20 يوليو 2022م
مكتب قناة الجزيرة
(1)
شغوف جداً بمتابعة قناة الجزيرة وبما تقدمه من مواد طازجة فيها الكثير من البراعة والدقة والجهد الكبير .. وهي نموذج باذخ للملاحقة الخبرية والقدرة العالية على تحليل الخبر نفسه من خلال خبراء ومختصين يقدمون إفادات دسمة وذات قيمة .. ومن خلال الحرب الروسية – الأوكرانية تحديداً يمكن ملاحظة الدقة في اختيار المحللين والخبراء العسكريين والذين يقدمون معلومات علمية وفق التخصص والمعرفة الموسوعية بكل تكتيكات الحرب والقراءة العميقة لكل ما يدور في أرض المعركة.
(2)
ومثال لذلك الخبير اللبناني (الياس حنا)، فهو استاذ جامعي ومحاضر بالجامعة الأمريكية ببيروت وجامعة السيدة اللويزة في لبنان ويحاضر في عدة مقررات، منها الجغرافيا السياسية العالمية والشؤون الجيوسياسية وأسباب الحروب، وهو كذلك عميد متقاعد بالجيش اللبناني وهو خبير استراتيجي عسكري وعالم سياسة متخصص في دراسة الحرب .. رجل بكل تلك المواصفات والمؤهلات من البديهي أن يكون عميقاً في تحليلاته وممسكاً بأدواته ويستحق بالفعل لقب (خبير استراتيجي).
(3)
ولعل اختياره للإطلالة عبر قناة الجزيرة يتم عبر ترتيبات من مكتبها في لبنان ويتضح تماماً الدقة في الاختيار من مكتب الجزيرة هناك، لأنه يمثل وجهاً مشرقاً لبلده .. ويتضح تماماً أن الاختيار يتم وفق أسس ومنهج محدد وليس لخدمة أجندة بعينها كما يحدث من مدير مكتب قناة الجزيرة في السودان الدكتور (المسلمي البشير الكباشي) والذي هو نفسه تم اختياره في زمن المدير السابق لقناة الجزيرة (وضاح خنفر) والذي كانت تربطه علاقات قوية مع أسرة الكباشي الكبيرة والتي كرّمته من قبل في واحدة من زياراته المتعددة للسودان في زمن المخلوع عمر البشير، وهو من الذين يخدمون بعض أجندة الإنقاذ مثله ومثل محمد هاشم الغامدي الذي درس في جامعة الخرطوم وكان يتلقى دعماً كبيرا من حكومة عمر البشير.
(4)
ومدير مكتب قناة الجزيرة في السودان يقل كثيرا عن مديري مكاتب الجزيرة المنتشرين في أصقاع العالم مثل (عبد الرحيم فقرا) في الولايات المتحدة الأمريكية أو الفلسطيني (وليد العمري) أو التونسي (لطفي حجي) أو (عيسى طيبي) في ألمانيا و(مينا حربلو) في بريطانيا .. وكل تلك الأسماء التي ذكرت ذات قدرات عالية في تقديم الخدمة الخبرية وما يليها من متابعات، ولكن بمقارنته معهم نجد أن الفوارق عظيمة وشاسعة والأمر لا ينحصر فقط في القدرات البائسة والهشة والمهترئة ويتجاوز ذلك في اختيار من يسميهم عمدا بأنهم خبراء استراتيجيون وعسكريون هم أقرب (للهبل والعبط) من تلك الصفة.. ورئاسة قناة الجزيرة في قطر ليست معنية باختيارهم لأن هذا العبء يقع على مكتبها في السودان الذي يختار أمثال (عبد الباسط وسوركتي) ليقدما فواصل من الكوميديا السوداء ويمارسا تزييف الحقائق وتغبيشها وتلوينها وممارسة الكذب الصراح على الهواء مباشرة.. والقضية تتعلق هنا بصورة وطن وليس التلاعب باسمه.
كوستي.. كلمة السر!!
(1)
منذ ما يقارب العام .. ظللت في حالة ترحال ما بين كوستي والخرطوم .. وإن كان معظم الوقت أكون في كوستي .. ولعل بقائي الطويل فيها كان مسببا بأسباب تبدو منطقية جداً في ظاهرها .. حيث طبيعة عملي الصحفي ليس محدوداً بجغرافيا محددة ولست مطالباً بالحضور اليومي للصحيفة التي أعمل بها والتي أحرر لها يومياً صفحة باسم (الحوش الوسيع) وهي صفحة هجين ما بين الثقافة والفنون والمنوعات.
(2)
كما أحرر لذات الصحيفة أربع صفحات أسبوعية وهي عبارة عن ملف متكامل للفنون يكتب فيه أساتذة بقيمة الشاعر الكبير اسحق الحلنقي والاستاذ فيصل محمد صالح والاستاذ الناقد السر السيد والكاتب محمد البحاري وانضم لتلك الكوكبة الجميلة الصحفي الكبير عادل الباز .. وأجد نفسي في الشهر حررت لصحيفة الصيحة (46) صفحة .. كما أنني أكملت العديد من الكتب مثل كتاب (شعراء الاغنية السودانية.. توثيق ما أهمله التاريخ) وهو بتقديري كتاب مهم جداً وفكرته التوثيقية مختلفة للغاية وبذلت فيه جهداً كبيراً.. كما أنني أنجزت كتاب (وجوه منسية) وكتاباً عن الثنائيات في الغناء السوداني.. كلها كتب في طريقها للمطبعة وستصدر قريباً بإذن الله تعالى.
(3)
ولا أذيع سراً إذا قلت إنّ (كوستي) هي كلمة السر.. لأنني وجدت فيها ما لم أجده في الخرطوم والتي أصبحت طاردة وغير آمنة في الأوقات الأخيرة .. ولعل ما فقدته في الخرطوم وجدته في كوستي .. حيث أعيش في قمة الأمان والاطمئنان .. حيث وجدت نفسي في كل شوارعها.. زرعت ذكريات .. لذلك أفكر بشكل جدي في الاستقرار بها في الوقت الراهن ورغم عديد الارتباطات بالخرطوم ولكني في طريقي للتخلص منها تدريجياً.. وسأكون سعيداً جداً بعودتي لحضن مدينتي الحبيبة كوستي.