كلام في الفن .. كلام في الفن
حافظ عبد الرحمن:
يتملكني إحساس حقيقي ويقين لا يطاله الشك ابدا أن للموسيقار حافظ عبد الرحمن (اصبعا سادسا) هو الذي يقوم بكل الأدوار التقليدية لتنفيذ معزوفاته الموسيقية التي تنفذ القلب مباشرة دون استئذان .. وحافظ يمثل مدرسة خاصة في مجال الموسيقى البحتة .. له مؤلفات موسيقية تعبر عن التراث النغمي والإيقاعي للشعب السوداني .. وهو تقريباً تجوّل في كافة الأنماط الموسيقية والإيقاعية.
أزهري محمد علي:
أزهري محمد علي يمثل جزءاً من مرحلة مهمة في تاريخ الشعر الغنائي بالسودان، فهو من الشعراء الذين أحدثوا انقلاباً في مسار الأغنية السودانية، حيث تميّزت إضافاته بالجرأة والتنوع، يكتب بلغة رفيعة فيها الكثير من البراعة والحداثة، يكتب الشعر بمهارة عالية لا تتوافر لدى غيره .. فهو موهوب حتى النخاع .. ومفرداته الغنائية تؤشر على أنه شاعر عميق المفردة .. جزل العبارة .. صاحب خيال متسع يحلق في الفضاء بلا قيود.
محمد كرم الله:
حالة استثنائية ومتفردة ومتمردة .. كل أغنية عنده كسرت إطار العادية وفتحت نفاجات جديدة لهذا الفن الذي يريده البعض حكراً على قبيلة أو اتجاه ولكن أغان من شاكلة (الطيف) لها أجنحة تحلق بها في جغرافيا جديدة وكيمياء تفاعلية تنداح بها بين كل الناس .. محمد كرم الله (عليه رحمة الله) فنان نموذج استطاع أن ينداح في كل جغرافيا.
عثمان حسين:
اهتم الموسيقار الراحل عثمان حسين منذ نعومة اظافره بالغناء والموسيقى وكان شديد الاعجاب بالموسيقار محمد عبد الوهاب ويتابع بشغف اغنيات ام كلثوم من الراديو ويستمع ايضا الى فناني ذلك الوقت خليل فرح .. سرور وكرومة.. فكان الناتج تجربة غنائية عظيمة في منتهى العبقرية .. وألحان مدهشة وفي غاية الروعة تنضح بالعذوبة والسلاسة والشجن.
معتز صباحي:
حينما أعاين للمشهد الفني ولا أجد فنانا بقامة موهبة معتز صباحي ..أتحسر كثيراً علي الفرصة التي أتت لهذا المغني الشاب ولكنه لم يستثمرها بالشكل الأمثل ..لأنه لحظته افتقد العقلية ذات الرؤية البعيدة حتى يخطط لشكل تجربة فنية مختلفة عن حال السائد من راهن التجارب الفنية الجديدة توقف معتز صباحي وأصبح بلا وجود.. وهذه هي الحقيقة المرة والمؤلمة.