شكاوى المزارعين والرعاة من خط المسار الجديد بسنجة
رصد: عفراء الغالي 7 يوليو 2022م
رفض عدد من المزارعين والرعاة والعائدين من الجنوب المسار الجديد الذي تم إنشاؤه منذ العام الماضي، وأكدوا أنه يقع في مناطق صحراوية لا تناسب رعاية البهائم، كما أن المسار يأتي بعدد من المناطق بسنجة ومنها محلية المزموم لمجموعة من الأسباب رفض المنتجون رفضاً قاطعاً المسار الجديد، ووصفوه بالقرار الظالم وأن المسار ليس مؤهلاً لاستيعاب جميع الأطراف خاصة الرعاة وأنه ستلحق الخسائر بهم خاصة في فصل الخريف، لأن معظم المسار يأتي في مناطق صحراوية، في هذا الصداد التقت (الصيحة) عدداً من المتأثرين بالمسار الجديد.
مصالح شخصية
في البداية تحدَّث لنا المزارع أحمد محمد أحمد العبد، عن أبعاد المسارات، وقال: نحن مزارعين نرفض المسار الجديد لأن فيه كثير من الأضرار للرعاة والعائدين من الجنوب، وأكد أن المسار الجديد مفتعل لصالح بعض الأشخاص بالولاية، واتهم وزارة الزراعة بالولاية بمساعدتهم والوقوف معهم.
وقال: إن المسار القديم موجود منذ زمان بعيد، ولكن المسار الجديد به عدد من الأضرار لأنه يشق الأراضي وكان من المفترض أن تكون المسارات بجانب الأراضي والغابات الحكومية وليس وسطها حتى لا يتضرَّر المستفيدين من المسارات وهم الرعاة والمزارعين ومعظم المزارعين رافضين رفضاً تاماً المسارات الجديدة.
كما رفض المزارع عبد الله أحمد بوليس، المسار الجديد وقال إنه يشق الأراضي الزراعية ويتسبب في مشكلات مع الرعاة، وأوضح أن المرور عبره في فصل الخريف يصبح صعباً للغاية، مبيِّناً أن فيه تغوُّل على أراضي الناس وطالب الوزارة بإرجاع المسارات القديمة المتفق عليها بين الجميع تفادياً لحدوث المشكلات والأضرار التي ستقع على كل من المزارعين والرعاة.
إغراق كامل
بينما تحدث ممثل الثروة الحيوانية وعضو اتحاد الرعاة صابون جابر أحمد عضو الرعاة بولاية سنار بوحدة المزموم عن الأضرار الناتجة عن المشاركات الجديدة التي أنشأتها الولاية حديثاً، وقال: نحن كرعاة نؤيد المسارات القديمة، ونرفض رفضاً باتا المسارات الجديدة لعدة أسباب أهمها إنها ستغمر بالماء، لأنها تقع في مجاري السيول التي تتأثر بمجرى السيول والأمطار تمتلئ كل خريف مما يجعلها لا تتناسب لرعاية البهائم، وتتعارض مع الثروة الحيوانية، حيث تغمر وتكون ثقلية وصعبة على السفر، ولأن الحيوانات تمر بتلك المجاري وفي فصل الخريف يصعب عليها المرور وبالتالي ستتغوَّل على أراضي المزارعين وتأخذ طريقاً أسهل للعبور بدل المجاري الممتلئة عن الحد.
مشيراً إلى أن المجاري المستحدثة هي مفتعلة بواسطة أشخاص قامت الوزارة بتنفيذ أمرهم للتسهيل عليهم وتعويضهم حيث لهم مصالح شخصية بتلك المسار الجديدة فهي جيِّدة مع بعض المزارعين ولديهم مشاريع جديدة تأتي بجانبها المسار الجديد، ولكن عامة الرعاة والمزارعين والعائدين من الجنوب لا تتناسب معهم.
وأضاف قائلاً: نطالب نحن رعاة من الدولة الاهتمام بأمر الرعاة كما يهتمون بأمر المزارعين، ولا نريد أن يحدث احتكاك بين الراعي والمزارع وأن ترجع المسارات القديمة التي نعرفها منذ السنين.
وقال: إن الثروة الحيوانية والزراعة المطرية كليهما يمثلان الداعم الاقتصادي للدولة وحفظ التوازن بينهما لا بد من تنفيذ المسار بالخرطة والكروكي القديم وهو مدروس بتضاريس عالية لكي يستفيد منها الحيوان لا لكي يتضرِّر منها، لأن المسار الجديد هو مسار “مويه وخيران”، ومعنا صور للماء إذا تم التنفيذ به الثروة بتنحرف تجاه المرتفعات والغابات وحتظل الإشكالية كما هي وتقع الفتنة بين الرعاة والمزارعين، لأن المزارع تم له تنفيذ المسار والراعي ما يؤدي نفسه إلى تهلكة ما يملك من انعام لكي يغرق في هذا المسار نحن كأصحاب ثروة متضرِّرين أكبر من هذا المسار.
لا للمسار الجديد
خطة ثلاثية
وفي ذات الإطار ذكر وزير وزارة الزراعة ولاية سنار الهادي الصادق، أن المسارات الجديدة ليست “غير جيِّدة” كما يصف البعض وأنها عبارة عن ربط الإحداثيات بين الدمازين مع ولاية سنار وأن المسار يمر بعدد من المناطق وهو ليس جديداً من البداية وحتى النهاية، حيث حدثت بعض التعديلات في خط سيره والغرض منه الفائدة العامة وقد تم وضع خطة لثلاثة مسارات تم تنفيذ مسار واحد منهم وباقي اثنان وأن المسار الأول “منفلة”. وهو مسار فعلاً يأتي في مناطق منخفضة وعالية.
والمسارات الجديدة لا أستطيع أن أقول إنها خالية من السلبيات لكن لديها إيجابيات بمعنى مميزات وعيوب، حيث في بعض المناطق مربوطة بالغابات لكن هو جيِّد مع صغار المنتجين، لكن ليس بالقدر المطلوب مع المنتجين الكبار، لكن الهدف منه الربط بالنيل الأزرق، وأضاف قائلاً: هنالك بعض المؤيدين له ومنهم تنظمه مجموعة الرعاة والمزارعين المسارات الجديدة في المنطقة الجغرافية ولجان مشتركة في فض النزاعات.
تعارض مصالح
وفي ذات المنحى رفض المدير التنفيذي
لشركة الرخاء للتنمية الزراعية د. محمد كمال جار النبي، المسار الجديدة وتعارضها مع مصالح كل المشاركين فيها، وقال: لقد كان هنالك توافق بين المزارعين والرعاة والعائدين من دولة الجنوب على فتح المسار القديمة في كل من منطقة المزموم وبوزي والدالي، لكن بعد بداية التنفيذ في منطقة الدالي وإكمالها قامت السلطات بتغيير المسار بين مدينة المزموم ومدينة بوزي ليمر داخل المشاريع الزراعية بدلاً من المسار القديم الذي يمر خلال الغابة، مؤكداً أن المسارات القديمة هي مسارات متفق عليها من جميع الأطراف، مما يقود ذلك التغيير لإحداث أضرار بالغة بالنسبة للمساحات الزراعية في تلك المناطق
وذلك حيث سبق واستقطعت مساحة 6 آلاف فدان، من شرق مساحة الشركة العرب العائدين من الجنوب.
لافتاً إلى أنه لم يتم اتفاق ولا حتى إخطار رسمي ولا توجد حتى خُرط للمسار الجديد وأن العمل يسير بصورة عشوائية وفي سبيل إيقاف العمل والمطالبة بوقفه فوراً قامت مجموعة من المزارعين والرعاة والعائدين بتنفيذ وقفة احتجاجية بوزارة الزراعة ولاية سنار رفضاً للمسار الجديد وتقديم مذكرة للسلطات.
رفض تام
ومن جانب آخر رفض ممثل وشيخ العائدين من الجنوب سعيد آدم سعيد، المسارات الجديدة، قائلاً: إنها عشوائية وجاءت لخدمة أشخاص معيِّنين لديهم أراضي زراعية لسنين لم يتم استغلالها، وأن المسارات الجديدة في السنة الماضية قادت إلى فقدان الرعاة إلى (700) رأس، لافتاً إلى أن المسارات الجديدة غير صالحة للثروة الحيوانية حيث إنها خالية من الأشجار ومناطق حماية البهائم في حالة سقوط الأمطار والرياح فليس هنالك ما يحمي القطيع وأن المسار القديم صالح للحيوان، حيث فيه مناطق عالية وغابات.