18 يوليو 2022م
رشفة أولى:
القناة القومية.. أم الفضائيات السودانية.. الممثل الرسمي الناطق باسم الدولة.. حضارتها.. إنجازاتها.. ماضيها.. حاضرها.. مستقبلها.. وجه السودان الذي يتحدث به مع العالم.. سفير الصوت والكلمة والصورة السامي.. إذا صلحت صلح الإعلام السوداني عموماً والمرئي خصوصاً.. وإذا انتكست حق للصورة الذهنية أن تتماهى وتهتز.. ويهتز وجدان كل سوداني في مشارق الارض ومغاربها فالقناة القومية تيرمومتر عافية السودان.
رشفة ثانية:
خمس كتائب تلفزيونية متكاملة.. تم انتقاؤها باحترافية عالية.. تركوا (الأنا) ولبسوا الجماعية وروح الفريق.. تزوّدوا بجرعة وعي وعشق إضافية لتراب هذا الوطن.. توجّهوا الى عُمق أقاليم السودان الخمسة.. نقلونا الى عوالم جمالية سودانية مُدهشة لم نكن نظنها بيننا تعيش في السودان (فقليل من يعرف جبل الزرافتين).. وقليل من يعرف مسميات (مدينة الحب والحب – بفتح الحاء الأولى وضم الحاء الثانية-.. ومدينة الأمطار والرعد.. ومدينة سكان الضفاف.. وعاصمة الملوك)، وهي مسميات أخرى لمدن سودانية شهيرة.
رؤية فنية إبداعية قومية متجددة وبذل متجرد وعطاء رفيع المستوى وحرص على تقديم الأفضل من جميع الفرق العاملة في كل أيام العيد والتي تقف من خلفها إدارة تتحلّى ببعد نظر وسعة أفق وقدرة على صناعة الجمال (د. إبراهيم البزعي – مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون.. أ. آمال مرجان – مدير القناة القومية ود. قسم الله الصلحي – مدير البرامج). بخلفياتهم الدرامية الفنية الإبداعية المثقفة، جعلوا برامج القناة القومية أشهى من شيّة الجَمر.
كل برامج أيام العيد بثت من خارج الخرطوم.. خمسة أقاليم (شرق السودان كسلا والقضارف. وسط السودان مدني، سنار، سنجة والدمازين. الجنوب من النيل الابيض وولايات كردفان. شمال السودان نهر النيل والشمالية. الغرب في ولايات دارفور الخمس).
نقلتنا كاميرا وصوت وكلمة القناة القومية إلى معالم تليدة وتاريخ مفخرة وأدب راق وشعر غزير المعاني ورموز سودانية تستحق التماثيل وإيقاعات دولية الصدى وفرق مسرحية ثقافية وموسيقية ماهرة وفنون شعبية وتراث عالمي وطبيعة خلابة ساحرة ورطانات مختلفة ورقصات رائعة ما بين الكرن والشبال والكمبلا والدليب والوازا وإيقاع السَّيرة الموجود في كل أنحاء السودان.
كشفت البرامج، الكثير المفيد المثير.. منها أن كل إقليم يُوصف بأنه (سودان مصغر) تعيش فيه كل القبائل بسلام ومحبة ومصاهرة راسخة متجذرة من مئات السنين.
شكراً جميلاً.. لكل العاملين والمنتجين والمهندسين والفنيين والمخرجين والمصورين والمعدين والمنسقين والمشرفين وأصحاب الفكرة.
رشفة أخيرة:
خروج القناة القومية الى مدن السودان عمل يستحق الدعم والمساندة وتمويل الدولة ورعاية المؤسسات والشركات الناجحة.. عمل إبداعي ذو أبعاد ثقافية وتربوية وتنموية واجتماعية واقتصادية ودبلوماسية وحضارية وسياحية واستراتيجية من الدرجة الأولى.. فليكن في قائمة (الأهم) بميزانية وزارة الإعلام السودانية.. و.. معاكم سلامة.