، تدخَّلت وزارة الصحة عبر عيادات مباشرة كما تدخلت -أيضاً- المنظمات.
وأضافت: مشكلتنا الأولى كانت وجود معسكر وحيد في الدمازين (معسكر القوات المسلحة) فقمنا بتقليل العدد الكبير الذي يضمه خوفاً من وقوع كوارث بيئية أو وبائية، حيث جلست إدارة الصحة النفسية مع المهجَّرين وتم تحويل جزء كبير منهم للمدارس الأخرى.
وعن انتشار أمراض وأوبئة وسط المهجَّرين قالت: كانت هناك بداية لأمراض عندما كان المعسكر يضم أكثر من عشرة آلاف نازح، وتحسباً للكوارث البيئية خفَّضنا العدد بتوزيع المهجَّرين إلى خمسة معسكرات أخرى وخصصنا مركز رفيدة لإدارة الكوارث ومركز لعزل المصابين بالإسهالات والملاريا وأي مرض يطرأ.
واصفة الإسهالات بأنها عادية وليست كوليرا، حيث كانت هناك حالتان فقط من الإسهالات، ممتدحة دور إدارات صحة البيئة والطوارئ لإدارتهم العمل بكفاءة.
الدمازين..الحياة تدب مجدَّداً في أوصال المدينة
جولة لـ(الصيحة) بمدينة الدمازين صباح الأمس، بدت الشوارع عامرة بحركة السيارات وعاودت المواصلات خدماتها حتى مواصلات منطقة قنيص عادت للعمل من وإلى الدمازين لكن المظهر العسكري واضح للعيان، إذ صبغت المدينة (التي تغطي سماءها الغيوم ويتمتع أهلها بأجواء خريفية) بالكاكي والسلاح فبين كل عربة وأخرى عربة ثالثة تحمل جنوداً مدججين بالسلاح، شملت جولة (الصيحة) وزارات الزراعة والمجلس الأعلى للشباب والرياضة ومحلية الدمازين والتأمين الصحي وأمانة زكاة الإقليم ووزارة الشؤون الاجتماعية، حيث تلاحظ التغيُّب الكبير في صفوف العاملين بسبب الأوضاع الاستثنائية بالمدينة غير أن أمانة الزكاة بدأت مكتملة العدد من خلال حركة دخول وخروج الموظفين وانتشرت بائعات الشاي بالشوارع الرئيسة، وتلاحظ قلة عدد المارة بسبب مغادرة أعداد كبيرة من المواطنين إلى سنجة وسنار وربك وود النيل وأبو حجار والعاصمة الخرطوم.
سوق الدمازين..الهوسا يغلقون متاجرهم حتى إشعار آخر
سوق الدمازين الذي كان كالمرجل لا يهدأ في الأوقات الطبيعية بالأمس، بدأت تدب فيه العافية، لكن نصف المتاجر مغلقة بأمر ملاكها وهم من الهوسا، حيث تغيَّبوا عن مباشرة عملهم مبرِّرين الأمر بعدم توفر ضمانات بالأمن واحتجاجاً على الأزمة برمتها، زملاؤهم من التجار استطلعتهم (الصيحة) أبدوا حزنهم على وضع الولاية والمدينة مستنكرين الصراع القبلي الدامي الذي بدَّد استقرار السوق وكف أرجل الزبائن عن ارتياد المتاجر، الأمر الذي أحدث كساداً كبيراً يعاني منه السوق، ودعوا زملاءهم من الهوسا لمباشرة عملهم سيما والقوات المسلحة والدعم السريع أطبقا قبضتهما على الوضع وأعادا الأمن إلى الولاية.