الغالي شقيفات يكتب: البرهان في الفشقة
لأجل الوطن
الغالي شقيفات
البرهان في الفشقة
سجّل الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، زيارة خاطفة لمنطقة الفشقة عقب إعدام سبع جنود سودانيين ومواطن بواسطة القوات الإثيوبية، وتفقّد القوات المرابطة في الحدود، متعهداً بالمحافظة على الحدود وكل شبر من أرض الوطن، والوقوف على متطلبات المواطنين، والفشقة أراض زراعية واسعة وغنية وكان الناطق الرسمي باسم الجيش قد أصدر بياناً أكد فيه:
قيام إثيوبيا بإعدام “7” جنود سودانيين ومواطن كانوا أسرى لديها وعرضهم على الإثيوبيين في التلفزيون. ووصفت القوات المسلحة السودانية في بيانها، التصرف الإثيوبي بالخِسّة والدناءة، وقالت إنه لن يمر دون رد.
ومثل هذه الأحداث تساعد في التوتر وتؤدي إلى تدهور العلاقات بين البلدين، وقد زرت الفشقة العام الماضي في عهد حكومة الحرية والتغيير، والفشقة أرض سودانية يجب على جميع أبناء الوطن الدفاع عنها، ويجب أن نفرق بين الوطن والأنظمة، وتمتد الفشقة من منطقتي نهري سيتيت وباسلام شرقاً وحتى منطقة القلابات جنوبي القضارف، وتُعرف أيضاً باسم مثلث الفشقة لتمييزها عن مثلث أم بريقة في الخرائط الحدودية.
وتضم الفشقة أخصب الأراضي الزراعية في السودان، وتنقسم إلى ثلاث مناطق أصغر وهي: الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى والمنطقة الجنوبية، وقدمت شركات القوات المسلحة خدمات تنموية مشهودة من كبارٍ ومعابر وردميات، ساعدت في الحركة والاستقرار.
وبرأيي زيارة البرهان للفشقة أعطت دفعة معنوية كبيرة للقوات المرابطة، وكذلك الزيارة تُمكِّن القادة المُرافقين للقائد العام من الاستماع مُباشرةً إلى الجنود ومهامهم القتالية والخُطط لمُواجهة المُعتدين والمُحافظة على الأرض.
والبرهان كضابط قوات مُسلحة مُحترف، يعلم احتياجات الجيش في مثل هذه المواقع وكيف يرفع الروح المعنوية للمقاتلين، وهو كان في هيئة الأركان وقائد القوات البرية، والفشقة للتو زرتها وهي أرض كبيرة تحتاج الى سكان أضعاف الموجودين حالياً حتى يتم استغلالها وزراعتها بصورة أفضل، والمواطن في ود عاروض وود كولي عندما يزوره رأس الدولة يشعر بالأمن والطمأنينة ويتوفّر لهم إحساسٌ بالانتماء للوطن، وان الدولة تقف الى جانبهم، وإعلام الجيش الذي تراجع في أدائه وعلاقاته المحدودة بالإعلاميين خلق جفوة وتباعدا، وهو عملياً غير موجود أو لا ترى له أي إنتاج، فيجب إسناد المهام لعناصر وطنية مُؤهّلة تؤمن بأن الوطن أهم من الولاء الحزبي والتنظيمي، فإعلامنا لم يتصد للشائعات ويحفز للتضحية والولاء، ونعلم أنّ “سلاح المواجهة مع محتلي الفشقة من جهة، ومواجهة الفتن الداخلية من جهة أخرى، لم يكن على الدوام بندقية أو رصاصًا، بل كلمة وصورة وتواصلاً فكريًا وثقافيًا واجتماعيًا عبر إدارة الإعلام في الجيش والمجلس السيادي.”
فعليه، نُريد قادة إعلام مُنفتحين على قادة الرأي العام المُختلفين معهم سياسيًا، لأنّ المعركة وطن وليس كيزاناً بحتاً.