الخرطوم: آثار كامل. 18يونيو 2022م
أكد رئيس بعثة “يونيتامس” فولكر بيرتس، الخميس، حرصه على تسهيل الحوار بين مكوِّنات الشعب السوداني، وذلك في أعقاب الاجتماع المشترك الذي ضم فولكر واللجنة العسكرية والآلية الثلاثية للحوار الوطني السوداني، وأوضح فولكر، أن الاجتماع ناقش دفع عملية الحوار السياسي لإخراج السودان من الأزمة الحالية، ووصف بأنه كان بناءً ومثمراً وصريحاً.
وأضاف: إن اللجنة العسكرية الثلاثية للحوار الوطني برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان، أكدت ضرورة الإسراع في العملية السياسية للحوار، منوَّهاً بتأكيدات الأطراف السياسية على أهمية حل الأزمة الراهنة. وقال: إنّ تلك التأكيدات تخلق حالة من التفاؤل بأنّنا وصلنا مرحلة اتفاق الأطراف الفاعلة في المُعادلة السياسية والمجتمع السوداني، لإيجاد حلٍّ للأزمة السودانية في أقرب وقت ممكن. وأضاف فولكر: السودان يمر بأزمة وليس هناك وقتٌ بلا حدود، وسنعمل على بذل كل الجهود لمساعدة السودانيين على إيجاد الحلول للأزمة السياسية الراهنة.
وجهات نظر
وقال العميد ركن نبيل عبدالله علي، الناطق الرسمي باسم اللجنة العسكرية الثلاثية للحوار الوطني: إن الاجتماع تكمن أهميته في أن الآلية الثلاثية استكشفت وجهات نظر اللجنة العسكرية الثلاثية، وأشار إلى أن اللجنة العسكرية ثمّنت جهود الآلية الثلاثية لتسهيل الحوار واستمراره، والوصول به إلى غاياته التي تحقق التوافق الوطني.
انطلاق وتأجيل الحوار
وكانت قد أعلنت الآلية الثلاثية تأجيل جولة الحوار الوطني الثانية التي كان مقرَّر لها الانعقاد الأحد المنصرم، إلى موعد يحدَّد لاحقاً بعد انطلاقه بين الأطراف السودانية برعاية الآلية الثلاثية بفندق “السلام روتانا” وسط رفض عدد من القوى السياسية التي دفعت بمطالب للآلية الثلاثية من أجل الدخول في الحوار واعترضت القوى الرافضة بشكل صريح على الجلوس في الحوار مع المكوِّن العسكري.
الجلوس مع العسكر
خلال الأسبوع الماضي، كشفت قوى الحرية والتغيير عبر بيان لها وعبر مؤتمر صحفي عقد بدار الأمة عن لقاء دعت له الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية مولي في، والمملكة العربية السعودية ممثله في سفير المملكة العربية السعودية بالخرطوم، علي بن حسن جعفر، جمع المكوِّن المدني متمثل في (وجدي صالح, طه اسحاق, الواثق البرير وياسر عرمان) والمكوِّن العسكري ( الفريق كباشي، الفريق محمد حمدان دقلو والفريق إبراهيم جابر) وتم اللقاء بمنزلِ السفير السعودي بضاحية كافوري بجانب طرح موقف الحرية والتغيير رؤيتها من مايدور من حوار الآلية الثلاثية بفندق “السلام روتانا” وطرحت الحرية والتغيير مطلوباتها وتمليك المكوِّن العسكري الإجراءات التي وضعتها الحرية والتغيير لخارطة الطريق وإنهاء الانقلاب والتخلص من آثاره وتسليم السلطة للمدنيين وتهيئة مناخ التحوُّل الديموقراطي ووقف العنف ومراجعة القرارات الارتدادية بجانب وقف إجراءات الآلية الثلاثية بجمع قوى مؤيدة للانقلاب وجمع عناصر النظام البائد.
خارطة طريق
عديد من المراقبين يرون أن حديث فولكر، به بعض الأمل بالتوصل إلى توافق بجانب تأكيدهم على أن حالة التمترس لايمكن لها أن تقود إلى توافق إلا إذا توافقت القوى السياسية للخروج من حالة الانسداد السياسي ووضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة بحوار مباشر سوداني سوداني يجمع كل الأطراف الفاعلة وأجمع المراقبون على أن الآلية الثلاثية لازالت تسعى لمساعدة السودانيين للوصول إلى واقع ديموقراطي سليم.
وأبانوا أن الجلوس والاستماع لوجهات النظر من العادات الحميدة التي تعجل بالحل خصوصاً وأن العسكر اعترفوا بأن هنالك أزمة لابد من حلها ووعد بحلها.
مصالح استراتيجية
من جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية عبد الله حسن محمد لـ(الصيحة): إن انسجام العلاقة بين القوى السياسية والمدنية والعسكرية واحد من المحفزات التي تساعد على حل الأزمة، وأضاف: إن طرح الرؤى الأولية مدخل يساعد على انطلاق الحوار مرة أخرى وجلوس جميع الأطراف على طاولة واحدة لمعالجة الأزمة الحالية، وأضاف: إن الأمم المتحدة وبعثتها تلعب دوراً مهماً، ولا سيما أنها تحاول أن تجمع الأطراف لحل أوضاع معقدة يحتاج فيها السودان فعلياً لمساعدة الأمم المتحدة، مضيفاً: إن القوة الخارجية والتحالفات لها مصالح استراتيجية في السودان لذلك تفعِّل دورها لحل الأزمة.
عدم التمترس
يرى أستاذ العلوم السياسية صابر الحاج في حديثه لـ(الصيحة)، أن أي حوار الهدف منه الوصول إلى حل للأزمة السياسية لابد أن يتم أولاً اختيار المنهجية الصحيحة وأن يضع الجميع مصلحة الوطن أمامهم في الحوار والنقاش حتى تحل المشكلة بجانب ضرورة تقديم تنازلات بين القوى المدنية والعسكرية والقوى المدنية مع بعضها البعض للوصول إلى اتفاق حتى تستطيع القوى السياسية والقوى الفاعلة مناقشة ماتريدة وطرحه للآلية في حال استئناف الحوار المباشر مرة أخرى خصوصاً بأن رئيس البعثة أطلق بشريات بالوصول إلى مرحلة اتفاق الأطراف الفاعلة، وأضاف: إن هذه البشريات تحتاج إلى التنازل وهو ليس مختصراً على أصحاب اللاءات الثلاث، بل المكوِّنين وعدم التمترس، فعلى الأطراف تقديم تنازلات ملموسة، ونوَّه إلى أن عدم وجود مؤشرات إلى توافق وطني يشجع المكوِّن العسكري للاستفراد بالسلطة، مشيراً إلى أن لغة التخوين ومفردات التمترس تسود الفترة الحالية فلا توجد ثقة ولا تتوفر بيئة توافقية بين القوى وأنه لابد من تجاوز كل هذه التعقيدات غير المبرِّرة.
من جانبه قال المحلِّل السياسي عمار سيد أحمد: إن حديث فولكر، عن اتفاق الأطراف الفاعلة يشير إلى موافقة الحرية والتغيير المجلس المركزي على الحوار المباشر، لأنها القوى الفاعلة التي عناها فولكر، نفسه حينما تحدث في بداية اجتماع الحوار المباشر عن غياب القوى الفاعلة عن حضوره .
وذكر أن مشاركة أي عدد من تلك القوى مثل حزب الأمة وغيره من الأحزاب في الحوار المباشر سيكون ضربة قوية للمجلس المركزي للحرية والتغيير.
وتوقع غياب حزبي الشيوعي والبعث عن المشاركة في الحوار المباشر الذي تم تأجيله.