رندا الطيب عبد المحمود تكتب….. إن العيون رمتك من فجَآتها … وعليك من شُهْرِ اللباس لباسُ
2يوليو2022م
أكثر من (1400) عام، هو عمر مثل “أكل البعجبك والبس البعجب الناس” إذن هنالك اتفاق على هذا المثل من كل الشعوب العربية وهو مثل منذ الأزل تعاقبت عليه الأزمان والدهور والعصور _ نلاحظ اليوم انتشار واسع لظاهرة الزي والملابس المُشَهَّرة في الأماكن العامة على مد البصر، وأتوقع أن مثل “أكل البعجبك والبس البعجب الناس” جاء على مبدأ ما تأكله لن يؤثر إلا فيك أنت فقط، ولن يحس به إلا أنت ولن يميِّزه في التذوُّق إلا وحدك، أما ما تلبسه أو تظهر به أمام العامة من البشرية لا تراه أنت، بل يراه الناس لأنك تخرج به إليهم في الأسواق والاحتفالات والمناسبات وغيرها وتعدي عند الرجال هذا الحد، حيث أصبح الشباب يخرجون بما يسمي”بالشورت” في الأسواق والكافيهات وتعداها لعيادات المرضى والمستشفيات، وتجدر الإشارة هنا بالقول إن المريض ملوَّث بكتيرياً أو فطرياً والفيهو مكفيهو ولا ينقصه “التلوث البصري وما يشاهده ضجراً وكدراً” فهو أشد ألماً وهذا يخالف السلوك البشري والفطري والإنساني، وقول الكثير منهم إن الناس لا تهمنا وهذه حرية شخصية “وأنا حر في نفسي وفي شخصيتي وأعمل كل شي بمزاجي، وأنا كده عجبك ولا ما عجبك” وتلك هي عبارات المخالفة آنفة الذكر فهناك بالطبع حدود لكل شيء.
عزيزي القارئ
ما يتعلَّق بالزي أو المظهر ليس ملكك أنت هو ملك الناس كافة، البسي أو البس الزي الفاضح والمفضوح واخرج إلى الشارع العام ولا تلم الناس عندما يصفوك بصفات مقززة وقبيحة ومذمومة حتى وأن كنت متعففاً غنياً، هذا ليس خطأهم في الحكم عليك أنت من فرد لهم تلك المساحات والبوح للتنمر بك.
أيا إنسان لا حرج علينا أن نلبس الأزياء الجميلة للناس وأنا هنا لا أستطيع أن أحرّم زينة الله التي أخرجها لعباده والله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ولكنني أقول من الضروري أن تلبسوا ملابس ظاهرة الجمال نظيفة ساتره لعوراتنا وعورات النساء بصورة خاصة ملابس غير كاشفة ولا فاتنة ممن نراها اليوم في العلامات التجارية والمجمعات التسويقية كالملابس التي تظهر المحاسن والمفاتن والصدور والنحور والساقين والشعور، نلبس ملابس بإمكانها الستر والمحافظة على عين المجتمع بأكمله من التلوُّث البصري.
أعزائي في كلمة الختام، نؤكد أن أكثر ما يميِّزنا عن الجنسيات الأخرى هو زيّنا القومي الأصيل الجلابية والثوب الهوية والتراث والثقافة السودانية ويحظى الثوب السوداني باهتمام وتقدير من كل الشعوب حول العالم، حيث نافس الأزياء العالمية لمئات السنين وحصل على عدد من الجوائز آخرها “السودان يحصل على جائزة الزي الوطني الأجمل في جنيف” وواصل زينا في التطوُّر والمواكبة والتجديد من خلال عدد من المهرجانات وبيوت الأزياء “بعض تلك المهرجانات فوضى ثقافية لا علاقة لها بالأزياء السودانية ” فالزي السوداني من أهم الموروثات في السودان “جلابية وتوب” وعلينا أن نتمسَّك بأصالة زيَّنا الحشيم والمحتشم ونحافظ عليه تراثاً يشكِّل أجمل اللوحات التراثية ونتركها للعالم أجمع يتمتع بها عيناً ونعكس له من خلالها طبيعة السودان وثقافته، بعيداً عن ثقافات الغرب.
والبسوا وتصدَّقوا في غير إسراف ولا مخيلة.