إن للإعلام الوطني دور أساسي في دعم الحوار السوداني سوداني الذي يفضي في نهاية الأمر إلى توافق تام بين كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقوات المسلحة والحركات المسلحة والشخصيات الوطنية المستقلة، بالإضافة للشباب والمرأة، وذلك انطلاقاً من اعلان (أم ضواً بان) ومبادرة عضو مجلس السيادة الفريق مالك عقار، كما أن الإعلام السالب سيقود في نهاية الأمر إلى دمار الدولة السودانية عبر صراعات حزبية لا جدوى منها.
إن الوقت لا يحتمل استمرار الانتظار المفتوح، كما أن التظاهرات المستمرة وأرواح الشهداء من الشباب التي تهدر بعد كل تظاهرة هي خسارة للوطن وفاجعة كبرى، كما أن الأزمات الحياتية صارت تزداد وتتجدّد في كل يوم وتحاصرنا من كل جانب وتزداد يوماً بعد يوم مما يحتم علينا التعجيل والإسراع لعقد اجتماع طارئ وعاجل لممثلي تلك القوى الوطنية لتكوين الحكومة المدنية الانتقالية ذات المهام المحددة التي تتعلّق بمعالجة الأزمة الاقتصادية والإعداد الجيد لانتخابات حرة ونزيهة بمراقبة دولية، وإلا فإن القوات المسلحة لن تنتظر كثيراً في العودة لثكناتها، وهذا قد يجعلها تسرع في خطواتها لمعالجة الأزمة باختيار رئيس وزراء مدني من الشخصيات الوطنية المستقلة المقبولة لدى أغلبية الشعب السوداني خاصةً وأن المجتمع الدولي بالضرورة سيدعم الحكم المدني ويرحب بالدعوة للانتخابات طالما سيشارك في مراقبتها.
وأشير هنا إلى أنه لا مكان في تلك الانتخابات لأي شخص أو تنظيم سياسي أو عسكري ارتكب جرائم ضد الدولة أو مطلوب للعدالة في جرائم جنائية.
إن الأوضاع الحالية في بلادنا ما عادت تحتمل انتظاراً أكثر من الذي مضى، خاصةً وأن أصوات العنصرية والجهوية والانفلات الأمني قد بلغت مداها مما قد يهدّد وحدة السودان المرشح من بعض دول العالم ليصبح دويلات صغيرة طمعاً في ثرواته بعد الضائقة المعيشية التي تواجهها أوروبا وأمريكا بعد انهيار قيمة الدولار واليورو وارتفاع أسعار البترول بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي نهاية الأمر على الأجهزة الإعلامية أن تقرّب وجهات النظر ما بين الفرقاء وصولاً إلى توافقٍ يفضي إلى حكم ديموقراطي تعددي مستدام.
* قيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل