(1)
دعونا لا ننكر الحقائق أو نغالطها أو نتواري خلفها، فعشة الجبل أصبحت ظاهرة في كل المجتمع السوداني وليس الوسط الغنائي أو الفني فقط، فهي شكَّلت حضوراً كبيراً في الفترة الأخيرة واستطاعت أن تلفت لها الأنظار وأصبحت في فترة وجيزة في وضعية النجومية.
(2)
صحيح أنها نجومية الصدفة التي تتلاشى سريعاً لأنها لا ترتكز على أي مقوم إبداعي يتيح لها البقاء والخلود في إذهان الناس كحنان النيل أو أسرار بابكر، تلك تجارب قدَّمت ما يشفع لها بالبقاء طويلاً في ذاكرة الناس.
(3)
عشة الجبل كظاهرة لا تنفصل عن عموم الوضع الراهن، وهو حال بالطبع يغني عن السؤال وأسبابه واضحة وجلية، لأن انهيار الاقتصاد عادة ما يعني انهيار الكثير من القيم الحياتية، وهذه الظواهر مثل عشة الجبل يجب أن لا نقلق منها في حتماً ظواهر عرضية ستمر وتعبر سريعاً.
(4)
وكل ذلك –أيضاً- لا يدعونا أن نعتدي عليها مهما كانت الظروف والأسباب ومهما كان انحطاط وانحدار ما تقدِّمه غناء ـ إذا جاز تسميته غناء ـ فذلك لا يشبه الأخلاق السودانية التي تقدِّر المرأة وتحترمها وتضعها في مكاناً عالياً، ذلك نهج مرفوض ويجب أن يجد الحسم الرادع من الجهات حتى لا يتطوَّر الأمر ويتشعب ويقودنا إلى دهاليز يصعب الخروج منها.