الخرطوم: سارة إبراهيم
الأوضاع الاقتصادية المأزومة في السودان ألقت بظلالها على شرائح المجتمع كافة وارتفعت معدَّلات الفقر والذي يدفع فاتورته الطفل لما له من انعكاسات سلبية خطيرة ليس فقط على تغذيتهم وصحتهم، بل -أيضاً- على سلوكهم النفسي والاجتماعي،حيث دق المجلس القومي لرعاية الطفولة ناقوس الخطر بكشفه عن ارتفاع معدلات سوء التغذية والتقزم وسط الأطفال، وأكد المجلس عن توقف الدعم الخارجي، لذلك بدأ التفكير في إيجاد وسائل أخرى لإنقاذ الطفولة.
وفي هذا الصدد تعتزم وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في مجلس رعاية الطفولة القومي تنظيم المؤتمر العربي الأفريقي الأول لدور المسؤولية المجتمعية للحقوق الأساسية للطفل تحت شعار “مجتمع يدعم الطغل ويحافظ على حقوقه”، وذلك في مطلع أغسطس القادم بمشاركة فاعلة من عدد من الجهات داخلية وخارجية لمجابهة التحديات وتوفير مناخ معافى لطفولة اليوم ومستقبل الغد.
إيجاد الموارد
وفي بداية حفل التدشين أكد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. جبريل إبراهيم، دعم وزارته للمجلس القومي لرعاية الطفولة لمعالجة كل قضايا الأطفال، لافتاً إلى النسبة الكبيرة من التشرُّد بجانب التسرُّب من المدارس بسبب الجوع، مشدِّداً على ضرورة أن يجد كل الأطفال مساحة للتعليم مجاناً، لافتاً إلى أن هنالك من يدرس تحت”الرواكيب” يفترشون الأرض ويكتبون عليها ومع ذلك يحرزون أعلى الدرجات في الامتحانات. وقال د. جبريل: إن الاهتمام بالطفولة يلزمنا الاهتمام بالأمومة. مؤكداً على أهمية إيجاد الموارد لعلاج الأطفال وأمهاتهم مجاناً. وأشاد بالقطاع الخاص الذي عبَّر عن مسؤوليته الحقيقية لهذا المجتمع.
صندوق للطفولة
وفي ذات السياق أعلن وزير التنمية الاجتماعية الأستاذ أحمد آدم بخيت، عن اتجاه لإنشاء صندوق للطفولة في السودان، داعياً إلى تضافر جهود الخيِّرين لجعله منقذاً لحياة الآلاف من الأطفال، لافتاً إلى تسرُّب الآلاف من الأطفال من المدارس، إضافة إلى تشرُّد عدد كبير منهم نتيجة الفقر والنزاعات والحروب والنزوح وغيرها. وقطع الوزير بأن وزارته آلت على نفسها إقامة منازل لهولاء المشرَّدين والسعي للمعالجات النفسية لهم وجمعهم مع أسرهم مع إقامة مدارس لهم، مشيراً إلى أن نسبة التقزم وصلت مرحلة صعبة في عدد من الولايات وذلك حسب إحصاءات وزارة الصحة. ولفت الوزير إلى توقف مجهودات الأصدقاء وشركاء رعاية الطفولة من المجتمع الإقليمي والدولي لأسباب سياسية، مشيداً بمجهودات العالمين العربي والأفريقي المستمرة لدعمهم السخي للأطفال وغيرهم، داعياً القطاع الخاص الإسهام في معالجة الظواهر السالبة في عالم الطفولة في السودان.
الاهتمام بالطفولة
ومن جهته قال سفير المملكة العربية السعودية بالسودان علي بن حسن جعفر: إن دستورنا وسنة نبيينا تحثنا الحفاظ على حقوق الطفل في الصحة والتعليم والرعاية، لافتاً إلى إنشاء المملكة لـ(3) مستشفيات في السودان، إحداهما للنساء والتوليد في أم درمان والبقية في الفاشر وكسلا وتعمل بنسبة تردد عالية ما يدل على أن سياسة المملكة تهتم بالطفل في أي مكان.
استنهاض الهمم
وفي سياق متصل أكد الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة رئيس اللجنة العليا للمؤتمر عبدالقادر آبوه، حاجة أطفال السودان للدعم والمؤازرة، مشيراً إلى أن المؤتمر يهدف إلى استنهاض همم المجتمع المحلي وترقية المسؤولية الاجتماعية وللفت نظر الشركاء لمزيد من التنسيق والعمل المشترك في ظل قيام الأثر والتقويم والتقييم، إضافة إلى حث المسؤولين على تقاسم هذا الهم وتأكيد الصندوق الاستثماري للطفل للاستمرار في برامج تسجيل المواليد لبناء قاعدة بيانات للطفل على مستوى السودان ليتسنى لنا بناء قاعدة خدمات أساسية وسيادية ورفع المستوى المعيشي. وحيَّا الأمين العام كل حكام الولايات لمنحهم المجلس القومي للطفولة أكثر من (25) ألف فدان، لكل منهم لمصلحة الطفل في السودان ودعم البرنامج العام والتنمية المستدامة في السودان. كما حيَّا والي ولاية الخرطوم لتأكيده بإحياء أكثر من (65) مركزاً، لتنمية الطفل بالولاية بالتنسيق مع مجلس طفولة الخرطوم.