الجبهة المدنية المُوحَّدة.. هل تصطدم بعقبة خلافات (قحت)؟
الخرطوم: صبري جبور 4 يوليو2022م
شهدت قوى إعلان الحرية والتغيير انقسامات خلال مشاركتها في السلطة، أدت إلى انسحاب عدد من الأحزاب والكيانات من التحالف المتشكَّل مع بداية اندلاع ثورة ديسمبر، فخرج كل من: الحزب الشيوعي وتجمّع المهنيين السودانيين.
وأيضاً عقب قرارات 25 أكتوبر 2021م، اقترح تحالف الحرية والتغيير، تشكيل جبهة مُوحَّدة، لكنه لقي رفضاً من الحزب الشيوعي وتجمُّع المهنيين، في ظل مواصلة الاحتجاجات الشعبية الرافضة لقرارات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، التى تراها الحرية والتغيير “المجلس المركزي” أن مآلاتها أعادت البلاد إلى المربع الأول من حيث المقاطعة الدولية والأزمة الاقتصادية، وعلى ضوء الوصول إلى توافق يعيد تحالف (قحت) إلى مسارها الطبيعي، لإسقاط الحكومة الحالية، أعلن التحالف تكوين جبهة مدنية مُوحَّدة بمشاركة الكيانات والقوى الثورية من أجل تحقيق أهداف الثورة.
جبهة مدنية مُوحَّدة
قال تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، إنّه سيتواصل مع لجان المقاومة والقوى السياسية والمهنية، لتجديد مقترح بناء “الجبهة المدنية المُوحَّدة” بهدف إسقاط الحكومة.
ودعا التحالف، في بيان له، إلى “تكوين مركز تنسيقي ميداني وإعلامي مُوحّد يتولى مهمة التحضير لمواصلة تصعيد العمل الجماهيري، والإعداد للعصيان المدني الشامل عقب عيد الأضحى المبارك” الموافق لـ9 يوليو.
ورأى تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيانه، أنّ “مليونية 30 يونيو، “شكَّلت تحوَّلاً نوعياً في توازن القوى لمصلحة قوى الثورة، وتعتبر هزيمة موجعة للسلطة، معتبرة أنّ “المليونية تفرض بناء الجبهة المُوحَّدة لهزيمة الحكومة الحالية، بمواصلة التصعيد الثوري السلمي بكافة الوسائل السلمية المستحدثة والمجرَّبة، بالتنسيق مع كل قوى الثورة، ودعم أشكال المقاومة المطروحة كافة من اعتصامات ومواكب وغيرها من الوسائل السلمية”.
وشدَّد التحالف على أنّ “انتصار الشعب الباهر في 30 يونيو، يجب ألا يحجب عنا نواقص الحراك الثوري المستمر منذ فجر انقلاب 25 أكتوبر.
الحل في الحوار
ويرى القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل معتصم حاكم، أن الحل يكمن في جلوس الجميع في طاولة التفاوض بغية الوصول إلى توافق حول القضايا الوطنية، بما في ذلك تحالف الحرية والتغيير، مشيراً إلى أن الحوار هو الحل للوصول إلى تكوين حكومة مدنية من كفاءات مؤهلين دون أيما محاصصة.
وأكد حاكم في تصريح لـ(الصيحة) أن البلاد الآن تسير في اتجاه خطير جداً، لافتاً إلى أن هذه المخاطر تهدِّد بقاء السودان، مشدِّداً على ضرورة مراعاة تلك الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
منوِّهاً إلى أن هنالك تكالب من المجتمع الدولي لتقسيم السودان إلى دويلات، طمعاً في الثروات الغنية التي يتمتَّع بها.
وسخر حاكم من لاءات الحرية والتغيير، وقال: هذا أمر غير مقبول، وأضاف: من العقل والحكمة ينبغي أن يتواضع الجميع والقبول بالآخر من أجل مصلحة الوطن والمواطن وليس المكاسب الضيِّقة لا تعود بالنفع على البلاد.
انقسامات داخل التحالف
وقلَّل رئيس لجنة الحوار والاتصال بفريق الرؤية السودانية عبد السيد إبراهيم حسن، من خطوات إعادة لم شمل تحالف الحرية والتغيير من جديد بعد الخلافات والانقسامات التي شهدتها خلال الفترة المقبلة، وقال: إن التحالف كان يضم نحو (84) كياناً، والآن عدد المنضمين تحت لوائه لا يتجاوز الأربعة أجسام.
وأشار عبد السيد في تصريح لـ(الصيحة) أمس، على قوى الحرية والتغيير أن تعيد حساباتها والنظر في مكوِّناتها، وقال: إن التغيير قبل ثلاث سنوات، غير التغيير الآن، وذلك بفعل الانقسامات التي ضربت المكوِّن باعتبار الكل يبحث عن السلطة، حتى ضاعت أحلام الشباب الذي ظفر بالثورة بمشاكسات الأحزاب.
داعياً التغيير إلى تغيير شعاراتها ومكوِّناتها باعتبار أن الشارع تجاوزها وفقدت (الكنترول) على تحرُّكاتها، وأشاد عبد السيد بشباب لجان المقاومة والقوى الثورية التي قال قلبها على الوطن والمواطن، وأضاف لذلك نحن نشد من أزرهم ونقف معهم حتى تتحقق أهداف الثورة.
سلطة مدنية كاملة
وقال مصدر في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، لـ”العربي الجديد، إنّ مقترح تشكيل جبهة مناهضة للحكومة، سيوجه بشكل مباشر إلى الحزب الشيوعي وتجمُّع المهنيين السودانيين ولجان المقاومة السودانية، وأي طرف آخر مناهض لقرارات ٢٥ أكتوبر، مؤكداً أنّ التحالف “ما زال يراهن على بناء الجبهة المُوحَّدة شرطاً لهزيمة الحكومة وتأسيس السلطة المدنية الكاملة”.
استكمال طريق المدنية
ويرى المحلِّل السياسي د. معتصم عبدالله، أن قوى “الحرية والتغيير” عليها أن تتوحَّد في المرحلة المقبلة لاستكمال طريق المدنية والتحوُّل الديمقراطي الحقيقي، وأشار معتصم إلى أن قيادات بالحرية والتغيير”، تعوِّل على المبادرة لحل الأزمة السياسية في البلاد التي تبدأ بتوحيد مكوِّنات التحالف التي شهدت انقساماً خلال الفترة الماضية.
مبادرة الثورية
وفي 27 مارس الماضي، أعلنت الجبهة الثورية مبادرة لحل الأزمة السياسية تتضمَّن مرحلتين، أولهما تشكيل حكومة تدير الفترة الانتقالية، والثانية إجراء حوار بين الفرقاء السياسيين بالسودان.
خلافات جذرية
وقال الخبير والمحلِّل السياسي راشد التجاني، خلافات تحالف الحرية والتغيير أعمق بكثير من الدعوة لجبهة مُوحَّدة، مشيراً إلى أن الواقع يثبت أن التباعد أصبح أبعد في ظل الاتهامات بين بعض المكوِّنات.
ودعا التجاني في تصريح لـ(الصيحة) تحالف الحرية والتغيير إلى حل الخلافات التي وصفها بالجذرية قبل طرح الجبهة المدنية المُوحَّدة التي تتطلب أن يكون الجميع على توافق.