حمزة عبد الله كاكوم.. وقرار رفض هبوط الطائرة الليبية
الخرطوم- طيران بلدنا
يعتبر الأستاذ بعدد من مؤسسات الطيران التعليمية “حمزة عبد الله كاكوم” من الخبراء السودانيين في مجال الطيران، فهو صاحب تجربة ثرة في كل مطارات السودان.
من مواليد حي القبة مدينة الأبيض التي درس فيها مراحله التعليمية بمدارس كمبوني وحينما تم الإعلان في العام 1972 عن الحوجة لإستيعاب شباب في الطيران المدني كان من ضمن المتقدمين وبعد اجتيازه المعاينات درس ثلاثة سنوات في المعهد القومي للطيران المدني ليتخرج بمؤهل دبلوم وبعد تخرجه فإن أول محطة عمل بها كانت ضابطاً مطار بجوبا وبعد ذلك تم ابتعاثه ضمن إحدى الدفعات إلى معهد امبابة بمصر لدراسة كورس في المراقبة الجوية، ثم عاد ليعمل مديراً لمعظم مطارات السودان منها الجنينة، الأبيض بورتسودان، ويُعد مطار نيالا آخر محطاته خارج العاصمة التي عاد إليها مسؤولاً عن تدريب ضباط المطارات في الطيران المدني وعمل بعدد كبير من الإدارات ليختتم مشواره بمدير إدارة التدريب بالطيران المدني.
يقول أن العمل في المطارات في الماضي كان معقداً وشائكاً لضعف وسائل التواصل خاصة مع برج المراقبة في الخرطوم، لافتاً إن هذا الأمر كان يُحتم عليهم بوصفهم مدراء مطارات ولائية إتخاذ القرارات خاصة في الأحداث التي لا تحتمل الإنتظار وأردف: أذكر أن علاقات السودان كانت متوترة مع ليبيا والبلاد كانت في حالة إستعداد وطوارئ،وحينها كنت في مطار الجنينة قد لاحظت تحليق طائرة غريبة لمستويات متدنٍ حتى أن الجيش في إحد الأيام أكمل استعداده لضربها فتواصلت مع الخرطوم واخبرتهم بالتفاصيل فتمت أفادتي أنها طائرة ألمانية تنقل ذرة من السودان إغاثة إلى تشاد، وقد سمع الطيّار المحادثة حينما أخبرتهم أن الجيش يريد أن يعرف هل هي لعدو ام ماذا،فتواصل معي ومنها لم يُعد مُجدداً للتحليق فوق سماء الجنينة.
وأضاف: من المواقف أيضاً أذكر أنني في مطار الفاشر كانت الأمطار قد هطلت بغزارة فاخبرنا الخرطوم فصدر قرار ونشرة بإغلاقه، وكانت هناك طائرة تريد الهبوط وحينما سألته عن تفاصيل رحلته قال أنه قادم من الكُفرة الليبية ويريد التزود بالوقود وهذا الحديث بدأ لي غير مهني كما أن المطار تم الإعلان عن أنه مُغلق فرفضت هبوطه وفي تلك الاثناء كنت أتواصل مع الخرطوم التي نفت أن تكون قد منحت الطائرة تصريح هبوط أو عبور الأجواء السودانية، وحينما تمسكت بالرفض طالبني أن أسمح له بالحديث مع حاكم إقليم دارفور فقلت له انا الحاكم لأنني المسؤول عن المطار فكان أن عادت الطائرة إلى ليبيا ولم نسمح لها بالهبوط، ورفضي يعود إلى أن المطار مُغلق لأنه إذا تعرضت الطائرة لحادث لتمت محاسبتي كما أنها لم تكن قد حصلت على تصريح.
ويعتقد كاكوم أن المطارات بالسودان تطورت كثيراً عما مضى وذلك بدخول وسائل الإتصال الحديثة، مشيراً إلى أن الطيران قوانين عالمية يحتم على من يعمل به سرعة إتخاذ القرار من ثنايا القوانين، مؤكداً أن الطيران يسهم في تشكيل شخصية من يشتغل فيه، ويلفت الي أنه إختار التدريس في أكاديميات الطيران عقب تقاعده ويدرس مادة المؤثرات الإنسانية، معتبراً خلفيته الأدبية بحكم أنه عضو في إتحاد الكتاب السودانيين أفادته كثيراً في التدريس.