تعهد بالبقاء أطول فترة والوقوف على كل صغيرة وكبيرة
حميدتي في دارفور.. زيارة لها ما بعدها!!
“حضرنا هذه المرة نحمل خيامنا للبقاء أطول فترة ولن نغادر حتى نقف ميدانياً على كل صغيرة وكبيرة ونزور كل الأهل والمناطق التي شهدت أحداثا ونجد حلاً لتلك المشاكل”
“أعلن عن تدابير أمنية محكمة لتأمين المدن وفرض هيبة الدولة، والعمل على تحقيق استقرار المجتمعات”.
“نفرة لدعم إعادة النازحين ومعالجة الأوضاع الإنسانية بغرب دارفور، وضربة البداية أموال تستقطع من القوات النظامية (الجيش، الشرطة، الدعم السريع وجهاز المخابرات العامة).
الهادي إدريس: من أولويات الحكومة توفير الحياة الكريمة لأي مواطن
الطاهر أبوبكر حجر يؤكد التزام الحكومة بتوفير الحماية للنازحين
الخرطوم: محيي الدين شجر
في أطول زيارة له للولايات قضى نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي، بالجنينة عاصمة إقليم غرب دارفور أسبوعاً كاملاً ولايزال، لإيجاد حل للمشاكل القبلية التي تفشت بالمنطقة وفي كل ربوع إقليم دارفور وخلَّفت أكثر من مئتين قتيل ومثلهم ويزيد من الجرحي.
ولقد قال د. دقلو – صراحة خلال مخاطبته طلاب جامعة الجنينة في العشرين من الشهر، أي بعد يومين من وصوله- بأنه لن يرجع الخرطوم حتى يجد حلاً للمشكلات القبلية.
فماهي الإجراءات التي اتخذها دقلو للقضاء على المشكلات القبلية، وهل ساهم وصوله لغرب دارفور أكثر الأقاليم التي شهدت مشكلات قبلية في إطفاء نيرانها وتهدئة وتيرتها؟
إن المتتبع للأحداث القبلية في دارفور يجدها مثل حرائق النخيل تنتشر من ولاية إلى أخرى وما أن تنطفئ بتوقيع صلح بين قبيلتين إلا وتشتعل في منطقة أخرى.
(الصيحة) في المساحة التالية ترصد الحركة الدءوبة لنائب رئيس مجلس السيادة بولاية غرب دارفور والمجهودات التي قام بها والوفد الذي رافقه.
قبل الزيارة
التقى الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة، قبل أيام من زيارته لغرب دارفور بحكومة إقليم دارفور برئاسة حاكم الإقليم، السيد مني أركو مناوي، ونائبه د. محمد عيسى عليو، وحضور ولاة ولايات شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن، غرب دارفور خميس عبد الله أبكر، جنوب دارفور المُكلَّف حامد التجاني هنون، والي شرق دارفور المُكلَّف مولانا محمد آدم عبد الرحمن، ووالي وسط دارفور المُكلَّف الأستاذ سعد آدم بابكر.
واطلع نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، على الأوضاع في إقليم دارفور ومخرجات وتوصيات مؤتمر ولاة دارفور برئاسة حاكم الإقليم الذي انعقد في الخرطوم خلال الثامن والتاسع من يونيو الجاري.
شدَّد الاجتماع على ضرورة مواصلة الاجتماعات لمناقشة قضايا الأمن والتنمية والخدمات بولايات دارفور.
الجنينة
وبعده بأسبوع واحد فقط من اجتماع محمد حمدان دقلو حميدتي، بحاكم إقليم دارفور غادر إلى الجنينة في يوم الثامن عشر من يونيو، ورافقه كل من: عضوا مجلس السيادة الطاهر حجر والدكتور الهادي إدريس وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ودكتور سليمان صندل ممثل حركة العدل والمساواة، الفريق ركن خالد عابدين الشامي نائب رئيس هيئة الأركان عمليات، فريق شرطة كمال ميرغني عضو قيادة الشرطة، واللواء أمن أبو عبيدة ميرغني ممثل جهاز الأمن والمخابرات.
توقيع صلح وحديث ساخن
وحضر نائب رئيس مجلس السيادة توقيع الصلح بين المسيرية والرزيقات بشأن أحداث جبل مون.
وقال خلال كلمته: نحن جئنا تنفيذاً لوعدنا لكم خلال زيارتنا السابقة للولاية، حضرنا هذه المرة نحمل خيامنا للبقاء أطول فترة ولن نغادر حتى نقف ميدانياً على كل صغيرة وكبيرة ونزور كل الأهل والمناطق التي شهدت أحداث ونجد حلاً لتلك المشاكل.
وأضاف قائلاً: نبارك لأهلنا في ولاية غرب دارفور وخاصة في محلية جبل مون هذا (الصلح) الذي نأمل أن يكون نهائياً وحاسماً لكل الخلافات بين قبيلتي المسيرية والرزيقات وأن يضع حداً فاصلاً للصراع بين القبيلتين. وأضاف قائلا: يجب أن نكون أذكياء لنعرف من هو الذي يقف خلف هذه المصائب المتوالية والمستمرة، من هو الذي ينشر خطاب الكراهية والعنصرية؟
قومية التكوين
واستمرت مساعي محمد حمدان دقلو، الرامية لبسط الأمن في ربوع دارفور، حيث خاطب قوات الدعم السريع بالجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، مؤكداً أن قوات الدعم السريع قومية التكوين والإنشاء، وتضم كل ولايات وقبائل السودان، مشيراً إلى أن هنالك عمل ممنهج وأجندة ضد هذه القوات.
كما وجه الأجهزة النظامية ببسط هيبة الدولة وتطبيق القانون على المتفلتين والمجرمين.
آخر اتفاق بين القبيلتين
الوفد الاتحادي الذي قادة محمد حمدان دقلو، حضر لقاءً مهماً مع أعيان قبيلة المسيرية في إطار الاهتمام الكلي بالمشكلات القبلية بالمنطقة، حيث قال الهادي إدريس عضو مجلس السيادة: إن هنالك التزامات من الحكومة تجاه مواطنيها لابد من تحقيقها أهمها فرض هيبة الدولة ومنع الخلافات والنزاعات،
وذكر أن اتفاق المسيرية والرزيقات يحتاج إلى قرارات حاسمة لحمايته وتنفيذه وإنزاله إلى أرض الواقع وينبغي أن يكون آخر اتفاق يتم بين القبيلتين ولابد أنه يشير إلى الكثير من الاتفاقات التي أبرمت بين القبيلتين ولم يتم الالتزام بها.
تنمية جبل مون
وللعمل على منع الخلافات بين القبائل أبدى محمد حمدان دقلو، اهتمامه بالتنمية لأنها أساس الاستقرار، وأمَّن خلال لقائه حشداً من قبيلة المسيرية على ضرورة الإسراع في حل قضايا محلية جبل مون عبر الولاية والمركز، وشدَّد على أهمية التزام الطرفين بتنفيذ بنود وثيقة الاتفاق الذي تم بينهما.
وتعهد سيادته بتوفير قوات نظامية لتأمين المواطنين، خاصة في مناطق العودة الطوعية، وحماية وتأمين الموسم الزراعي.
وطالب القبيلتين بتصفية النية وإزالة الغبن وفتح صفحة جديدة للتعايش السلمي بينهما، وتعظيم حرمة الدماء، والمحافظة على العلاقات الاجتماعية.
وقال دقلو: إن هذا الاتفاق سيكون اتفاقاً نهائياً، وستتخذ قرارات من شأنها إلزام القبيلتين بعدم خرقه، فضلاً عن وجود قوات مشتركة لمنع أي تهديد أمني والنكوص بالاتفاق.
من جانبه أكد وكيل ناظر قبيلة المسيرية هارون آدم، التزامهم بكل بنود اتفاقية الصلح الذي تم مع إخوتهم الرزيقات.
خلاوى مبروكة
واستمرت زيارات دقلو، بولاية غرب دارفور حيث سجل زيارة والوفد المرافق له ووالي ولاية غرب دارفور، لمجمع خلاوى مبروكة لتحفيظ القرءان الكريم والدراسات الإسلامية بالجنينة ودعاهم إلى إرشاد الناس وهدايتهم ودعوتهم إلى وقف القتال والتهريب والتخريب والنزاعات، والقبول بالآخر، وإزالة الكراهية والبغضاء بين الناس، وتعهد دقلو، بالتبرُّع لحي (١٣) بالجنينة ببئرين للمياه (دونكيين) لتخفيف عبء العطش على المواطنين، مشيراً إلى أن الخدمات لا تتوفر في ظل الحروب والاقتتال وإثارة نعرات القلبية والجهوية
النازحون
كما التقى نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، بأمانة حكومة ولاية غرب دارفور بوفد ضم الإدارة العامة للنازحين، وشيوخ المعسكرات، وتنسيقية المعسكرات، وقيادات الشباب والمرأة بالولاية، واستمع إلى تنوير مفصَّل حول احتياجات ومطالب النازحين، وبالأخص الترتيبات الأمنية والخدمية وتأمينهم.
ودعا دقلو، النازحين كافة بالالتزام بالعودة النهائية، مؤكداً أن الحكومة ستتكفل بتأمينهم وتهيئة البيئة والخدمات الأساسية.
وأكد دقلو، حرص الحكومة على بسط هيبة الدولة، وعدم التساهل مع كل من تسوِّل له نفسه خرق القانون، وتهديد أمن المواطن.
وفي السياق ذاته أكد دكتور الهادي إدريس، عضو مجلس السيادة الانتقالي أن زيارة الوفد، ستكون مختلفة عن سابقاتها من الزيارات لجهة تحمل عدة دلالات أمنية وسياسية وإنسانية، مجدِّداً حرص الوفد على حل المشكلات كافة المتعلقة بتوفير الأمن وإعادة النازحين طوعاً إلى قراهم ومناطقهم.
من جهته أكد سلطان عموم قبائل دار مساليت السلطان سعد عبد الرحمن بحر الدين، إنهم كإدارة أهلية سيبذلون كل جهد في سبيل عودة الحياة الطبيعية للمنطقة من خلال إجراء المصالحات، وحل كافة القضايا.
وأكد ممثلو النازحين بولاية غرب دارفور حرصهم وعزمهم الأكيد على العودة الطوعية، مشيدين بنائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، باعتباره رجل السلام.
جامعة الجنينة
كما خاطب دقلو طلاب جامعة الجنينة بمقر الجامعة، بحضور عضوي السيادة دكتور الهادي إدريس والأستاذ الطاهر أبوبكر حجر، ووالي ولاية غرب دارفور والدكتور سليمان صندل، ودعا الطلاب إلى تشكيل لجان من كل الكليات للجلوس مع مكوِّنات الجنينة، للبحث عن أسباب الصراعات والنزاعات التي عصفت بوحدة المجتمع وإيجاد حلول دائمة لها، موجهاً الطلبة بضرورة عكس ما تعلَّموه وسط أهليهم، وحثهم على نسيان الماضي والتسامي فوق الجراحات، من أجل سلام دائم ومستقر، وطي الخلافات والنزاعات.
وتبرَّع دقلو، للجامعة بإنشاء قاعة حديثة تستوعب أكبر قدر من الطلاب ومعمل متكامل، وعشر عربات إدارية، وبصين لنقل الطلاب، وتهيئة بيئة المجمعات السكنية للطلاب، وعشر فرص للماجستير في خارج البلاد
فرض هيبة الدولة
ولفرض هيبة الدولة التي طالما أشار إليها نائب رئيس مجلس السيادة في تصريحاته عقد اجتماعاً مع لجنة أمن غرب دارفور
وقرَّر الاجتماع تحريك قوات مشتركة خلال الأسبوع المقبل إلى مدينة الجنينة للعمل على استتباب الأمن بالولاية، كما أكد الاجتماع على التنسيق المحكم بين جميع القوات بالولاية، وشدَّد الاجتماع على ضرورة استكمال بند الترتيبات الأمنية وإخراج قوات الحركات إلى أماكن خارج المدن، وقرَّر الاجتماع فتح حوار مجتمعي بين جميع المكوِّنات الاجتماعية بالولاية للوصول إلى سلام شامل وتعايش سلمي يحقق السلام والاستقرار.
تدابير أمنية
وفي يوم الأربعاء 22 يونيو، بحث نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، مجمل القضايا والتحديات التي تواجه عملية السلام وحل المشاكل القبلية بولاية غرب دارفور.
واستمع إلى تقرير مفصَّل خلال اجتماعه مع أطراف العملية السلمية بأمانة حكومة ولاية غرب دارفور، بحضور عضوي السيادة، دكتور الهادي إدريس، والأستاذ الطاهر أبوبكر حجر، حول جهود الأطراف مع حكومة الولاية ولجنة أمنها والإدارات الأهلية، لوضع حد للصراعات والنزاعات القبلية التي ظلت تتكرَّر بين الفينة والأخرى بمحليات الولاية.
وأمَّن الاجتماع على تكوين لجان مشتركة تضم أطراف العملية السلمية والأجهزة الأمنية، للتنسيق والعمل المشترك في بناء السلام والمصالحات والتعايش السلمي والمساعدة في الاستقرار والعودة الطوعية.
وأعلن نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، عن اتخاذ تدابير أمنية محكمة لتأمين المدن وفرض هيبة الدولة، والعمل على تحقيق استقرار المجتمعات.
كما استجاب دقلو، لمطالب المتأثرين بهدَّام وادي كجا، وتبرَّع لإنشاء الحاجز الأسمنتي، موجهاً حكومة الولاية بالبدء الفوري في تشييد حاجز مسلح بالحجر والأسمنت لحماية المنطقة من مخاطر الهدَّام الذي يهدد المنطقة بالغرق خلال فترة الخريف، وتبرَّع بمبلغ عشرة ملايين جنيه، بداية للعمل في الحاجز الأسمنتي وتعهد بتكملة النواقص من خلال حكومة المركز والولاية.
شرح ميداني بـ(كريندق)
وتفقد الوفد الاتحادي، معسكر (كريندق) للنازحين، بولاية غرب دارفور واستمع إلى شرح ميداني من شيوخ المعسكر حول وضع النازحين داخل المؤسسات الحكومية بمدينة الجنينة، ورغبتهم الأكيدة في العودة مجدَّداً إلى المعسكر ومن ثم إلى مناطقهم الأصلية.
ووجه سيادته بوضع خطة قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، للعودة الفورية، مؤكداً توفير حماية كافية للعائدين عبر قوات مشتركة لمنع تجدد أي نزاعات قبلية في المستقبل.
من جانبه أكد الأستاذ الطاهر أبوبكر حجر، عضو مجلس السيادة الانتقالي، جدية والتزام الحكومة بتوفير الحماية للنازحين بجانب توفير الخدمات الضرورية التي تعين على الاستقرار وتحفظ الكرامة الإنسانية.
فيما قال دكتور الهادي إدريس: إن من أولويات الحكومة توفير الحياة الكريمة لأي مواطن، وتوفير الأمن والسلام والاستقرار في كل أقاليم البلاد، داعياً شيوخ المعسكر بالتحلي بروح المسؤولية تجاه أهلهم النازحين، والعمل على توفير الأجواء المناسبة لعودتهم، بالتعاون والتصالح مع بعض.
صندوق لدعم النازحين
وفي يوم الخميس، أمس، أعلن نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، عن نفرة شاملة تبدأ بإنشاء صندوق خيري لدعم إعادة النازحين ومعالجة الأوضاع الإنسانية بولاية غرب دارفور، على أن تكون ضربة البداية بإيداع أموال تستقطع من القوات النظامية (الجيش، الشرطة، الدعم السريع وجهاز المخابرات العامة).
وأكد نائب رئيس مجلس السيادة في تصريح له عقب اجتماع مع مجلس وزراء ولاية غرب دارفور في حضور عضوي مجلس السيادة الطاهر حجر والدكتور الهادي إدريس، أكد أنه أجرى مشاورات مع رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، واتفقا على استقطاع مبلغ ألفي جنيه، من كل ضابط في الجيش والشرطة، فيما يستقطع مبلغ ثلاث آلاف جنيه، من كل ضابط في قوات الدعم السريع، ويتم استقطاع مبلغ ألف جنيه، من كل فرد بالقوات النظامية المختلفة، مشيراً إلى أن الصندوق الذي تم إعلانه سيكون محروساً وتحت أيد أمينة ويدار بشفافية لصرف الأموال وفقاً للاحتياجات الإنسانية الملحة التي يواجهها النازحون بالولاية، وأهمها ملف العودة الطوعية وتوفير الخدمات الضرورية.