الخرطوم: انتصار فضل الله 5 يوليو 2022م
شكا مواطنون من تلف ورداءة العملة السودانية “الجنيه” المتداولة -حالياً- في السوق خاصة فئة الـ(50) جنيهاً .
وتخوَّف البعض خلال حديثهم لـ”بلاغ في الصيحة” من أن تكون هذه محاولة لقتل الخمسين وإخراجها من السوق، مثلما حدث مع العملات فئات العشرة والعشرين التي أصبحت عملة غير متداولة بأمر التجار.
خطر كبير
يقول عباس حمد “موظف”: تشهد العملة الوطنية خطراً كبيراً جداً متمثل في تداولها وهي تالفة وممزقة وفي كثير من الأحيان يتم تداولها في ظل تمزُّق الرقم المتسلسل الذي يقع في أعلى اليمين وأسفل اليسار من الورقة.
يستغرب عباس لشكل الأوراق النقدية فئة الـ(50) التي تخرج من بعض البنوك قديمة ومتسخة وممزَّقة وغير مقبولة الشكل ما جعلهم كموظفين يمتنعون عن أخذها باعتبارها تالفة، داعياً إلى الاهتمام بالعملة والاحتفاظ بها نظيفة ما يساعد في تداولها .
إيجاد طرق
عوضية سليمان “إعلامية”، أبدت امتعاضاً لوضع العملات من الفئة الصغيرة، قالت: طالما أصبحت ورقة الخمسين جنيهاً، أصغر قيمة متداولة في الأسواق على المصارف والبنوك الاهتمام بها ومحاولة إيجاد طرق تساعد في خروجها بشكل مقبول، أضافت أنها ظلت تعاني جراء التلف الذي أصاب العملة نظراً لأنها الشيء الوحيد الذي يعتمد عليه في عمليات البيع والشراء، وأشارت إلى أنها تخسر بشكل مستمر مبالغ كبيرة بسبب تمزيق العملة التي تقوم بصرفها من مكتب الحسابات في المؤسسة التي تعمل بها .
عوضية تؤكِّد على ضرورة أن ينتبه المحاسبين لهذه المشكلة وإرجاع الفئات الممزَّقة التي فقدت قيمتها إلى المصرف الذي تتعامل معه المؤسسة وإبدالها بعملة سارية لا ينقصها رقم أو مقطوعة الأطراف حتى يستفيد الموظفون منها في ظل ضغوط اقتصادية وغلاء أسعار يحتاج فيه الفرد كل جنيه لتغطية احتياجاته .
معاناة أخرى
محمد عفيفي، محاسب يعمل في إحدى الشركات، يؤكد معاناتهم جراء العملة التالفة، ويقول: من الصعب أن يقوم المحاسب بمراجعة العملة داخل المصرف أو البنك للتأكد من الفئات التالفة، لأن ذلك يستغرق وقتاً طويلاً، لكنه دعا الموظفين لمراجعة ذلك بمجرَّد تم استلام المرتب الشهري أو أي مبلغ من المؤسسة وإرجاعه للمحاسب فوراً لاستبداله،
منوِّهاً إلى أن العملة التالفة طالت -أيضاً- فئات المائة والخمسمائة، ففي كثير من الأحيان تأتي من البنوك والرقم المتسلسل غير مكتمل جراء “القطع” والتعامل السيئ مع العملة، مناشداً بأهمية التعامل الجيِّد مع العملة واعتبارها مستند نقدي يرمز للوطنية يجب المحافظة عليه نظيفاً.
التعامل اللائق
ملَّكت إدارة الإعلام ببنك السودان المركزي “الصيحة” منشوراً يدعو المواطنين للتعامل اللائق مع العملة السودانية والمحافظة عليها من التلف
يقول المنشور، يكلف إنتاج وطباعة وتوزيع العملة الوطنية الاقتصاد الوطني مبالغ طائلة، ويتحمَّلها في نهاية المطاف دافع الضرائب ضمن تحمُّله للانفاق العام، لذلك ينبغي أن يتعاون الجميع في الحفاظ على العملة الوطنية نظيفة، وحمايتها من التمزيق و”الكرفسة” حتى تقل التكلفة الكلية لإصدار وإدارة النقود، وأشار إلى قيام بنك السودان المركزي بالتعاون مع شركة مطابع السودان للعملة باستحداث استخدام نوع جديد من الورق يقاوم الاتساخ والتمزُّق، بالتالي يدوم فترة أطول في تداوله بين الناس، ودعا لأهمية تجاوب المواطنين مع هذا التوجه بحفظ الأوراق المالية في حافظات نظيفة وجافة وحمايتها من الاتساخ والبلل، وتفادي تعريضها للطي والتمزيق.
خصائص تأمينية
تطرَّق منشور البنك المركزي، للحديث عن تزوير العملة باعتبارها من أخطر العمليات التي تواجه الاقتصاد القومي وتساهم في تدميره، قائلاً: تتميَّز العملة السودانية، بالكثير من الخصائص التأمينية لحمايتها من التزييف والتزوير، وينبغي على المواطن أن يلم بهذه الخصائص حتى يتمكَّن من التمييز بين العملة الحقيقية والمزيَّفة.
وبما أن ورقة العملة فئة المائتي جنيه، ذات قيمة عالية، ما يُعرِّضها لمحاولات التزييف، تشير معلومات صادرة من المركزي، إلى أن المائتي صُمِّمت بأحدث المميزات التأمينية المتقدِّمة مما يجعل تزييفها أمراً عسيراً.
ونبَّه المركزي إلى أن محاولات التزييف لا تتوقف وأن الخدعة تمر على المواطن الذي يجهل الخصائص أو لا يهتم بفحص العملة التي يتداولها، أو يتعامل معها.
خصائص وإرشاد
أجمل المركزي الخصائص التي يتعرَّف من خلالها على العملة المزيَّفة في العلامة المائية، التي تحمل صورة صقر الجديان، كما تحمل الرقم (200).
وقال: العلامة المائية تشكيل للورق في مرحلة تصنيعه بألوان متدرِّجة ما بين الأبيض والأسود وترى عند فحص الورقة خلال إضاءة خلفية أو عند رفعها تحت ضوء الشمس.
شملت الخصائص خيط التأمين المتقطِّع وهو شريط معدني عرض ثلاث ملم، يظهر متقطعاً في الواجهة الأمامية في شكل “شبايك” لكن عند النظر إليه من خلال إضاءة خلفية أو عند رفعها تحت ضوء الشمس يكون عبارة عن شريط تأميني متغيَّر الألوان والحركة، وأضاف: أيضاً من الخصائص، النظائر المتطابقة والطباعة البارزة وأحبار متغيَّرة الألوان مع الحركة، الصورة الكامنة ورقم متسلسل بأحبار ممغنطة لا يتكرَّر وغيرها من الخصائص، داعياً لأهمية الاطلاع على العلامات التأمينية للعملة بغرض التعرُّف عليها عن كثب، كي لا يقع المواطن في مصيدة مروَّجي العملات المزيَّفة بالتالي يضمن سلامة أوراقه النقدية.