إبراهيم محمد إبراهيم يكتب : (يارب انقذ بلادنا السودان )
15يونيو2022م
الآن الأوضاع في بلادنا باتت لا تحتمَّل أكثر مما نحن فيه، يأيها الساسة اتركوا التمادي في الخلافات، وتصعيد القضايا والشروط التعجيزية وأقبلوا على الحوار، ثم تشكيل حكومة وفاق تُسيِّر أمور البلاد وتتجاوز مرحلة اللا دولة”، وذكرت عدة مرات في هذه المساحة تأخير ذلك يفتح الباب أمام فتن لايحمد عقباها. كل الحلول بعد الله سبحانه وتعالى: بيد المكوِّن المدني لايمكن لإنسان في قلبه رحمة للبلاد والعباد يرضى باستمرار هذه الأزمة والوضع السيئ الذي تمر به البلاد. المواطن السوداني يعاني من ضيق العيش وغلاء الأسعار وشح الخدمات. الحزن يظهر في وجوه المواطنين في صفوف الجازولين ومواقف المواصلات ومنافذ السفارات، فقدنا عدداً كبيراً من الشباب بسبب الهجرة العشوائية، براً وبحراً ثم إذلالهم في دول الجوار، الآن حملات مكثفة للشباب السودانين بمصر، (أخت بلادي) كما يقولون صابرين ومحتسبين لعل الله يغيِّر الحال، وفي تقديري أقرب الحلول بيد المكوِّن المدني يسارع بتشكيل حكومة سريعة لما تبقى من الفترة الانتقالية يعمل بقاعدة (يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)، لأن خلافات الأحزاب وإصرار لجان المقاومة على اللاءات الثلاث يطيل أمد الحكم العسكري واستمرار الحراك والمظاهرات وتتريس الطرقات قد يتسبب في استمرار القتل والأذى الجسيم، ثم العقوبات الدولية على عاتق المكوِّن العسكري. مسؤولية مباشرة عن أمن البلاد وأرواح الناس ودمائهم وأعراضهم وأموالهم، أن يقوم بمسؤوليته التامة ويسعى لحل الأزمة الراهنة ويبسط هيبته، ولا يترك الناس يثأر بعضهم من بعض، كما يحدث الآن في ولاية جنوب كردفان، مدينة أبو جبيهة ومن قبل غرب دارفور، هذا انفلات خطير لا بد من تداركه قبل أن تخرج الأمور من السيطرة، ونصيحتي للمجلس العسكري الموقَّر أن يولي هذه المسألة، أي حل الأزمة السياسية العناية القصوى، ولا يهدر الوقت في الاحتفالات والاجتماعات والتصريحات.
على عقلاء قوى الحرية التغيير والأحزاب الأخرى والقادة منهم أن يحكموا السيطرة على أتباعهم، ويشدِّدوا عليهم في التوجيهات، ويحذِّروهم من إشعال الفتن، فكثير من الشباب لا يدرك مخاطر هذه الأمور، ولا يحسن التصرُّف ولا النظر في المآلات فتلك مسؤوليتكم، ولعلكم تعلمون أن كل التيارات لها أنصار وأتباع ستسارع في الانتصار لها والانتقام ممن يعتدي عليها، وهذه هي الفتنة بعينها، فلذلك ليس لنا خيار غير الوفاق، فهل يعجبكم شعب يسوده العداء وتستشري فيه الكراهية، وتتناوشه الفتن والحروب، أي وطنية هذه، وأي مسؤولية تلك؟
كونوا قدر الحدث ولا تجلبوا لبلادكم الفتن، فتتفرَّق الكلمة ويتحارب أهل البلد الواحد، وتضيع آمال الشعب السوداني بدلاً من حكم رشيد، شعب من استقلال السودان. أكثر من (٧٥) عاماً، لم ينعم بالعيش الكريم في بلد تُكَنى سلة الغذاء، مابين انقلابات ومظاهرات الله المستعان. بل نخشى أن تضيع الأرواح ويعيش المواطن في قلق وخوف، يارب انقذ بلادنا من هذا المنعطف الخطير.