بستان الحلنقي
عمر الحاج موسى
*كان عمر الحاج موسى، وزير الثقافة والإعلام الأسبق في حكومة الرئيس الراحل جعفر نميري، يميل إلى التوقيع على أوراقه الخاصة والعامة بحبر لونه أخضر باعتبار أنه يمثل خضرة النيلين في يوم خريفي، أما شاعر (صه يا كنار) محمود أبوبكر، فإنه لم يكن يتناول ثمرة من البرتقال حين سئل يوماً عن السر في ذلك أجاب لأنه سرق مني لون زوجتي، أما شاعر المستحيل إسماعيل حسن، فقد كان يؤكد دائماً أن الشاعر سيد عبد العزيز، هو أعظم من كتب أغنية الحقيبة، أما شاعر البحر القديم مصطفى سند، فقد كان يقول لأصدقائه من أحباء الحرف الأخضر ليتني كنت شاعراً في قامة شرقاوي نحيل ويقصد بذلك محمد عثمان كجراي، أما أنا ولو أنني لن أصل إلى درجة الومضة بين هؤلاء العباقرة طالما تمنيت أن أكون نفحة عطر من بستان اسمه عبد الرحمن الريح.
عمر الشاعر
حينما تخرَّج عمر الشاعر في معهد الموسيقى في العام 1974م، اكتشف أنه يصلح (ملحناً) وليس مغنياً، ولعله بذلك المنحى كان ذكياً وهو يختار نسج الألحان علي الغناء، وذكاء الرجل يكمن في إنه ما كان له أن يكون اسماً بارزاً في ظل وجود أسماء كبيرة في عالم الغناء، كانوا في أوج نضجهم وقدراتهم كانت تتفجَّر لتغيِّر معالم الغناء السوداني في ذلك الوقت أو الزمن الذي عادة ما يوصف ويسمى بالزمن الجميل.
المثلث الذهبي للبلابل
أعلم شيئاً عن اليد الخفية التي أسدلت ستائر من النسيان على المثلث الذهبي للبلابل، وذلك بحرماننا من إطلالتهن البهية من خلال شاشة التلفزيون السوداني ولكن الذي أعلمه أن شمس الأغاني الملكية الألوان قد أعلنت عن غروبها بعد صمت البلابل، ترى ماهي الجريمة التي ارتكبها الشعب السوداني الأصيل حتى يحكم عليه بالحرمان من أغاريد البلابل من الأغنية اللؤلؤة والنغمة المتوَّجة والحضور البهيج؟ تُرى من أمر الشمعة أن تدفن والوردة أن تقبر والأغنية المحرِّضة على ارتياد السماء الجمالي أن توضع في الحبس الجبري؟
مستر أوشان
*قال المستر«أوشان» وهو أستاذ سابق في كلية الموسيقى والدراما: إن الطالب الكوري يمكن أن يرسب في عدد من العلوم، ولكنه يجد فرصة إلى الانتقال إلى صف دراسي أعلى، أما الطالب الذي يرسب في مادة الموسيقى فإنه لن يحصل على فرصة الانتقال إلى صفٍ أعلى إلا إذا نجح فيها، وأشار «أوشان» إلى أن أي منزل في كوريا لا توجد بين أحضانه آلة للبيانو لا يعد صاحبه إنساناً، وأضاف: إن رقة الأنغام الموسيقية لها قدرة هائلة على غسل المشاعر الإنسانية من الكره والبغضاء، وقال: إن الذي يؤكد ذلك خلو السجون الكورية من النزلاء وذلك لأنهم شعب يتنفس موسيقى.
وردي وإسماعيل حسن
كانت قد حدثت غمامة بين الراحل (إسماعيل حسن) والذي اعتبره من شيوخ الأغنية السودانية وبين الأخ (محمد وردي) أدت لنوع من الخصومة فتوقف التعاون بينهما مدة طويلة جعلت وردي يبحث عن شاعر يعطيه بدلاً عن إسماعيل حسن، وكنت أنا في تلك الفترة أتعامل مع بعض الفنانين مثل: صالح الضي، التاج مكي وصلاح مصطفى، وغيرهم، فطلب وردي من صالح الضي، أن يعرِّفه على الفنان الذي كتب كلمات (بتتغيَّر) فقال له صالح الضي إنه شاعر قادم من شرق السودان فطلب الأخ وردي أن يلتقي بي، وبالفعل في نادي الفنانين في أمسية من الأمسيات الجميلة وكان ذلك في منتصف (الستينات).