الخرطوم: صبري جبور 12 يونيو2022م
.. قررت الآلية الثلاثية أمس، تأجيل مؤتمر الحوار “السوداني – السوداني” الذي تيسره لأجل غير مسمى بعد أن كان مقرراً إستئنافه اليوم.
وقال سياسيون ان تأجيل الحوار من قبل الالية لمزيد من التشاور خاصة بعد اللقاء الذي جمع الحرية والتغيير المجلس المركزي بعدد من المكون العسكري ..
ويعوِّل السودانيون والمجتمع الدولي على نتائج الحوار المفضية إلى حل للأزمة السياسية السودانية التي استفحلت بعد قرارات (25) أكتوبر، من العام الماضي 2021م.
تعليق استئناف الحوار
قررت الآلية الثلاثية أمس، تأجيل مؤتمر الحوار “السوداني – السوداني” الذي تيسره لأجل غير مسمى بعد أن كان مقرراً إستئنافه اليوم.
وقال المتحدث باسم بعثة (يونيتامس) فادي القاضي في تصريح لـ(سودان تربيون) عبر البريد الالكتروني (لن يُعقدَ ايُ لقاء غداً وقررت الآلية الثلاثية تأجيله لدراسة وتقييم الوضع على ضوء التطورات الأخيرة واللقاء الذي تم الخميس برعاية سعودية-اميركية).)
وقال عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير عمر الدقير في تنوير صحفي عقب اجتماع مع الآلية ( أعلنا بوضوح باننا لن نكون جزءا أو طرفاً في آي منبر أو عملية تهدف لإضفاء الشرعية على الحكومة ،مشيراً إلى أنهم طالبوا بتنفيذ إجراءات تهيئة المناخ والقبول بخارطة الطريق التي تؤدي في النهاية لإنهاء الوضع الحالي وتفتح الطريق لحكومة مدنية لديها مصداقية وتمثيل لكل قوى الثورة.وأضاف الآلية قدرت ما قلناه وأمنت عليه وطلبوا مزيد من الوقت للتفاكر حول ما قلناه لهم.
وشدد على أن لا تكون هناك شراكة مدنية عسكرية جديدة بل سلطة مدنية كاملة تمثل عقل جماعي يضع البلاد على درب الخلاص.
موضحاً بأن طريقهم الأساسي هو المقاومة الجماهيرية بالطرق السلمية ويؤمنون بتكامل الوسائل بين المقاومة السلمية والوسائل السياسية وتابع “ينبغي أن تكون العملية السياسية نتاج لجهود المقاومة السلمية”.
وكشف عن تعرضهم لضغوط كبيرة من قبل المجتمع الدولي بغرض إلحقاهم بالملتقى التحضيري وأوضح بأنهم لم يذهبوا للقاء المكون العسكري الخميس الفائت بإملاء من أحد أو تحت ضغط أي جهة وأضاف ” لن نكون تحت إمرة آي طرف خارجي دولي أو إقليمي”.
فلاش باك
كانت الخرطوم شهدت الأربعاء الماضي، انطلاق أولى جلسات الحوار السوداني، بتسيير من الآلية الثلاثية، التي تضم الاتحاد الأفريقي، وبعثة الأمم المتحدة، ومنظمة “إيجاد” الإقليمية، لكن قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) قاطعت الاجتماع وحضر الجلسة الافتتاحية، نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، وعضوا المجلس الفريق أول ركن شمس الدين كباشي والفريق بحري إبراهيم جابر.
وشارك في الجلسة تحالف الحرية والتغيير (الميثاق الوطني)، الذي يضم الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام في السودان، وعدد من القوى السياسية.
وغاب عن الجلسة الافتتاحية للحوار المباشر تحالف قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي، وهو الائتلاف المدني الحاكم سابقاً عبر شراكته مع المكوِّن العسكري، إلى جانب القوى المنضوية تحته، وهي أحزاب الأمة القومي والمؤتمر السوداني والبعث.
كما غابت عن الاجتماع لجان المقاومة.
وأعلن رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، “شروع الأطراف السودانية في مناقشة قضايا الحوار والأطراف المشاركة فيه”.وقال: “هدفنا تقريب المواقف خلال الحوار المباشر بين السودانيين لإنهاء الأزمة في البلاد”.وأضاف بيرتس: “نشجِّع الأطراف الخارجية على دعم الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد”) لدعم الحوار في السودان”.وتابع: “يتم البحث بشأن طبيعة المجلس السيادي وصلاحيات الحكومة ورئيس الوزراء”، ولفت إلى أن “المرحلة الحالية تنتهي بحلول الانتخابات”.
معالجة التحفظات
وقال عضو المكتب السياسي لحزب الأمة إمام الحلو: إن الحوار هو الطريق الوحيد لمعالجة أي أزمة سياسية، وتوقع جلوس الحرية والتغيير (المجلس المركزي) في طاولة الحوار حال معالجة التحفظات التي بسببها قاطعت بها انطلاقة جلسات الحوار الأربعاء الماضي، وقال: (إذا تمت معالجة التحفظات من قبل الآلية الثلاثية وارد جداً مشاركة الحرية والتغيير في الحوار)، وأضاف: لكن إذا لم يتم تصحيح الوضع لن تجلس التغيير في طاولة الحوار، ووصف الحلو، في تصريح لـ(الصيحة) جولة الأربعاء بالفاشلة لجهة أن الجالسين لاتوجد خلافات بينهم، وقال (ماكان عندها معنى) ورحَّب الحلو بالوساطة الأمريكية السعودية التي كلِّلت بالنجاح في التئام اجتماع بين الحرية والتغيير والمكوِّن العسكري بمنزل سفير الرياض، بضاحية حي كافوري بالخرطوم، وقال: المبادرة إيجابية وتساعد في دعم الآلية الثلاثية.
مشاركة الجميع في الحوار
أكَّد رئيس تحالف سودان العدالة (تسع) بحر إدريس أبو قردة، أن تجاوز الأزمة السودانية يتطلب مشاركة جميع قطاعات الشعب السوداني دون إقصاء .
وقال أبو قردة بمنبر (سونا) أمس: إن التحالف سيواصل اتصالاته مع القوى السياسية التي لم تتم دعوتها للحوار لمعالجة أمر المشاركة وصلاً لاستكمال النواقص التي صاحبت انطلاقته، وقال أبو قردة: إن الدولة ليس لديها مصلحة في إقصاء القوى السياسية التي لم تُقدَّم لها الدعوة للمشاركة في الحوار، وأشار إلى أن حل الأزمة السودانية يتطلَّب توافق جميع أهل السودان لمعالجة قضايا البلاد.
وأشار إلى أن التحالف يدعم الحوار وأي مساع أخرى لتحقيق الاستقرار السياسي والتنمية بالبلاد، وزاد قائلاً: إن التحالف حريص على مصلحة السودان على الرغم من عدم دعوته للحوار رغم تواصله مع الأطراف الداعية له .
الحوار الحقيقي
ويرى القانوني المعز حضرة، أن الحوار الحقيقي هو بوجود الحرية والتغيير (المجلس المركزي) ، وقال: إن حوار الأربعاء الماضي، أشبه بحوار الوثية لا قيمة له، وأضاف: كان ينبغي للآلية الثلاثية أن تعتذر عن هذا اللقاء، باعتبار أن مخرجاته لن تفضي لأي نتيجة، وأكد حضرة لـ(الصيحة) أن العسكر يسعون من خلال الحوار لخلق حاضنة جديدة من الفلول وداعمي المجلس العسكري.
تبادل الأفكار
وأصدرت السفارة الأمريكية بالخرطوم، بياناً عن اجتماع “الحرية والتغيير” والمكوِّن العسكري، قالت فيه، إنه تم “بدعم مقدَّر من سفارة المملكة العربية السعودية وبحضور وفد الولايات المتحدة الأمريكية وممثلين من المكوِّن العسكري وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي التقوا (9) يونيو، بغرض تبادل الأفكار، حول كيف حل الأزمة السياسية الراهنة وكذلك الوصول لعملية سياسية تؤدي إلى الانتقال الديموقراطي”.
وشدَّد بيان سفارة واشنطن، على الترحيب بـ”التزام الطرفين لوضع مصلحة بلادهما أولاً والحوار مع أصحاب المصلحة الآخرين”، منوِّهة إلى أن “هذا الاجتماع لا يشكِّل بأي حال من الأحوال بديلاً للآلية (الثلاثية)، ولكن يتطابق مع دعم كل المجهودات لبناء الثقة بين الأطراف”.