عبد الله مسار يكتب : حميدتي في غرب دارفور (2)
4 يوليو 2022م
قلنا في مقالنا حميدتي في غرب دارفور (1)، انّ الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع قام بزيارة مهمة جداً الى ولاية غرب دارفور بعد أن انفرط فيها عقد الأمن، وصار لا يعرف لماذا قُتل المقتول، وصارت القبائل تتقاتل فيما بينها لأتفه الأسباب، وصارت كل البلد هرجاً ومرجاً، وقُطعت أواصر العلاقات بين المجتمع، وصار الشخص يقتل بسبب الانتماء إلى القبيلة فقط، دون أن يكون طرفاً مباشراً في أي حدث، وصارت كل الولاية مشتعلة، حتى طلب البعض الخروج عن دولة السودان.
وفي هذه الظروف، كان لا بد من وجود الدولة المركزية في مسرح الحدث، وهنا ذهب السيد نائب رئيس مجلس السيادة الى الجنينة في مأمورية لحسم هذه التفلتات وبسط هيبة الدولة والقانون عبر القانون والعُرف، وقام السيد النائب بأمرين مُهمّين
١/ آخى بين الرزيقات والمسيرية في جبل مون عبر مؤتمر محضور ومحدد النتائج والمآلات ومراقب، وعلى من يخل به عقاب
٢/ عقد مؤتمر صلح بين المساليت والقبائل العربية، على أن يكون نهائيّاً وله ما بعده، وفيه أمر بالعقاب اذا لم يلتزم بمخرجاته.
وعليه، بهذا اللقاءين عمل مصالحة عبر العُرف بضمان القانون تحت رقابة وعين الدولة
٣/ قام بأعمال اجتماعية كثيرة وزيارات لمرافق مختلفة، وشارك حتى في سباق خيول أحيا به سنة الفروسية
٤/ زار الجامعة ووقف على سير العمل فيها وقدم لها دعما تستحقه
٥/ حضر مناشط كثيرة مختلفة، القصد منها إبراز دور الدولة وإظهار القيادة وسط القاعدة، وكذلك لإظهار هيبة الدولة التي غابت لزمن في الولايات حتى ظنّ المواطن ألا دولة وأنّه لا يطاله القانون، وصارت القبيلة أهم من الدولة وصار الولاء للقبيلة أكبر وأهم بكثير من الدولة، أيضاً أظهر الفريق أول محمد حمدان قدرة عالية على القيادة وفن الحكم، لأن الشعب السوداني يحب الحاكم البسيط والمتواضع والمتواجد معه في كل الحين، ولهذا أحب الشعب المرحوم الفريق أول الزبير محمد صالح لبساطته ولغته السهلة، ووجوده المميز في كل بقاع السودان.
وأعتقد الفريق أول البرهان والفريق أول حميدتي عندهما تواضع جم وحضور اجتماعي عال، وكاريزمة قيادية عالية، واختيار مُناسب للقيام بالمهام الخاصّة كزيارة الفريق أول البرهان للفشقة عند استشهاد الجنود السودانيين.
عليه، اعتقد أن زيارة الفريق أول محمد حمدان كانت في توقيت مناسب وأدت غرضاً كبيراً وأعادت الى ولاية غرب دارفور امنها ونسيجها الاجتماعي، بل اعادت الى الدولة هيبتها.
المطلوب هو المحافظة على نتائج هذه الزيارة ويجب أن يتبع ذلك الآتي:
١/ تتم الترتيبات الأمنية للحركات الموقعة للسلام
٢/ جمع السلاح من الكل، على أن يكون فقط في يد الدولة
٣/ عمل قوات مشتركة بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى لحفظ الحدود
٤/ استعمال القانون ضد كل شخص أو مجموعة تسعى للفتنة بين مجتمع الولاية
٥/ مراقبة العمل السياسي العام والحركات غير الموقعة على السلام حتى لا تحدث اختراقات أمنية أو فتنة
٦/ إيقاف شيطان السياسة الخرطومية الذي يمشي بين الناس (اهل الهامش) وخاصة (النخب) التي لا تصل للحكم إلا إذا أفتتن أهل الريف.
اعتقد، أن حميدتي حقق نجاحاً منقطعاً في هذه الزيارة، مطلوب أن يتحرك الى الشرق، وكذلك الى كردفان ليطفئ هذه الحرائق التي تشتعل هناك بأمر شيطان السياسة، عندها يستقر الأمن في الخرطوم ويتوقّف حكم الثلاثة شوارع في الخرطوم وينتهي الاستهبال السياسي.