*غداً الأحد، الثلاثون من يونيو 2019م هو ذكرى جلوس الإنقاذ على الحكم قبل ثلاثين عاماً مضت، وكان لهذا اليوم في بدايات الإنقاذ احتفالات ضخمة في كل الولايات ثم توقف الاحتفال بيوم الإنقاذ منذ التوقيع على اتفاق نيفاشا مع الحركة الشعبية، وأصبح الاحتفال محدوداً وليس كسابق الاحتفالات.
*أمس نشر عدد من الصحف تفاصيل الأيام الأخيرة لرحيل الإنقاذ، ومساء قدمت قناة العربية فيلماً وثائقياً عن تلك اللحظات الأخيرة في عمر الإنقاذ.
*من يقرأ تفاصيل الأيام الأخيرة للإنقاذ التي نشرت في عدد من الصحف أمس، يتذكر سقوط العديد من الأنظمة في العصور السابقة، وليس العهود الحديثة.
*فحينما بدأت الدعوة لقيام الخلافة العباسية لم يستسلم أبناء أمية، وظلوا يقاتلون رغم ضعف قوتهم في تلك الفترة، وفي معركة نهر الزاب كان آخر خليفة للدولة الأموية مروان بن محمد يقف أمام جيشه، وهو يدافع عن دولته، وحينما هزم هرب إلى مصر ثم قتل فيها، ولم ينج من أبناء أميه سوى عبد الرحمن بن معاوية الذي جدد الخلافة الأموية في الأندلس.
*مروان كان يتوهم أن الجميع معه ضد العباسيين ولكنهم خذلوه لتنتهي الخلافة الأموية التي استمرت تسعين عاماً، ولتبدأ الخلافة العباسية التي استمرت خمسة قرون، وربما تزيد قليلاً.
*ونفس المشهد تقريباً تكرر في هذه الخلافة، حينما حاصر المغول بغداد بقيادة هولاكو، بيد أن المستعصم بالله الخليفة العباسي عرف قدرات جيشه، وفضل أن يسلم المدينة حتى يخرج أهلها سالمين، ولكن المغول لم يحفظوا العهد ودمروا بغداد، وقتلوا الخليفة العباسي.
*الخلافة العباسية تجددت مرة أخرى بعد أن تسلم القائد الظاهر بيبرس حكم مصر والشام، بعد أن قتل السلطان سيف الدين قطز، والأخير هذا كان قد خلع السلطان علاء الدين، وزوجة والد السلطان علاء الدين “شجرة الدر” كانت قد قتلت زوجها السلطان المعز أيبك التركماني.
*إنها السلطة وشيطانها ونشوتها التي تجعل الكثيرين يفعلون كل شيء وأي شيء من أجل الجلوس على كرسي الحكم، وبعضهم يتناسى فعل الحلال عن الحرام، وينقض العهود والمواثيق التي في أعناقهم، والحجج كثيرة التي يفعلون بها ما يفعلون.
*التاريخ الإسلامي منذ الخلافة الراشدة مليء بالأحداث التي تشير إلى السعي وراء السلطة رغم نقاء وصلابة صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولكن شيطان السلطة كان أقوى من بعضهم، فكان خلاف السلطة الذي بدأ صغيراً منذ خلافة سيدنا عثمان بن عفان، وظل يكبر حتى وصل إلى مرحلة القتل من أجل كرسي الحكم.
*سقطت الإنقاذ وقبلها رحلت مايو، وفي كل منهما تفاصيل يقف عليها أشخاص قد يُخطئون أو يصيبون في ما فعلوه، ولكن يبقى أن هناك أشخاصاً رفضوا الكرسي وهو جاهز لهم للجلوس عليه مثل الراحل سوار الذهب، وأمثاله قلة في هذا الزمان.
*غداً مع ذكرى الإنقاذ سنضع بعض الكبسولات لأسباب سقوطها في عامها الثلاثون