* كتب الأستاذ صلاح عووضة في الزميلة صحيفة (الانتباهة) قبل بضعة أسابيع مقالاً بعنوان (بعشوم الجعلي). فتابعني ولاحقني وأصر عليّ بعض الذين لحقهم المقال بالأذى أن أنشر رداً على عووضة. فكتبت مستعيناً بالله:
* يأسف المرء والبلاد تمر بهذه المرحلة الحرجة أن يضطر ليكتب في مثل هذه الموضوعات. ولكنَّ الأمر يستوجب الاستدراك على عووضة حتى لا يَحْسَب أنه أحْسَنَ صنعاً.
* ويأسف المرء مرة أخرى أن يقول إن بعض مِمَّن قُدِّر لهم أن يكونوا كتاباً اكتسبوا شيئاً من الجماهيرية قد وصلوا إلى مرحلة اعتقدوا فيها أن كل ما يكتبون هو ذو قيمة! بينما يفترض في الكاتب أنه كلما تقدمت به التجربة نضج وضبط كلماته ومعانيه وزاد احتراماً لقرائه بحيث أنه إذا لم يجد ما يكتب فمن الأفضل أن يحتجب.
* ولكن بعض الكتاب أحياناً يكتبون لملء المساحة بأي كلام والسلام. أما إذا كان الكلام طعناً في جنس من أجناس الناس أو قبيلة من القبائل فإن الأمر يستحق الوقفة والرد.
* ما ساقني -مكرها- لكتابة هذا المقال هو سقوط الكاتب صلاح عووضة في مستنقع القبلية الآسن. فقد قرأت له مقالاً خالياً من أية قيمة إنسانية أو هدف وطني. قام عووضة بنشر هذا المقال تحت عنوان: (بعشوم الجعلي) وكان أول السقوط هو هذا الإيحاء المُسْتَشَف من هذا العنوان وربط جماعة من الناس بهذا الحيوان الحقير الذي يضر ولا ينفع، المسمى بالبعشوم. ولم يكن ذلك إلا لشيء في نفس عووضة لا نعلم سببه.
* فلو اكتفى عووضة بالاعتراض على فتح الرحمن الجعلي بعيداً عن تصنيفه قبلياً هو والرئيس السابق عمر البشير لَمَا أعرنا ما كتب التفاتة. ولكن عووضة كان مستفزاً وهو يشرح عنوانه العجيب هذا بقوله: (بعشوم الجعلي.. وكلمة جعلي هنا تصلح لشخصين أولهما وهو المعني الأول زميلنا فتح الرحمن الجعلي والثاني الرئيس المخلوع)!!
* ثم بعد هذا الإيحاء غير اللائق سقط عووضة في مستنقع (قَبْيَلة) السياسة بقوله: (بل إن الجعلي الآخر -البشير- كان يفضل قتل ثلث الشعب على إفلات البعشوم)!! فهل كان الرئيس السابق سيفعل ذلك بصفته جعليا، إذا كان فعلاً سيتمكن من فعله؟!
* عووضة يعلم تماماً أن النظام السابق لم يأتِ به الجعليون ولم يجعل الجعليين أمراء على الولايات ولم يميزهم على الناس. بل إن الجعليين يوجد بينهم الشيوعي الذي لا يركع لله ويختلف مع البشير كما يختلف عووضة. فكيف يصب عووضة كل حنقه على النظام المحلول في عبارة (الجعلي الآخر)؟!!
* لو تفحص عووضة ساحة الاعتصام قبل فضه بنظرته القبلية هذه لعرف أنه سقط في هذا المقال الفضيحة. ولو استقبل عووضة قطار الثوار القادم من عطبرة وتفحصه بمنظاره القبلي هذا لما كتب ما كتب.
* أما لو علم عووضة أن أيقونة الثورة الأستاذ الشهيد أحمد الخير هو جعلي كابراً عن كابر لَمَا استعجل في كتابة (بَعْشَمَتِه) هذه. ولكن يبدو أن هذا الكاتب الذي يفترض أن يكون قومياً لديه غبن تجاه الجعليين لذلك حشرهم جملة في زاوية سياسية تشبع نزوة الغبينة لديه.
* ويبدو أن عووضة لا يعلم كذلك على وجه الدقة نسب رئيسه لمدة ثلاثين عاماً مع أنه مهتم بهذا الأمر لدرجة البَعْشَمَة. وطالما أن أمر قبائل المسؤولين يهمه إلى هذه الدرجة فعليه أن يبحث بنفسه!
* خلاصات:
الثورة كانت تحتاج كُتّاباً وقادة.
ليست الثورة شرفاً تدعيه قبيلة.
ليست الإنقاذ تهمة تنفيها قبيلة.
يا دعاة الصراع الطبقي والفتنة العنصرية (دعوها فإنها مُنْتِنَة).