قصة أغنية تراتيل..أغنية تؤرخ للصحفي الراحل حسن ساتي
(1)
مصطفى سيد أحمد، هذا العبقري الذي تحوَّل لأسطورة، كل أغنية عنده تمثل فكرة فلسفية بالغة التعقيد، كان بمثابة مفكِّر عميق قبل أن يكون صوتاً غنائياً، الأغنية عنده تمثل حالة شعورية تتوغل في تفاصيل الحياة اليومية، لذلك تفرَّد مصطفى، لأنه لامس الواقع وكان مباشراً رغم رمزيته، شاعرية مصطفى سيد أحمد جعلته حاذقاً في اختيار ما يغنيه من شعر فكانت مدرسة مصطفى الغنائية، هي مدرسة تنحاز للشعر المغاير والمختلف وبما أنه كان خارقاً، سنحاول أن نضئ على بعض تجارب أغنياته قبل خروجها للناس.
(2)
يقول الأستاذ محمد صالح، مدير مدرسة الراشدين بالحلة الجديدة: إنه قد حضر لزيارة مصطفى فى بداية الثمانينات بصحبة الملحن المعروف ناجى القدسي، حيث أحضر ناجي لحن جاهز, الكلمات للشاعر حسن ساتي، وهي الأغنية المعروفة باسم (تراتيل) ويقول مطلعها (ليه بتسأل ديمة بتأمل عيونك) وبدأت البروفات وكان أول لقاء بين ناجي ومصطفى ثم توالت اللقاءات بمنزلي وفي مرة قال لي ناجي حاول تقنع صاحبك مصطفى وقول ليهو إذا داير عدادات وقروش يتلحلح ويتحرَّك شوية.
(3)
بعد البروفة حاولت الحديث مع مصطفى عن طريق الهزل وقلت له إن الغناء في الخرطوم داير حركة شوية ففهمها مصطفى طوالي وقال لي: (عاوزني أرقص، كلم قريبك ده ويعني ناجي قول ليهو إذا داير يطلعني قرد أنا ما عايز غناهو دا) وكان حازماً وجاداً ورفض أداء أغنية (تراتيل) إلى أن أقنعناه بأن ناجي القدسي كان يمزح بطريقته المعروفة وحتى يرضيه ناجي فقد وعده بتلحين نص قصيدة (أجراس العودة أو جبل الزيتون) وبالفعل قدم لحنها له وصادفت هذه القصيدة هوًى لدى مصطفى وأعجب كثيراً باللحن.