في الحقيقة
ياسر زين العابدين المحامي
الانهيار في قطاع السُّكّر
لا استغرب البتّة تصريح (برطم)…
قال انهيار وشيك بقطاع السُّكّر قادمٌ..
تصريح خطأ فالانهيار حادث من زمان
ثم حدث ما حدث…
النتيجة هذه لم تك وليدة اللحظة إنما نتاج تراكمات…
الإنقاذ كانت ساهية – لاهية لا يعنيها
القطاع هذا…
كان أس فسادها – خطلها وسُوء منقلبها
المبين…
في مصنعي سُكّر النيل الأبيض وسُكّر مشكور…
وما صاحبهما من فساد أزكمت رائحته الأنوف…
بدلاً من تأهيل المصانع القائمة أهدروا
المال فيما لا طائل فيه…
السجال بالبرلمان كشف ما خُفِي…
كان أعظم فقد كشفوا المخبوء…
المصنعان تمويلهما بقروض أجنبية…
يلزم على الشعب سدادها من دم فقره
اللئيم…
تداعيات سفه الإنقاذ وفسادها الوخيم
وسُوء تدبيرها…
نتجرّعه سماً زعافاً – فشلاً- وجعاً – خيبة بهذا القطاع…
السؤال الذي يطرح نفسه بهذا السياق
بإلحاح شديد…
ذهبت الإنقاذ – فشلت لماذا نرمي اللوم عليها فقط ثم لا نصلح…
لماذا لم نؤهل القطاع بدلاً من البكاء على الأطلال…
لماذا نتنصل عن المسؤولية…
لماذا ازداد الحال سوءاً وبات مائلاً حد
القرف…
الثورة جاءت لإصلاح الخطأ ومعالجة
المعوج… لكن…
الأحزاب سعت للمال والسلطة تداعت
تداعي الأكلة على قصعتها..
شد وجذب ومؤامرات مقيتة هناك…
خلاف مع العسكر نزيفه مستمر دفعنا ثمنه باهظاً…
آخر الهم الشعب (الفضل) الذي يشتري
سلعة السُّكّر بأضعاف مُضاعفة…
سوء الإدارة ومؤامراتها اللعينة سبب رئيسي للانهيار…
بعضهم رسم الخطط على الورق ولم
تنفذ إنما كانت خيالاً…
بعضهم ظن المؤسسة ضيعة تخصه
لوحده فكان الآمر الناهي…
بعضهم فرعوني الهوى لا يقبل إلا
ما يرى…
ذلك هو الديدن والطريق التافه…
تراكمت مديونيات يلزمنا سدادها…
الأدهى سداد فوائدها المُتراكمة…
فتح الملفات من حقبة الإنقاذ واجب
إلى تاريخه…
الفساد ضاربٌ بأطنابه بقطاع السُّكّر…
الفشل بائنٌ ونحن لا هم بل سلبيون
– انصرافيون للنخاع…
هذا القطاع يخصنا بكلياته مِلْكٌ لهذا
الشعب (الفضل)…
الكلام الهواء نفخ بقربة مقدودة – دفن
للرؤوس في الرمال…
الانهيار حدث بالقطاع والقادم أسوأ…
لكن حتماً وبلا ريب…
سيُحاسب المجرمون قريباً جداً…
من أثروا بلا سبب وبدون وجه حق…
من ظن هذا الشعب سينسى مخطئاً…
تالله سيذهب الفاسدون الى المشانق..
سنقرأ الأوراق عندها تعرف الأسماء…
من يدير – من انتفع – من سرق – من باع
من اشترى… من قبض…
من فشل بجهالة أو بقصد أو بغباء…
فمن قادنا للانهيار ما زال يمشي آمنا
بسربه…
ليكم يوم أيُّها الفاسدون اللئام…
(الله غالب)