كلام في الفن .. كلام في الفن
محمد أحمد عوض:
قد لا يدرك الكثيرون بأن ميزة الفنان الراحل محمد أحمد عوض انه اعتمد على إنتاجه الخاص ولم يقلّد أو يتكسّب من أغنيات الآخرين الأحياء منهم والأموات، وهو صاحب اكبر إنتاج غنائي في مسيرة الأغنية الشعبية مسجل بالإذاعة ولكن الإذاعة كعادتها – لا تبث له إلا القليل جداً منها-.. أما في أغنية عشان ألقاك ففيها تطوير في الأغنية الشعبية من حيث كلماتها ولحنها وأدائها.
مصطفى سيد أحمد:
مصطفى سيد أحمد.. ولو لم يكن فنانا حقيقيا لما عاش خالداً عند الناس حتى هذه اللحظة.. سيرته وحكاياته تتجدد في كل يوم.. ولعل الموقف الفكري لمصطفى سيد أحمد هو العنوان الأبرز له كفنان اختط لنفسه مساراً جديداً وغير معهودٍ.. وفن الغناء عند مصطفى سيد أحمد ليس مجرد لهو وتزجية وقت وإنما هو قضية إنسانية متكاملة الأركان.. فلذلك من البديهي أن يقول الناس عن مصطفى سيد أحمد بأنه (مفكر) قبل أن يكون (فناناً).
عثمان النو:
رغم أنني انتقدت فرقة راي من قبل وقلت انها حالياً تشبه عقد الجلاد .. ولكن راي رغم خروجها للناس قبل زمن ليس بالقصير لم نشهد لها أي وجود على مستوى الواقع الفني والمنافسة بين الفرقة الجماعية ، رغم إنني كنت أتوقع حماساً أكبر من عثمان النو ليُشكِّل حضوراً جديداً متجاوزاً كل المرارات القديمة حتى تكون أرضية جديدة ينطلق منها لفضاءات أرحب.
شرحبيل أحمد:
شرحبيل أحمد فنان أعطى الفن كل ما عنده من إشراقات، ترك لنفسه مقعدًا وسط مشاهير العالم، ولكن سلبيته الوحيدة انه (طيب جداً) لم يعرف طريق الفضائيات مثله وكل الخبراء السودانيين، تواضعا منهم في عالم يموج بالمشاهير اتسم بالغناء الجميل المموسق لعب دورا مهما في تهذيب النفوس والفنان شرحبيل احمد من القلائل الذين وهبوا السودان عصارة فكرهم الخلاق.
صالح الضي:
صالح الضي … اسم مضيء في تاريخ الغناء السوداني .. قدم أغنيات كانت في منتهى الجمال واحتشدت بالعاطفة الصادقة والتي كانت ملمحاً أساسياً في تجربته القصيرة ولكنها كان ذات تأثير بالغ على الشعب السوداني .. لذلك ظل صالح الضي فنانا حاضرا وكل أغنياته حاضرة تمشي بيننا في زهو وفخار .. ولكن صالح الضي رغم جمالية أغنياته ولكن ظلت سيرته غائبة أو مُغيّبة بمعنى أدق.