الغالي شقيفات يكتب : صلح الفلاتة والرزيقات
13 يونيو2022م
برعاية كريمة من قوات الدعم السريع، تم الصلح بين قبيلتي الفلاتة والرزيقات في ولاية جنوب دارفور منطقة كشلنقو، ونجحت المبادرة في نزع فتيل الأزمة وتوجيه الطرفين نحو التعايش والسلام والتسامح.
وفقاً للعميد حسين منزول رئيس المبادرة، فإن الصراع بين الفلاتة والرزيقات قد انتهى الى غير رجعة، داعياً الى محاربة الجهل والأمية ومثيري الفتن، كما حذر اللواء الركن عصام فضيل، تنامي وارتفاع وتيرة خطاب الكراهية، وهذا الصلح بارقة أمل في إنهاء الصراعات القبلية المتجددة في دارفور بوتائر وأجندات مختلفة وفصول مؤامرة مكشوفة، وقد استمعت لحديث العميد أركان حرب أبشر جبريل بلايل وهو ضابط عظيم يعرف معاناة المواطن مع الحروب، وحديثه وجد اهتماماً كبيراً في أوساط دارفور الشعبية والرسمية، وهو من خارج أبناء الإقليم لا يمثل أي طرف من أطراف الصراع، إنما جاء ليمثل مؤسسته التي قامت بمسؤوليتها الأمنية والسياسية والأخلاقية تجاه شعبها وامنها القومي، وهو كذلك يجب أن لا يقف الدعم السريع مكتوف الأيدي وجهات من وراء الستار تعبث بالنسيج الاجتماعي، وقلت من قبل إن الفلاتة والرزيقات لهما تاريخ مشترك وتجمعهما مهنة الرعي والجغرافيا والدين والتصاهر، ونسبة كبيرة الآن يتواجدون في شرق دارفور ولا أحد يستطيع فرز الرزيقي من الفلاتي، ما يُحمد لشباب الرزيقات مافي زول طلع لايف أو عمل بيان تحريضي ضد الفلاتة، وما يقوم به بعض أبناء الفلاتة من تحريض وتعبئة وهم خمسة أشخاص فقط وكلهم تابعون للحركات المسلحة، أي زوروا إرادة الفلاتة وقاموا بالزج بهم في أتون التحالفات العرقية وهو أمر مرفوضٌ من الفلاتة، حسب علمي ومتابعتي. والفجور في الخصومة والانتقام وتنفيذ أجندة الآخرين لا يحقق مكاسب وينكشف في أقرب فترة، ومطلوب من الدولة العمل على إزالة الجهل والفقر والعنصرية وتوفير أبسط الحقوق وإعادة بناء النسيج الاجتماعي المُمزّق أو قل المنهار في دارفور، وإحياء الإحساس الجمعي بالوحدة، ووضع القوانين المساعدة في ذلك وعدم التضليل، وخطاب الكراهية دخيلٌ على مجتمعات جنوب دارفور وثقافتهم وأخلاقهم، ولكن الفضاء المفتوح وعجز الدولة هزمهم، والفلاتة والرزيقات أهل دين ووطن وبيت واحد، يجب عليهما محاربة مثيري البغضاء والأحقاد والفتن.
كما دعا العميد أبشر بلايل: يجب على كل قبيلة القبض على المتفلتين وتسليمهم للقانون، وعلى قوى دارفور السياسية والعسكرية مباركة هذا الصلح، وكانت أول جهة باركت الصلح هي الهيئة العليا للحكم الذاتي لجنوب دارفور برئاسة الدكتور صديق احمد الغالي، فالمطلوب من بقية كوادر الحركات أن تدعم أي صلح اجتماعي وأن لا تكون معول هدم، وقد حث الدين والشرع على التآلف بين القلوب وإصلاح ذات البين ومدى الحاجة للصلح بين الأطراف كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ وكما في قوله تعالى عن العهود ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [4]، وفي الميثاق الذي بينكم يقول تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾.
نأمل أن يدوم الصلح مع التمنيات للجميع بالأمن الاستقرار، ونُثمِّن عالياً جهود قيادة الدعم السريع في إنجاز الصلح وإرادة الأطراف المتصارعة في تجاوز المرارات.