19 يوليو 2022م
تلبيةً لدعوة كريمة من معالي سفير دولة إريتريا بالسودان السفير عيسى احمد عيسى، توجّهت في الخامس من شهر يوليو الجاري الى عاصمة دولة إريتريا أسمرا عبر شركة تاركو السودانية للطيران.
حيث كان في استقبالي بمطار أسمرا الدولي مدير الإدارة العامة للمراسم بوزارة الخارجية السفير عثمان إدريس سعد وطاقمه العامل معه في ذات الإدارة ومن ثم توجهت الى مقر إقامتي بفندق أمباسيرا في وسط العاصمة أسمرا.
ولأول مرة في تاريخ حياتي أقضي عطلة عيد الأضحى خارج السودان، حيث جرت العادة أن أقضيها مع أسرتي الصغيرة.
ولكن لأهمية الزيارة وتوقيتها الحسّاس، كان لزاماً عليّ أن أغتنم الفرصة الذهبية لتحقيق العديد من المكاسب المتنوعة.
14/7/2022 الساعة 8:22 صباحاً المكان قرية عدي هالو، كانت المفاجأة غير المتوقعة مقابلة فخامة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أبراهام.
في البداية كنت أتخيّل أن سفير دولة إريتريا بالسودان السفير عيسى أحمد عيسى الذي مهد ورتّب للقاء لربما يرافقني الى جولة تعريفية سياحية للمعالم الأثرية خارج العاصمة كما كان يفعل طيلة تواجدي في أسمرا.
وفجأة ومن دون أي مقدمات وجدت نفسي وبصحبة السفير عيسى أمام فخامة الرئيس الإريتري.
كانت اللحظة عصيبة لأنني غير مهيأ تماماً لعظمة الحدث، ولكن سرعان ما تماسكت ورتّبت أفكاري.
ما لفت نظري وشد انتباهي بساطة فخامة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي من حيث الملبس والمأكل والمسكن والتعامل الإنساني البسيط.
لا حراسة ولا بروتوكولات ولا خدم ولا حشم ولا موسيقى، شخص عادي جداً، وأصدقكم الحديث من خلال تجربتي الصحفية التي تجاوزت الـ20عاماً، قابلت العديد من الرؤساء الأفارقة والعرب والأوروبيين، إلا أنّ الرئيس الإريتري قصة مختلفة تماماً من حيث الشكل والمضمون والمُحتوى.
فخامة الرئيس الإرتري أسياسي أفورقي رجل بسيطٌ ومتواضع ومدركٌ تماماً لما يدور من حوله في كافة المجالات.
الرئيس الإريتري عندما يتحدث عن السودان يذهل ويدهش السودانيين ذات نفسهم، وما يعلمه عن السودان لربما يجهله الكثيرون من الذين يدّعون معرفة السودان.
فخامة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي قارئ حصيف للمشهد السياسي السوداني ويمتلك رؤية واضحة في كيفية التعاطي معه بعقلانية ومن خلال زوايا متعددة.
فخامة الرئيس الإريتري أسياس افورقي من خلال حديثه لا يؤمن بالحدود الاستعمارية ولديه قناعة راسخة جداً لا تهدها الجبال بان الشعبين السوداني والإريتري شعب واحد في دولتين.
ودائماً ما يشبِّهما بالتوأم اللذين وُلدا من رحم واحد ورُضعا من ذات الثدي وتربيا وترعرعا في بيتٍ واحدٍ، ومن الاستحالة بمكان أن يفترقا، ودلّل على ذلك بقصة واقعية كان شاهد عيان عليها، وقال لي كانت هنالك مجموعة مقدرة من مواطني مدينة أفعبت الإريترية يحزمون في أمتعتهم بغرض السفر الى مدينة تبعد حوالي الـ180 كيلو متراً جنوب بورتسودان بغرض التصويت في الانتخابات السودانية، وهذا ما يؤكد على أنهم شعب واحد بين دولتين، لا يؤمنون بالحدود التي صنعها المستعمر من اجل حماية مصالحه فقط.
دائماً ما يحدث الرئيس الإريتري الآخرين عن المكانة الخاصة للشعب السوداني في قلبه ويصفهم بالكرماء والشجعان لأنه قضى غالبية عمره بينهم.
ما زال للرئيس الإريتري أمل كبير جداً بتحسُّن الأوضاع السياسية في السودان، وذلك من خلال الحوار السوداني – السوداني من دون تدخل أو وصاية أجنبية والسودانيون قادرون وفقاً للتجارب التاريخية المعروفة لحلحلة مشاكلهم الداخلية.
من خلال حديث الرئيس الإريتري لمست بأنّ هنالك عملاً كبيراً يُخطّط ويرتّب له بغرض إيجاد معالجات جذرية لكل المشاكل التي يُعاني منها السودان وسترى النور قريباً جداً في مقبل الأيام القلائل القادمات.
شرق السودان الذي تربطه حدود مشتركة مع دولة إريتريا أحد اهتمامات الرئيس الإريتري ومن ضمن الملفات الخاصة التي يشرف عليها الرئيس بذات نفسه ولديه رؤية جديدة ومختلفة تماماً عن سابقاتها، وفي خلال الأيام البسيطة القادمة ستشاهدون تنفيذها على أرض الواقع، وقطعاً سيكون لها تأثيرٌ واضحٌ لن تُخطئه العين.
فخامة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ينفذ نص الحديث (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) وهذا يعتبر أحد أسباب نجاحه في القيادة.
فخامة الرئيس الإريتري يقدر ويحترم دور الإعلام وأهميته، وفي ذات الوقت يتعامل معه بالقدر المطلوب في تحقيق أهدافه وتوصيل رسائله بالصورة المثلى وفي التوقيت المُناسب.
فخامة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي مهمومٌ جداً بتطوير وتنمية دولته واستطاع خلال الفترة الماضية تحقيق إنجازات ضخمة جداً، مشاريع البنى التحتية وإنشاء السدود بغرض حصاد المياه وإنشاء الطرق بالإضافة إلى مجانية التعليم والخدمات الصحية في كل مناحي الدولة بالتساوي ومن دون تمييز.