(1)
بيان من المكتب الإعلامي لعقد الجلاد
(إلى كل سوداني حادب على الأخلاق و إلى جمهورنا وإلى كافة المبدعين و الجلاديين والنقاد.
السلام عليكم
إنه ووفقاً لماورد على هذه الصفحة حولنا نؤكد أن عقد الجلاد تظل وفية لقِيَمها مهما تبدَّلت فيها الأحوال.
الحديث عن سقوط أخلاقي للمجموعة دون منطق يسنده حالة انفعالية غير مبرَّرة، ترجو المجموعة ممن يكتبون عن أي جانب عنها بالاتهام أو الإساءة أن يقدِّموا توصيفاً لما يكتبون والابتعاد عن التعميم والإطلاق. لا تقف المجموعة عند أي نصٍّ غرضي ولا يؤثر عليها، فقط من حقها المطالبة بالأدلة فيما يتعلق بالقيم و الأخلاق.
ونؤكد أن المجموعة ملك للجميع، لذا فإنها تفتح صدرها أمام النقد البناء والنصوص الهادفة. ولا تميل عقد الجلاد إلى الرد إلا أن الطعن أو الإلماح في حيادها عن الأخلاق خط أحمر.ختاماً، نؤكد لكافة شعبنا الحبيب والجلاديين و المبدعين والنقاد ومتابعينا على وجه الخصوص أن مسؤولية الارتقاء بالقيم في تفاصيل المجموعة كافة على الخشبة و خارج إطارها هي محرِّك ذاتي طبيعي. على العهد سائرون والله المستعان.
المكتب الإعلامي لعقد الجلاد الغنائية.
3/ يونيو ٢٠٢٢م).
(2)
ما بين الأقواس رد من مجموعة عقد الجلاد على بعض الكلمات التي كتبتها قبل فترة، وهنا أنشر ردهم كاملاً بلا حذف أو نقصان لأقول إن ثمة ما يربطني وجدانياً بعقد الجلاد، فهي جزء من تركيبتي الوجدانية والنغمية وحتى الإنسانية، فأن ارتباطي بها كمشروع غنائي وامتداد إنساني جمالي، وثمة أواصر محبة باذخة تربطني بكل أفرادها على المستوى الاجتماعي، وذلك الارتباط الوثيق يمنعني عن الخوض في الكثير من الأوحال التي تخص الفرقة والتي أسعى لحمياتها من داء التشتت والتشظي، وكل ما نكتبه أحياناً هو نوع من العمليات الجراحية التي تبدو أحياناً في منتهى القسوة ولكنها تحمل في طياتها كامل المحبة.
(3)
غنائية عقد الجلاد تبدو وكأنها حالة تشريحية للحياة السودانية بكل تفاصيلها، وإذا نظرنا لأغنية مثل (حاجة آمنة) نجدها أغنية تعبِّر تعبيراً دقيقاً لواقع حياتي سوداني يومي لا تنفع معه كل مساحيق التجميل، وتلك المرأة البسيطة التي إنحاز لها هلاوي ووصف كل خلجاتها هي أنموذج موجود في كل بيت، لذلك من البديهي أن تدخل عقد الجلاد كل بيت، وأخطر ما في فرقة عقد الجلاد قدرتها على تشكيل الرأي العام وهي أشبه تماماً بالصحف ومدى تأثيرها على تشكيل الرأي العام وتحديد مساراته، وأجمل ما في هذه الفرقة كونها مازالت سودانية وذات وجدان سوداني جداً وهي بذلك استطاعت ملامسة هذا الوجدان والدواخل.
(4)
هذه الجماهيرية الطاغية كان سببها هو ملامسة الهم اليومي واللسان السوداني الذي يطرق القلب بكل عفوية، وعقد الجلاد حتى على مستوى التأليف اللحني للأغنيات نجدها طرقت شكلاً مغايراً لم يعتمد على ذخم الموسيقى والآلات بل كان الاعتماد على الصوت البشري وهو الأداة الأساسية لتوصيل الفكرة وليس الآلات الموسيقية، لهذا نجد هذا التنوع الجمالي في الأصوات المؤدية في شكل وتكوين وتركيبة الفرقة.
(5)
عقد الجلاد ظلت طيلة السنين الماضية تشكل حضوراً جميلاً وعلى الأصعدة كافة وهي اليوم تعد واحدة من المنظمات التي تساعد وتبني وتعمِّر وتسافر لأماكن الحروب وهي لها رحلات عديدة للجنوب تبشِّر بالسلام، وكذلك في دارفور كانت لها مساهماتها وقبل أيامها حفل لأطفال المايقوما، كلها تفاصيل تؤكد إننا أمام حالة أكبر من فكرة الغناء فهي أشبه برسول الإنسانية الذي يتخذ الغناء وسيلته للمخاطبة والوصول.
(6)
عقد الجلاد وعبر تاريخها الطويل قدَّمت العديد من الأغنيات التي كانت أشبه بالمشاريع الفكرية والتجربة بحد ذاتها ككل مثلت تكثيف لحالة شعورية فيها الكثير من البساطة والقدرة على المعايشة والتعايش مع الهم اليومي، ولكن الملاحظ أن الفرقة في الفترة الأخيرة لم تقدِّم أي عمل غنائي محسوس الأثر رغم أن الفرقة أنتجت أغاني جديدة ولكنها ليست في مقام الأغنيات القديمة التي شكَّلت الملمح الأساسي للفرقة.