نختلف أو نتفق
من أروع الأغنيات التي تغنى بها الراحل محمد وردي في تاريخه القريب أغنية (نختلف أو نتفق) التي كتبها الشاعر الراحل سعد الدين إبراهيم، وهو سكب فيها كل مقدراته الكتابية المدهشة وخبراته الحياتية، وقدَّم وصفة نادرة من الشعر الاجتماعي الرصين الذي يشابه عبقريته الكتابية المتجاوزة لحال الراهن من الشعر الغنائي الذي يتسم بالعادية والاجترار في الأفكار والمفردات.
يوسف الموصلي
لا يختلف اثنان على أن الموسيقار يوسف الموصلي، صاحب تجربة موسيقية مؤثرة، فهو فنان قدَّم أغاني في منتهى الجمال والمغايرة، والمتأمل لأغاني مثل: “الأماني السندسية” و”إنتي لي” و”طفل العالم الثالث”، يجد نفسه أمام موسيقار عبقري ومختلف عن حال السائد من التجارب بكل أشكالها، حديثة كانت أم شعبية، ولعل الغربة أفادت الرجل كثيراً وجعلت منه صاحب عقلية حداثية في الموسيقى وأصبح في مقام المجدِّدين في التأليف الموسيقي والتوزيع الأوركسترالي.
النور الجيلاني
النور الجيلاني، صاحب مدرسة في الأداء والتعبير من خلال حضوره المسرحي وقدرته على التواصل الحميم مع المستمعين، فهو فنان استعراضي من الدرجة الأولى، وتظل قيمته الأكبر ملحناً على طريقته تحتشد ألحانه بالإنسيابية والطلاقة والقدرة على الولوج لدواخل أي مستمع حصيف وذكي، والنور الجيلاني رغم غيابه بسبب المرض، ولكنه صوت مازال (جوانا يغني)، أنه ليس فناناً عادياً، بل مبدعاً من جنس الأساطير، غير قابل للتكرار أو التقليد، أنه نور وجداني.
محمد الأمين
غالباً ما تأخذ القصيدة وقتاً طويلاً ودراسة عميقة لمعانى الكلمات حتى تخرج للمستمع بالشكل القوى والمقبول، وحتى اليوم لم تتكرَّر تجربه محمد الأمين عند أي مبدع آخر في شكل وضع الألحان ودراستها قبل أن يسمعها الجمهور، بل أسس محمد الأمين مدرسته الفنية من خلال أسلوبه في شكل التأليف، فهو يعتمد في تأليفه على توظيف الفكرة اللحنية المربوطة بوجدان الشعب السوداني.