تقرير: نجدة بشارة. 18يونيو2022م
عقب تجميد مسار الآلية الثلاثية برزت أطروحات كثيرة في الأفق منها الاجتماع الذي عقد أمس بين المكون العسكري والجبهة الثورية الذي أمن على الحوار السوداني السوداني برئاسة سودانية. ولعل تلك الخطوة تجي بعد حالة الاستقطاب الحاد بين الفرقاء. بجانب استمرار الأضطرابات والاحتجاجات التي تحرك الشارع. ورغم وجود المبادرات الداخلية والخارجية التي تدفع بإتجاه الحل. إلا ان المشهد السياسي يكتنفه الغموض ولا تلوح في الأفق بوادر إنفراج للأزمة, وهو أمر يستدعى وضع علامات استفهام.
مبدأ المشاركة
يبدو أن تأجيل الحوار المباشر بحسب تصريحات إعلامية لالحاق قوى الحرية والتغيير التي تغيبت عن عن انطلاقة الحوار ولكنها جلست مع المكون العسكري في اجتماع لم يكشف عن فحواها ولكن يبدو ان الأمم المتحدة مصرة على عدم خروج أي مكون من الحوار وشددت على ضرورة مشاركة كل القوى السياسية دون اقصاء, وسبق ان أوضح بيرتس في بيان ، أن الهدف من الخطوة هو الخروج من الأزمة السياسية الحالية والاتفاق على مسار مستدام للمضي قدمًا نحو الديمقراطية والسلام. في وكان الاتحاد الأفريقي قد شدد على أن “الجسر الذي يؤدي إلى واحة الاستقرار هو المصالحة الوطنية”، داعيًا جميع الفرقاء إلى وضع رؤية وخطة موحدة من شأنها تشكيل خريطة طريق للفترة المقبلة.
جبهة وطنية
ويقول البروفيسور في العلوم السياسية عبده مختار لـ( الصيحة) أن الحل في تشكيل جبهة وطنية عريضة” لتوحيد كافة قوى الثورة في جسم واحد وموقف واحد وبرنامج واحد وقيادة واحدة تستمد الإرادة من قوة السند الشعبي. وقال نحن لا تنقصنا المبادرات أو الأطر النظرية بل الإرادة الواحدة برافعة الضمير الوطني المخلص الذي يدفع بالتنازلات من أجل مصلحة الشعب وثورته وشرح أطروحتة بأن تقوم الفكرة على تكوين جبهة وطنية يقودها مجلس رئاسي أو قيادي من خمسة من الشخصيات القومية المقبولة. ويمكن أن يضم هذا المجلس القيادي الخماسي، من ممثل للجان المقاومة وممثل لأسر الشهداء وممثل للمرأة. ويأمل البروفيسور مختار في أن تتبنى هذه المبادرة أحزاب الأمة والاتحادي والمؤتمر السوداني والأحزاب الكبرى الأخرى وتشكل هذا المجلس القيادي للثورة والذي بدوره يستعين بعدد من الخبراء والعلماء في وضع خارطة طريق. ويختار هذا المجلس القيادي رئيس وزراء ويتشاور معه ومع ممثلي الجبهة الوطنية في تشكيل مجلس الوزراء من كفاءات مستقلة تركز على أولويات المرحلة والعدالة الانتقالية والإعداد للانتخابات.
تقديم التنازلات
علق سكرتير عام تيار الوسط للتغيير، وعضو مفاوض سابق مع المجلس العسكري نصر الدين أحمد عبد الله لـ(الصيحة) قائلاً إن القضايا الوطنية حوارية، حيث تحل المشكلات بالحوار بين المكونيين المدني والعسكري، مع ضرورة مراعاة تقديم التنازلات من حيث عدد من يجلسون على كراسي السلطة، موضحاً ان الحكومة ليس ماعونا ليتسع للجميع، ويالتالي فإن الأصل في المشاركة هي الوثيقة الدستورية وهي المرجعية للمرحلة الانتقالية، إضافة إلى اتفاق سلام جوبا، وبيّن أن الوثيقة حددت نوع الحكومة بالكفاءات، يتم اختيارها من الأكادميين والخبراء لقيادة المرحلة.
حل بديل
غير ان القيادي بالحزب الاتحادي الأصل يس عمر حمزة طرح عبر (الصيحة)، الاتجاه لصندوق الانتخابات كحل بديل يمكن أن يتوافق عليه طرفا الصراع، وقال: لا بد ان يتوقف الطرفان فوراً عن التراشق والتلاسن, واردف لأن الخلافات لا تبني وطناً. وطالب تحكيم صوت العقل والحكمة عالياً, وعبر عن أسفه قائلاً ما يجري هذه الأيام لو استمر طويلاً سيقودنا إلى الكارثة ويهوى بالوطن في قاع سحيق, وليت الفرقاء يعلمون أن إظهار القوة الشعبية لا يمر إلا عبر صندوق الانتخابات، وقال: يفر كثير من الأحزاب حالياً من سماع طرح الانتخابات، في الوقت الذي يكثرون من التحدث عن التحول الديمقراطي والانتقال السلس نحو الديمقراطية والحكم المدني. وفي الطرف الآخر, يقف معظم وإن لم نقل كل الشعب السوداني، متفرجاً على ما يحدث بين الفرقاء. كنا نقول, قبل أكثر من عامين وقبل تشكيل حكومة الانتقال أن الحل يكمن في حكومة ذات قاعدة عريضة تشكل من الكفاءات المستقلة بعيداً عن الأحزاب حتى تتفرّغ الأحزاب لإعادة صفوفها والاتصال بقواعدها استعداداً للاستحقاق الديمقراطي والانتخابات التي تفوض شعبياً من يحكم السودان.
انسداد الأفق
ويرى المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر في حديثه لـ(الصيحة) انه لا أنسداد في الأفق السياسي لأن الحل في حد ذاته عملية مستمرة، وأشار إلى قرارات البرهان في 25 أكتوبر فتحت الباب من جديد للتفكير الايجابي، حيث انه ومع إعلان الإجراءات تم رفض مباشر من قبل القوى الشبابية والمستنيرين، ووقف المجتمع الدولي والاقليمي بكل صلابة، لإجهاضه, واردف أرى أن كل القوى السياسية والعسكرية حاليا تؤمن بأن نهاية الطريق وهذه الأزمة إلى دولة مدنية ديمقراطية، والمحك هو في كيفية الوصو , ويرى ان المبادرات المطروحة حاليا في الساحة يمكن ان تكون البداية وعلى المكونات والأطراف إلتقاط القفاز والسير نحو نهاية النفق المظلم إلى الضوء اللامع.