19 يوليو 2022م
جاء في الخبر بأن السودان يستجلب العشرات من رؤوس القطارات الحديثة من الصين خلال شهر يوليو الحالي، مما لا شك فيه التطور المُضطرد لجمهورية الصين الشعبية في الصناعات بصورة عامة وصناعة القطارات التي تجاوزت سرعتها سرعة الصوت بصورة خاصّة، وتتجاوز المسافات التي كانت تأخذ الساعات الطوال في زمنٍ أقل، مما يُشكِّل نقلة نوعية في كسب الوقت والمساهمة في زيادة الإنتاج والتسويق، لأن بمثل هذه القطارات يمكن للمنتجات أن تصل إلى المستهلك في زمنٍ وجيزٍ ويُقلِّل التّلف، كما النقل بواسطة القطارات أقل تكلفةً من الشحن عبر السيارات الكبيرة نسبةً لارتفاع أسعار الوقود وقطع الغيار المستهلكة.
ذكر المدير العام لهيئة السكك الحديدية أن الدفعة الأولى المُقدّرة بـ21 من رؤوس القطارات الجديدة من العدد الكلي المُقدّر بـ34 من رؤوس القطارات. كما أنّه سوف يكون هناك عددٌ من المهندسين والفنيين من الشركة المصنعة حتى يتم التشغيل التجريبي للوابورات.
الجدير بالذكر أنّ هذه الوابورات صُنعت بمواصفات فنية حديثة وبها (27) وابوراً سفرياً، ولهذه الوابورات طاقات تصميمية كبيرة تُساهم في عمليات النقل.
إنّ وصول هذه الوابورات سيحدث نقلةً وتغييراً في أداء هيئة السكك الحديدية، حيث تم دفع 25% من قيمة العقد البالغة (50) مليون يورو وبتمويل من وزارة المالية الاتحادية.
هيئة السكك الحديدية السودانية لها تاريخٌ مُشرفٌ في صناعة التواصل بين أنحاء السودان المختلفة في السابق، مما خلق نوعاً من الوحدة الوطنية والترابط الأسري، حيث كان يمنح العاملين تذاكر سفر على هذه القطارات في الإجازات السنوية، وساهمت السكك الحديدية في نقل إطار الربط بين مدن السودان من الشرق (بورتسودان) الى الغرب (نيالا) ومن الشمال (وادي حلفا) الى أقصى الجنوب (واو – ملكال) مروراً بمعظم مدن وقرى السودان، أيضاً ساهمت السكك الحديدية من خلال هذا التواصل في الحفاظ على اللحمة الوطنية والأمن والاستقرار في ربوع السودان.
على هيئة السكك الحديدية الاتجاه إلى إعادة هذه اللحمة الوطنية والمُساعدة في إعادة الاستقرار بربوع السودان، عن طريق إعادة السكك الحديدية إلى سيرتها الأولى بأن يعود قطار ويجوب انحاء السودان ناقلاً للبضائع والثروة الحيوانية من كردفان ودارفور والمحاصيل الاقتصادية، كما مطلوب إعادة تحرك القطار من محطة قريبة من الخرطوم ( سوبا) الى نيالا، لأن يسافر الشخص من الخرطوم الى ولاية شمال كردفان (الرهد) ليستقل القطار إلى نيالا ليس من العدل في شيء. أيضاً قطار حلفا – كريمة – شندي حتى الخرطوم لنقل الأشخاص والبضائع ، لعل بعد الاتفاق الأخير بفتح التجارة الحدودية بين السودان وجنوب السودان الذي سيساهم في تشجيع التجارة بين البلدين عند وصول هذه القطارات الى واو – ملكال، كما فكرة مرور طريق الحرير الذي تتبناه الصين مروراً من السودان إلى الغرب الأفريقي تحتاج إلى تجديد الأسطول العامل في النقل. فكرة صائبة ان اتجهت هيئة السكك الحديدية إلى الصين لاستيراد هذه الوابورات لتحريك عجلة الاقتصاد والمُساهمة في الاستقرار وتقليل تكلفة النقل تشجيعاً للإنتاج وتحريك عجلة الصادر.
أمريكا والدول الأوروبية لن تقدم المُساعدات للسودان في مجال الاقتصاد والبنية التحتية ولا البنك وصندوق النقد كذلك وانتظار الذين تسبّبوا في حصار الشعب وتدمير السكك الحديدية بأن منعوا عنها الصيانة وقطع الغيار خلال العقود الماضية سيطول والغرض هو باقي السودان في ذل الانتظار وانتظار المعونات والمساعدات ذات الأجندة التي لم تأتِ أصلاً.