اليوم الذكرى السنوية لمولانا السيد علي الميرغني.. عيد أهل الطريقة الختمية
اليوم الذكرى السنوية لمولانا السيد علي الميرغني.. عيد أهل الطريقة الختمية
الخرطوم: الطيب محمد خير
تعتبر حولية مولانا السيد علي الميرغني، أحد أعياد أهل الطريقة الختمية وهي مناسبة يزداد الاهتمام بها من قبل خلفاء ومريدي الطريقة الختمية ويتزايد عدد الحضور من كل أنحاء السودان لمسجد السيد علي ببحري في كل عام دون انقطاع منذ عام 1996م، للاحتفال بذكرى رحيل الحسيب النسيب مولانا السيد علي الميرغني، رضي الله عنه، واحتفال هذا العام يصادف الذكرى الثالثة والخمسين، وقد ضموا معها ذكرى رحيل ابنه السيد أحمد الميرغني، والتي تصادف هذا العام الذكرى الثالثة عشرة.
وقال الخليفة مبارك بركات لـ(الصيحة): إن الحولية مرتبطة بالذكرى السنوية لوفاة مولانا الختم السيد علي الميرغني، في الثاني والعشرين من شهر ذو القعدة (1388) الموافق فبراير (1968م).
المرة الأولى
إن الحولية أقيمت في مسجد السيد علي لأول مرة في عام 1992م، كانت قبل ذلك عبارة عن مناقب يقيمها خلفاء الطريقة الختمية في دوائر السيد علي الميرغني، في الولايات وفي العاصمة كانت تقام في زاوية الخليفة المحجوب في محطة الغالي بالديوم، وبعد مصادرة الإنقاذ لدوائر السيد علي في العاصمة والولايات ومنعت إقامة الأنشطة فيها، لكن رب ضارة نافعة بعد أن كان يتم الاحتفال بالذكرى السنوية للسيد في حوليات صغيرة في العاصمة والولايات، لكن بهذا المنع أقيمت حولية كبيرة بمسجد السيد علي لأول مرة في عام (1992م) أمَّها عدد كبير من الخلفاء والمريدين في العاصمة والولايات وأصبح حضور الاحتفال والحولية في تزايد منذ التاريخ ويتنادى الخلفاء والمريدون من كل أنحاء السودان خاصة شرق السودان والشمالية ليلتقوا في ساحة مسجد السيد علي في حلقات الذكر وقراءة المولد والأوراد والبراق ويكثرون من مدح الرسول الأعظم ولا يخرجون من هذا العبق الروحي الطيب حتى يتفرَّقوا وهم على أمل أن يعودوا العام القادم .
وأشار الخليفة مبارك إلى أن الإنقاذ عندما شعرت بأن أعداد المشاركين في هذه الحولية في تزايد صدر قرار في عام 1996م، بعدم قيام الحولية في ذلك العام وعندما أصر الخلفاء على إقامتها تم تفريقهم من داخل المسجد بالغاز المسيل للدموع وتم اعتقال إمام مسجد السيد علي الخليفة عبد العزيز وعدد من الخلفاء والمريدين، رغم هذا لم تتوقف إقامة الحولية وظلت في تزايد وتوسع الاحتفال بها الذي يمتد لأسبوع قبل يوم الحولية الذي لا يتخلَّف عن حضوره كافة خلفاء الطريقة، هناك مناشط مصاحبة هذا العام استمرت لفترة أسبوع اشتملت على حلقة الحضرة الجامعة التي يجتمع فيها كل خلفاء الطريقة ويتم فيها تنبيههم وتكليف ببعض المهام للقيام بها خلال احتفالية الحولية وهذه كانت يوم الأحد، الاثنين، اشتملت على قيام محاضرات دينية وعظ وإرشاد، بينما اشتمل برنامج يوم الثلاثاء على إقامة برامج سياسية بالحديث عن دور السيد علي في الحركة والوطنية والاستقلال، وتناول الراهن السياسي والتنبيه بالمخاطر التي تحيط وبالبلاد والدعوة للتوافق، ويوم الأربعاء ندوة عن أدبيات وأخلاق التصوُّف ودوره في نشر الإسلام، والتذكير بضرورة التخلُّق بالأخلاق النبوية والابتعاد عن العصبية والقبلية والتشرذم في اليوم الختامي يوم الحولية يشهد تخريج حفظة القرءان من معهد مسجد السيد علي الذي تم افتتاحه عام (1982م) ويتم تكريم هؤلاء الحفظة وتسليمهم شهاداتهم في علوم القرءان والفقه.
التمويل
وأكد الخليفة مبارك أن الصرف على الحولية يتم عبر التبرُّعات التي أول من يبدأها السادة المراغنة السيد محمد عثمان وأبنائه وأبناء عمومته ومن ثم يتبرَّع الخلفاء والمريدين والشباب ويتم التبرُّع بسخاء ولا يقبل فيها أي تبرُّع من قبل الدولة، لأن الحولية هي عمل خالص لوجه الله ولا علاقة له بالسياسة.
المناقب
وعن سبب أن تكون الحولية احتفالاً بيوم الوفاة بدلاً الميلاد، قال الخليفة مبارك: إن الصوفية درجوا على الاحتفال بيوم وفاة مشايخهم وتعداد وذكر مآثر شيوخهم لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) (اذكروا محاسن موتاكم) وهنا يتم ذكر الكثير من الأعمال الجليلة التي قام بها الشيخ وتُعرف عندهم بـ(المناقب).