مُفاكهات
#طرائف في جريمة
# الجريمة شر ومُحزنة.. وشر البلية ما يضحك!!
# سر الدكتور (قدريش).. والمتهم البريء الذي اقتادوه للسجن
كثيرٌ من الجرائم تدعو للسخرية والضحك بالرغم من خسارة ضحاياها، وهذه طرائف لضحايا خدعهم المشعوذون وما أكثرهم هذا الزمان، بالرغم من ان الواقعة حدثت قبل 74 عاماً، نعيشها اليوم ونقتبسها من مجلة المسامرات المصرية 13 / 12 / 1948 وعنوانها: (جريمة الأسبوع).. سر الدكتور قدريش.
تقول الحكاية:
كانت احدى سيدات الاسر الكبيرة تشكو مرضاً لازمها سنوات دون ان تبرأ منه رغم ترددها على عدد كبير من الأطباء، وكانت تتردد على الأسرة امرأة عجوز يعتقد الباشا زوج المريضة انها شيخة صالحة الدعوات.
اقترحت الشيخة استدعاء أحد المتصلين بملوك الجن ليكون على يديه شفاء زوجته المريضة، ووافق الباشا على اقتراح الشيخة الصالحة، وجاء إلى قصره رجلٌ قصير القامة، مرسل اللحية، يضع مسبحة طويلة في عنقه، ويمسك بيمينه سيفاً خشبياً مطعماً بالصدف، ويتكلم بلسان فصيح، وشرح الشيخ للباشا دقائق الجسد البشري وأمراض الروح والنفس، ثم قال في ثقة إن شفاء زوجة الباشا لا يتم إلا على يد (قدريش) وهو طبيب من الجن لا يستعصى عليه داء.
وبدأ الشيخ يعمل بمساعدة الشيخة، وراح الباشا يجيب كل مطالب الرجل وجاء اليوم الذي حدده الشيخ لشفاء زوجة الباشا، فطلب ان تُحاط المريضة وأبواب الغرف بستائر سوداء، وان يلزم الخدم غرفهم الخاصة حتى يسود الهدوء بالقصر. فقال الشيخ للباشا ان الدكتور قدريش سيأتي إلى القصر، فعلى الباشا ألا يبدي حركة وإشارة إذا رآه.
وأقبل الليل وزاد الظلام غرفة المريضة وجاء الشيخ بموقد وراح يطلق البخور المُعطّر في الغرفة، وكان يجلس على سرير زوجته وقد أرهف حواسه للمفاجأة الرائعة التي سوف يشهدها. وارتفع صوت الشيخ يهيب بالباشا وزوجته ان ينتبها، فحبس الباشا وزوجته أنفاسهما، وسرت في الغرفة حركة هادئة، ثم علا صوت الشيخ قائلاً: الدكتور قدريش.
ولكن الباشا وزوجته لم يريا شيئاً، فصوّب الشيخ بطارية كانت معه الى الأرض، فإذا ضفدع صفراء تتحرّك على الأرض، وكانت هي الدكتور قدريش المنتظر!!
وتوارى الشيخ، وبدا الشك يساور الباشا في حقيقة الشيخ الصالح وحقيقة الشيخة خديجة وحقيقة الدكتور قدريش.
ونادى الباشا، على الشيخ والشيخة، فتبيّن أنهما غادرا الدار، وأن الخدم جمعاً لا يزالون في غرفة خاصة، واكتشف الباشا سر اظلام القصر وحبس الخدم وسر الضفدعة الزائفة الصفراء، وأبلغ الباشا الحادث الى البوليس طالباً البحث عن الدجال وشريكته اللذين سرقا في الظلام مجموعة ثمينة من الجواهر والنقود الذهبية وتركا للباشا وزوجته الضفدع الصفراء التي تقمّصها طبيب الجن المزعوم، الدكتور قدريش.
وأتعب رجال البوليس أنفسهم بحثاً عن الشيخ الصالح، ثم عادوا يجرون الخيبة ولم يجدوا سوى الضفدعة الصفراء فساقوها إلى السجن مُكبّلة بالحديد!!