محمد البحاري يكتب : كمال ترباس.. كما قال الحلنقي!!
18 يونيو2022م
(1)
الفنان (كمال ترباس) قامة فنية سامقة جداً لا يختلف حولها اثنان وظل محافظاً على مكانته الفنية والإبداعية عقوداً من الزمن لم تعتر صوته اي من عوامل الزمن فنان مضمخ بالإبداع.. وقف الناس بين مؤيد ومعارض لحديثه لـ(قناة الهلال الفضائية) وضجت مواقع (التواصل الاجتماعي) بحديثه عن قفل (الصالات) ومنع (الحفلات) بسبب جائحة (كورونا).. استمعت لحديثه كاملاً فأصاب كبد الحقيقة والواقع.
في اعتقادي أنه تحدث بلسان الفنانين كلهم لأنه عاش ويعيش الواقع بكل مراراته.
أكتر شريحة تضررت من الموجة الأولى لـ(كورونا) هي شريحة (الفنانين) و(الموسيقيين) و(فنيى الصوت) و(المصورين)..
أما الذين يهاجمون (كمال ترباس) في طريقته وتعامله مع الارتباطات الفنية ليس لديهم الحق إطلاقاً فهو فنان قيّم نفسه بما يملك من إبداع ورصيد فني زاخر جداً بجميل (الكلمة واللحن) هذا نتاج لاجتهاد كبير وعصارة تجربة مليئة بالمثابرة والاجتهاد ووضع بصمته الخاصة في (مكتبة الأغنية السودانية) مما جعله واثقاً من نفسه في حديثه للقناة بأن فنه ممكن يجعله يعيش في أي بلد وهذه حقيقة فهو فنان له جمهوره ومعجبوه وهذا إن دل فإنما يدل على ثقته فيما قدم.
(2)
ومما يحسب له في رصيده الإبداعى والفني تجويده للغناء بالطريقة (الشعبية والحديثة) مع مصاحبة (الأوركسترا) وطوع الكلمات بالطريقتين وهذا يدل على المهارات الأدائية الكبيرة للفنان (كمال ترباس) وهذه تعتبر مدرسة أدائية خاصة به والفنان (عوض الكريم عبد الله).
لن يستطيع كائن من كان أن يطعن في موهبة (كمال ترباس) وفنه وإبداعه بغض الطرف عن طريقته في الارتباطات وحديثه (كمال ترباس) لمن (استطاع إليه سبيلا) فهذا بكل تأكيد لا ينتقص من (فنه) ولا (إبداعه) على العكس تماما ممكن ان تكون ثقة فيما يقدم من تطريب وشجن وملكات ادائية متفردة مما جعله اغلى الفنانين سعرا وفنانا لطبقات معينة وهذا يعتبر ذكاء في عرض نفسه بطريقة ممتازة وتقييم لما يقدم من إبداع.
(3)
قدم كمال ترباس العديد من الأغنيات من خلال مسيرة فنية كبيرة عامرة بالعطاء الثر تعامل خلالها مع فطاحلة الشعراء المجيدين للقصائد الغنائية كعوض جبريل الذي تغنى له بالعديد من الأغنيات الفارعة مثل (ما تهتموا للأيام وسيبني في عز الجمر) و(طيش الحقيبة) الشاعر (حسن الزبير) في العديد من الأغاني ومع رفيق دربه الشاعر (التجاني حاج موسى) الذي قدم معه أجمل الأغنيات مثل (أمي الله يسلمك وجاي تفتش الماضي).
في اعتقادي أن (كمال ترباس) من خلال أدائه لمجموعة كبيرة جدا من الأغنيات تحسست الوجدان من كل النواحى العاطفية (الهجر والشوق والوجد).
(4)
واجتماعية في أغنية (أمى الله يسلمك) رائعة (التجانى حاج موسى) هذه الأغنية التى رسخت فى وجدان الشعب السوداني لأنها ارتبطت بالأم وافاض عليها كمال ترباس ألواناً من الإبداع الباذخ.. هذه الكلمات قطرة من بحر كمال ترباس الذى يحمل كل أنوع (الماس والغالي والنفيس).. وكل ما اتمناه ان يكون قرار هجرته لحظة غضب فقط فما زلنا نحتاج لهذا الإبداع..
لذلك أقول اختلفنا أو اتفقنا حوله، يظل الفنان الكبير كمال ترباس واحدا من أساطين الطرب في هذا البلد، فهو فنان صاحب شخصية خاصة وحضور أكثر خصوصية رغم لسانه الطويل ولكنه يمتلك قلب طفل وصافي زي قلب الرضيع.. كما قال الشاعر المرهف إسحاق الحلنقي، فهو رغم شخصيته المشاغبة على مستوى التصريحات نجده شامخاً بالأغنيات.
ويبقى أخيراً السؤال الملح لدور وزارة الثقافة فيما يحدث للفنانين من مُضايقات.