هاشم صديق.. المبدع الكبير.. كتب اسمه بأحرف من نور ونار.. وقع على دفاتر الحضور الجميلة بمفردة لا تعرف الغياب.. شاعر ينتمي لطين وتراب الوطن.. عركته الحياة ولم تهزمه مطلقاً لأنه متسلح بعزيمة لا تلين.. ظل هاشم صديق حاضراً عند الناس أجمعين.. ولكنه رغم ذلك يوصف بأنه يجلس بعيداً عن الناس.. حتى إن البعض وصفه بأنه نرجسي (وشايف روحو).. وفي مقدمة ديوانه الزمن والرحلة .. كتب هاشم صديق (لقد فقدت الإحساس بالاتجاهات الحادة التقليدية والتي تجعل العالم مربعاً يمشي على أربعة ارجل, أو يحلق بأربعة أجنحة, أصبح العالم بالنسبة لي دائرة محكمة تعتلي صهوة الطوفان.. أسرجتني جذوة المعارك والكتابة والقراءة, ونفاذ بصيرة العذاب, واحباطات العام والخاص …الخ, فولجت الى مصلاة التأمل. وأصبحت لعبتي العبثية المفضلة – بالمفهوم الفكري – هي مراوغة ما يواجهني من أقنعة ونزعها بغتة أو خلسة.. وأنا أحب البسطاء وأعمل حسابي من كبار المسؤولين، فالعلاقة معهم زي التهمة تجدهم مهتمين بناحية الاستقطاب “يعصروا ليك حاجة” وأنا أموت ولا أفعل هذه الأفاعيل “أنا دغري وشريف”.