الغالي شقيفات يكتب : الصِّراعات القبليّة
17يوليو2022م
تَسَبّبت الحروبات والنزاعات القبلية في السودان إلى سقوط آلاف الضحايا، ودفعت هذه الحروب الضارية والقاسية، آلاف الأسر إلى النزوح والتشرُّد، ويدفع النساء والأطفال الثمن الباهظ في كل حربٍ، ويتجرَّعون بشكل يومي ويلات الحروب، وتختلف أسباب الحروب في السودان، إلا أنّ أغلبها حول الأرض والثأر والحدود والسرقات، وأسباب بسيطة أخرى تتحوَّل من قضايا ثأر إلى حرب جماعية يكتوي بنارها الجميع من كل الأطراف، والنظام البائد كان مُتّهماً بتأجيج الصراعات القبلية والعمل بالمثل الشعبي “فرِّق تسد” و”مصائب قوم عند قوم فوائد”، فهو مُتّهمٌ بتدمير النسيج الاجتماعي في دارفور وكردفان وتمزيق المجتمع وتغذية النعرات العُنصرية، وتعمل الآن بعض الجهات في بث خطاب الكراهية وزيادة رقعة الفتن ومشاعر الحقد عبر “السوشيال ميديا”.
ويرى المُراقبون أنّ عناصر من النظام البائد تقف وراء هؤلاء وهم المتسببون في انهيار القيم الاجتماعية وضعف الوازع الديني والأخلاق الحميدة للشعب السوداني.
هنالك أيضاً أسبابٌ خفيةٌ للعامة من أسباب الحروب العبثية هذه، دور خفي لأعداء التحوُّل الديمقراطي والصراعات العرقية لها أثر في التحوُّل السياسي والاقتصادي والسلم المجتمعي والصراعات القبلية في ظل تنامي خطاب الكراهية وغياب الدولة، حتماً ستؤدي إلى الحرب الأهلية الشاملة، ويجب على النُّخَب السياسية الابتعاد عن استغلال الصراعات القبلية لتحقيق المكاسب السياسية الخاصّة على حساب المصلحة العامة والفساد في التوظيف، أيضاً قد يصبح أحد أسباب الصراعات القبلية ودونكم البيانات التي تطلع في الأسافير، ضد موقِّعي اتفاقيات السلام وتوزيع الموارد كعائدات النفط في غرب كردفان وشرق دارفور، فالذي حدث أمس الأول في ولاية النيل الأزرق هو غياب الدولة وترك الأمر لزعماء القبائل والعشائر يفتون في أمر الدولة، الأرض للدولة وليست للقبيلة والهوساوي في السودان هو مواطن سوداني وله الحق في تنظيم نظامه الأهلي، وليس من حق أي جهة الاعتراض عليه طالما هو مواطن سوداني ويتمتّع بالأغلبية، والحركة الشعبية الحاكمة في النيل الأزرق تُنادي بسُودانٍ جديدٍ، وتقول: المواطنة هي الأساس، فيجب أن لا تترك الهوسا والأمبررو يشعرون بأنّهم مُهمّشون ومُواطنون من الدرجة الثانية، ويجب أن تستأثر بالسُّلطة قبائل القيادات المُوقّعة على السلام دون الآخرين، وعادةً ما نضرب مثلاً بالرئيس محمد بازوم، رئيس النيجر، حيث فاز في الانتخابات ببرنامج حزبي وهو من القبائل العربية التي تعتبر أقلية في النيجر.