18 يوليو2022م
السودان دولة أزماته معادة
نسبة لسوء التخطيط المستقبلي، لذلك نرى ملامح الفشل سمة لازمة كل الحكومات المدنية والعسكرية التي أتت بعد رفع العلم السوداني.
مثال… أزمة الكهرباء والاقتصاد والتعليم والصحة.
كلها أزمات متوارثة بمستويات زائدة تدريجياً إلى أن بلغت ذروتها في عهد حكومة الإنقاذ، التي أسهمت إلى حدٍ كبير في حصيلة الفشل الذريع. حيث أنها قامت بمعادات الريف اقتصادياً بالجبايات وعسكرياً بإعلان الحرب المفتوحة على دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان (جبال النوبة).
قامت برفع البندقية على الريف لتعلن وقف التنمية هناك ونسبة إلى تلك الحرب العبثية الهوجاء التي أحرقت الأخضر واليابس جاء إنسان الريف إلى العاصمة كهجرة عكسية بعد أن كان منتجاً وعائلاً لخزينة الدولة أصبح عالة عليها.
وتقاسم الخدمات المحدودة مع إنسان العاصمة، فكثرت العشوائيات حولها من كل الجوانب وتفشت الجريمة وتفشت معها القبلية، لأن القبيلة في الريف كانت للتعريف وبعد اكتظاظ العاصمة أصبحت للتقييم.
الحل يكمن في تنمية الريف وبذلك سيصبح تعداد سكان العاصمة موازياً لخدماتها وأيضاً سيحظى الريف بالخدمات وسينعم بالتنمية والاستقرار،
وهذا ما نشاهده في الجارة أم الدنيا الشقيقة مصر، حيث لا وجود للقبيلة ولا للقبلية ولا للهجرة العكسية من الريف إلى العاصمة، لأن كل ما يحتاجونه يجدونه فى متناول أيديهم.
أما نحن في السودان وفي عهد الإنقاذ وما بعدها ومنذ توقيع الوثيقة الدستورية غير الشرعية والانقضاض الفاشل عليها
وفي ظل تلك التخبطات أصبح السودان يعاني من حالة اللا دولة.
ولم يبق له سوى إعلان حالة الفوضى الخلَّاقة التى ارتسمت ملامحها في وجوه كثير من السودانيين في الطرقات والمواصلات العامة وفي أماكن العمل، وغلاء الأسعار ووساخة الشوارع العامة متمثلة في بقايا طوب المتاريس مصحوب بالإطارات المحروقة وشلالات من المياه فقدناها صافية للشرب ووجدناها منهمرة في الطرقات تتنافى مع اسمها فأصبحت مياه صرف لا صحي، لأنها خرجت من مجاريها تحمل رائحة نتنة وفواحة وبتلك الرائحة أصبحنا نحدِّد المحطات وخير مثال شارع واحد وستين 61 العمارات.
أجمل شوارع الخرطوم شارع المطار هاهو اليوم يضج بالخراف باهظة الثمن ومخلفاتها نتنة الرائحة، ولا مبالاة في كل شئ، وإذا بحثت عن الوطنية لا تستطيع الحصول عليها إلا كماركة في جرادل الطحنية، فحدث ما حدث… وحدِّث ولا حرج.
ونثرتا أزهار اليقين على القلوب الخائفة
الليل حولي قاتلاً والصمت يصبغو عاصفة
لكن بحبك والذي جعل المشاعر مرهفا
سنلتقي ونلتقي يوماً وحتماً يارقيق العاطفة.
دمتم أحبتي..