ويحكي الشاعر الراحل نزار قباني في كلمات محتشدة بالاعتراف الجميل (الإنسان السوداني هو الوارث الشرعي الباقي لتراثنا الشعري، هو الولد الشاطر الذي لايزال يحتفظ – دون سائر الإخوة – بمصباح الشعر في غرفه نومه، وبخزانة الشعر المقصبة التي كان يعلِّقها المتنبي في خزانة ملابسه، كل سوداني عرفته كان شاعراً … أو راوياً للشعر .. ففي السودان إما أن تكون شاعراً عاطلاً عن العمل، فالشعر في السودان هو جواز السفر الذي يسمح لك بدخول المجتمع ويمنحك الجنسية السودانية، الإنسان السوداني هو الولد الأصفى والأنقى والأطهر الذي لم يبع ثياب أبيه ومكتبته ليشتري بثمنها زجاجة خمر، أو سيارة أمريكية، أنا في السودان لأتلو عليكم شعري وأتمم ديني، فلقد أصبحت مقتنعاً بأن من لا يزور السودان لا يكتمل دينه، ولا تتأكد شاعريته.