(1)
كلنا تقريباً متفقون على أن بادي محمد الطيب، مدرسة غنائية قائمة بذاتها، متفرِّد ومختلف في قدراته التعبيرية،ولعله يبدو أكثر براعة ودقة واتقان في أغنيات الحقيبة، ولكن المفارقة تبدو مؤلمة حينما نحاول أن نتأمل أو نتوقف في منتوجه الغنائي الخاص، حيث يخلو سجله تماماً من أي أغنية خاصة، رغم الآراء المتناثرة حول أغنية (بكاء الخنساء) التي يعتبرها البعض يتيمته، ولكنها في الأصل للشاعر والملحن إبراهيم فلاح.
(2)
رحل بادي محمد الطيب، قبل أعوام وترك خلفه (سؤال استراتيجي) عن أهمية وضرورة الإنتاج الغنائي الخاص نوعاً من الاستثمار للمستقبل، وهو بالطبع ليس استثمار مادي، وإنما استثمار في كيفية الخلود والبقاء في وجدان الناس بوضع بصمة غنائية خاصة ومتفرِّدة، وذلك التفكير هو ما يغيب -حالياً- عن معظم المشاركين في برنامج أغاني وأغاني، والذي هو – حالياً – هو أقصى أحلام أي فنان بأن يكون ضمن التوليفة المشاركة في البرنامج، وهو حلم بالطبع قصير الأجل ولا يعبِّر عن طموح واقعي يستند على نظرة استراتيجية.