بحضور قائد ثاني “الدعم السريع”.. توقيع وثيقة صلح بين الفلاتة والرزيقات
نيالا- الصيحة
وقعت قبيلتا الفلاتة والرزيقات بولايتي جنوب وشرق دارفور، وثيقة صلح لطي صفحة القتال الأهلي المميت بين الطرفين والذي تسبّب في مقتل المئات وحرق عشرات القرى جنوب مدينة “نيالا”.
وحضر مراسم التوقيع بمدينة نيالا قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو، وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بجانب ولاة ولايات دارفور وقيادات أهلية من الطرفين.
وفي كلمته دعا مناوي لبسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون، ولضرورة التعايش السلمي بين مكونات المجتمع واللجوء للسلطات لأخذ الحقوق، مشيراً إلى أن المتفلت تتعامل معه القوات النظامية فقط، كما دعاها للقيام بدورها الوطني.
وأكد مناوي أن بند الترتيبات الأمنية يسير في خطواته النهائية، وقال إنهم يعملون على إجازة قانون الإدارة الأهلية، وامتدح جهود نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو في تحقيق سلام جوبا.
من جانبه، أشار قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو، إلى أن التوقيع جاء بعزيمة قيادات الدعم السريع من أبناء القبيلتين في الوصول لإنهاء القتال بين أهلهم واستطاعوا إقناع أهلهم بضرورة وقف نزيف الدم وقد كان.
وتمنى دقلو أن يكون توقيع الصلح بين قبيلتي الرزيقات والفلاتة لآخر مرة، وأبدى اطمئنانه بنهاية الصراع بين القبيلتين، شاكراً أصحاب المبادرة من ضباط قوات الدعم السريع من الجهتين وإصرارهم القوي وسعيهم الدؤوب إلى أن تم الصلح وتوج بالتوقيع.
وأوضح دقلو أن البلاد تمر بفترة انتقالية استثنائية، وأنهم مع الشعب السوداني ومصلحته وحماية مكتسباته، نافياً مشاركة قوات الدعم السريع في الصراع القبلي، وطالب بتفعيل القوانين ليأخذ كل مجرم جزاءه، وأكد أن القوات النظامية وحركات الكفاح المسلح على قلب رجل واحد.
فيما ثمن والي جنوب دارفور حامد التجاني هنون خلال مخاطبته مراسم التوقيع، مجهودات قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ودعم المصالحات القبلية في جميع أنحاء السودان وفي دارفور خاصة، وحيّا مجهودات قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو، في مبادرة الصلح بين قبيلتي الرزيقات والفلاتة التي تُوّجت بالتوقيع اليوم، مشيداً بدور الإدارات الأهلية بالولاية وبالقبيلتين خاصةً واستجابتهم لمبادرة الصلح.
وقال رئيس مبادرة الدعم السريع للصلح بين القبيلتين العميد حسين منزول، إن الصلح نتيجة مبادرة من منسوبي الدعم السريع من أبناء القبيلتين لضرورة وقف القتال إلى أن تحقّقت بتوقيع وثيقة الصلح.
وأضاف منزول خلال مخاطبته مراسم التوقيع، أن توقيع الصلح بين الرزيقات والفلاتة يُعد ضربة بداية لطي صفحات القتال بين القبائل الأخرى بدارفور.
وخرج الصلح بتوصيات أهمها تكوين آلية لمتابعة تنفيذ بنود اتفاق وقف العدائيات، فضلاً عن استرداد المنهوبات ووضع خطة أمنية محكمة لمنع تكرار الأحداث.
وشدّد الطرفان على ضرورة فتح المسارات والمراحيل وتأمين الموسم الزراعي وتسيير قوافل دعوية لمناطق النزاع علاوة على فتح مراكز للشرطة.
وطالب الطرفان بضرورة تفويض الإدارات الأهلية لقوات الدعم السريع لحسم التفلتات ومحاربة الظواهر السالبة ومنع حمل السلاح بالأسواق ومصادر المياه وتجمعات المواطنين، وشدّدا على تشكيل قوة من الدعم السريع قوامها (110) عربة مدجّجة بالسلاح للتدخل السريع لعملية حفظ الأمن بالمنطقة.
بدوره، قال وكيل ناظر الرزيقات الفاضل سعيد محمود مادبو، إن هذه المبادرة تختلف عن المؤتمرات السابقة بتحديد نقاط الخلل، ودارفور في أمس الحوجه لها في هذا التوقيت، وأكد عدم العودة للصراع مرة أخرى.
فيما أثنى وكيل ناظر الفلاتة الطاهر إدريس يوسف، على دور قيادة قوات الدعم السريع في الوصول إلى صلح شامل ونهائي، وأكد أنهم ينبذون الاقتتال والحرب، وأشار إلى أنه بهذا الاتفاق عادت دارفور إلى سيرتها الأولى.
يذكر أن المؤتمر انعقد على مدار ثلاثة أيام بمنطقة كشلنقو تم فيه التداول والنقاش حول وثيقة الصلح والتوصيات، وتم التوقيع عليها في ختام الفعاليات بنيالا.