5 يوليو 2022م
كتب الكاتب الصحفي الامريكي المختص في شؤون الشرق الأوسط بوريك فريدزمان في بان باسفيك نيوز برس، قال تمت دعوتي من قبل كبير مستشاري البيت الأبيض للشؤون الأمنية سوزان رايس، لمناقشة أمر عاجل متعلق بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، ولأنني صحفي مهتم بشؤون هذا الجزء من العالم، قرّرت تلبية الدعوة دون أن أخوض في تفاصيل هذا الأمر العاجل، دخلت الى البهو المؤدي للقاعة الرئيسية بإدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية في الزمان المحدد، وكان الحضور من شخصيات معروفة لدى معظمها من المسؤولين بإدارة الشرق الأوسط، وكانت هنالك شخصياتّ أفريقيةٌ عُرفت فيما بعد أنهم من دولة السودان، رجلان وامرأة، أحدهما يدعى عمر والآخر لا أذكر اسمه، أما المرأة علمت مؤخراً أنها أصبحت وزيرة في بلدها السودان.
كانت السيدة رايس تتحدث عن السودان كدولة تهدد الأمن القومي الأمريكي، وان لا بد من تطويقها، وإن هنالك خطة لاحتواء هذا البلد تم إعدادها لإزالة النظام الحاكم، وإن هؤلاء السادة من السودان يشاطروننا الرأي وسيدعمون وجهة نظرنا أمام الإدارة الأمريكية وهم سيقومون بكل ما من شأنه إزالة نظام البشير الذي أصبح يُهدِّد المنطقة وحلفاءنا المقربين في هذه المنطقة.
اعترف لكم بأنني نعم مُهتمٌ بشؤون الشرق الأوسط المُتسارع الأحداث، إلاّ أنني قليل الخبرة في الشأن السوداني، حيث كنت أركز جُل اهتماماتي حول الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته على المنطقة، وعدتهم بالمساعدة في نهاية الاجتماع، على أن يكون هنالك تصورٌ من المشاركين السودانيين والذين علمت مؤخراً أنهم يحملون الجنسية الأمريكية، وناشطون ضمن منظمات أمريكية، وتعتبر كفاية أبرزهم لاهتمامها بالشأن السوداني.
في اليومين التاليين، عكفت على دراسة أوضاع هذا البلد (السودان) من عدة مصادر دائماً ما اعتمد عليها في عملي، وفي ذهني مدى الكراهية والبغض اللذين يحملهما هؤلاء السادة إزاء السودان واستعدادهم لفعل اي شيء يزيل النظام الحاكم، اطلعت على كثير من التقارير عن هذا البلد، وكم هالني المفاجأة الأولى أن السودان حقّق في تلك السنة أعلى معدل نمو في العالم (502)، ولكم أن تحكموا بأنفسكم، إذ أن معدل النمو في الولايات المتحدة في ذلك العام (٢.٣)، والصين (٣.٥)، وبدأت أجري مزيداً من البحث، وعلمت السبب وراء هذه النسبة العالية في النمو هو استخراج النفط لأول مرة في هذا البلد واستخراج معدن الذهب، وأصبح هذان المصدران يضخّان العافية في الاقتصاد السوداني، كما عمل النظام شراكات قوية مع دول ذات وزن كالصين وماليزيا والهند وإيران وحتى البرازيل، كما هو واضح عدم تجانس هذا النظام مع الغرب عموماً والولايات المتحدة الأمريكية خاصةً، إذ قرر النظام في هذا البلد الاعتماد على ذاته واستنهاض الهمم لدى مواطنيهم، بدأت أفهم نقمة الإدارة الأمريكية على هذا البلد والاستعانة بأشخاص يحملون الجنسية الأمريكية، ولكنهم ناقمون على نظام الحكم لأسباب لا أعلمها، ولكنني لا استطيع وصف هؤلاء السادة إلا بالخيانة لوطنهم والتواطؤ مع مَن يُريدون الإضرار به، وبعد أسبوعين كنا في الاجتماع الثالث لمناقشة خُطة تدمير الاقتصاد لهذه الدولة الإرهابية من وجهة نظرهم باعتماد سلاح العقوبات وملاحقتهم بتهم الإرهاب!!
كنت أراقب بصمتٍ، المقترحات الخبيثة التي يقدمها المشاركون السودانيون، وظللت صامتاً طوال الاجتماع ولم أشارك حتى بكلمة، ولم أشعر إلا وأنا أقدم اعتذاري للحاق بموعد مسبق، وبعد مرور أسبوع وقبل الاجتماع الرابع، بعثت برسالة لمكتب رايس اعتذر فيها عن المشاركة في أعمال هذه اللجنة بحجة تكليفي بمهمة عاجلة في الشرق الأوسط، وإنني لن استطيع الاستمرار مُستقبلاً لطول فترة التكليف.
رن هاتفي ذات يوم لأفاجأ بالمستشارة رايس تتمنى لي التوفيق في مهمتي، وإنهم ينتظرون مُشاركتي الفعّالة بعد عودتي.
لا استطيع وصف هؤلاء السادة الذين يعملون ضد وطنهم إلا بالخيانة، خاصّةً وبعد أن علمت أن أحدهم أصبح وزيراً والسيدة أصبحت وزيرة.
اذا لم تكن هذه هي العمالة والارتزاق، فبربكم أروني ما هي…؟!!
أعلاه هو رأي الكاتب الصحفي بوريك في مقال لنا سابق، قلنا إنّ الإنقاذ سقطت بالعمالة من بني السودان، وشهدت على ذلك رايس والآن بوريك!!!
إذن ما تم في السودان الآن هو ذات المسلسل.. انتبه الرئيس البرهان!!!.