كلام في الفن..كلام في الفن
يوسف الموصلي
حينما نتأمل السيرة الذاتية الضخمة للموسيقار يوسف الموصلي، تصيبنا حالة من الإدهاش ونجد أنفسنا أمام فنان أسطوري ومعجزة حقيقية في زمن قلَّت فيه المعجزات وكثر فيه العاجزين الساحة الفنية تحتاج لأمثال يوسف الموصلي، لأنه يملك المؤهلات اللازمة ليشكِّل إضافة حقيقية في المجال الموسيقي والغنائي، عودة يوسف الموصلي للاستقرار في السودان هي السلاح الأول لمحاربة الغناء الهابط والأصوات النشاذ.
الأمين عبد الغفار
يظل الفنان الراحل الأمين عبدالغفار أنموذجاً باذخاً للفنان الذي نريده، فهو كان يحترمه نفسه قبل أغنياته لذلك كانت كل أغنية تؤكد بأنه إنسان من طينة نادرة لا تشبه بعض الفنانين الذين لوَّثوا الفن وجعلوا الداخل إليه يحسب في زمرة الضياع، رحم الله الأمين، بفقده فقدنا فناناً مغايراً، طيب السيرة والسريرة، ورحيله المفاجئ يؤكد لنا في كل يوم أن الموت يجيد الاختيار .
أحمد ربشة
كثيراً ما أتوقف في تجربة الفنان الراحل أحمد ربشة، وهو رغم إنه لا يحمل الجنسية السودانية ولكنه كان (سوداني الوجدان) والطعم، وغنائته تؤكد ذلك وهو أحدث تغييراً كبيراً في نمط الغناء وكان بمقدوره أن يكون مدرسة من مدارس الغناء في السودان ولكن بعض الذين تآمروا عليه كانوا سبباً في حرماننا من صوت وتجربة نادرة الوجود، ولا أظن أن الزمن قريباً سيجود بمثله لأن أمثال ربشة مثل الظواهر لا تحدث إلا بعض عشرات السنوات.
جمال فرفور
جمال فرفور واحد من الأصوات التي ظهرت أيام الغيبوبة الفنية حينما كانت أبواب الإذاعة والتلفزيون مغلقة أمام أي مبدع، في ذلك الزمن ظهر فرفور وأشتهر عبر أغنية العربية، ومع أنه تدارك ذلك وأصبح أكثر جدية ولكن فرفور أصبح في الأونة الأخيرة شخصية اجتماعية أكثر من كونه فناناً، وهو لم يهتم بتطوير التجربة ودفعها للأمام من خلال غناء جديد ومتجدِّد يكفل له هذا الظهور اللافت (كفنان اجتماعي) ليس أكثر.
حافظ عبدالرحمن
أي مقطوعة موسيقية عند حافظ عبدالرحمن، أفضل من أي عقار طبي يصفه الطبيب، فهي ذات مفعول سريع في تهدئة الأعصاب، لكل ذلك استمع لحافظ عبدالرحمن، حتى أكون إنساناً لا يهتم بمتاعب الحياة وضغوطها العجيبة، وهو مبدع مغاير ومختلف يستطيع أن يرحل بك بعيداً ويسوقك إلى دنيا مختلفة من الموسيقي العذبة التي تلامس تخوم الروح.