المهندس والإعلامي سيف الحق حامد والمهندس وفني برنامج “سمسار محبة” أمجد علي، شابان سودانيان يقيمان بالمملكة العربية السعودية، وهما مهندسي شبكات واتصالات.
بعد كثير من خيبات الأمل، وعدم وجود داعم ظلا يبحثان عن ثغرات الفرص ويعودان دون جدوى، لكن ظل الإصرار وايمانهما هو الداعم الأول والأساسي في بلوغ مرمى الأحلام.
جابها الظروف داخل البلد وقبل ثماني سنوات قررا السفر للخارج، وها هي العودة من جديد لأرض السودان من خلال برنامج “سمسار محبة”.
“سمسار محبة” برنامج ترفيهي اجتماعي، طموح شباب لإحياء روح التواصل، ومحاولة حل مشكلات المجتمع بالإيجابية واللطف.. كانت لـ(الصيحة) معهما هذه الدردشة:
حوار: ملاذ عوض
* أولاً لماذا مسمى (سمسار محبة) للبرنامج؟
يجيب سيف الحق: لأن السمسار هو وسيط، والمعروف أن السمسار لا يرحم ولا يجامل حتى يصل لحل مرضٍ للاطراف، ومن هنا جاءت فكرة “ليه ما نعمل سمسار محبة والعمولة محبة الجمهور، أي سمسار بياخد ولكن سمسار محبة بقدّم هدايا للمشاركين، يتصل على الناس حتى أن بث البرنامج من المملكة العربية السعودية والهدايا بذاتها نوع من المحبة”.
* ما هي رؤية البرنامج للقضايا الإجتماعية التي تطرح من خلال الميديا؟
الميديا فضاء مفتوح يمكن للجميع الظهور، وهذا يعني أنهم جميعا مسؤولون عن الرقابة وهنا ذاتية فقط- الآن يمكن لأي أحد قول ما يريد ولكن مراقبته لذاته ومحاسبته لها هي ما تمنعه من قول أي شيء في مكان بدون قيود، مع أنه متاح ذلك.
من جانب آخر كما نرى بعض الأشخاص بأقل حركة أو فيديو تصدروا “الترند” وهذا هو الظهور السلبي الذي نساعد في نشره بسرعة فائقة، يجب علينا أن نوقف هذا الدعم حتى لو بصورة غير مباشرة، أنت وجدت فيديو سلبي أو غير لائق بنا كسودانيين- لا تدعمه بتعليق أو إعجاب- قد يكون المحتوى ساخر أو ضعيف أو قد لا يحتوي على فائدة، “طيب ليه ما نوقف الظواهر السلبية لأنها تعكس صورة خاطئة عننا كسودانيين”.
ولابد لكل شخص أن يعرف حدوده بمعنى أنك لست وحدك، أنت في الميديا يعني في الشارع العام مع الجميع، أي تصرف يبدر منك يمسنا كلنا لأنك تمثل كل السودانيين.
* بما أن البرنامج إنتاج شخصي لشباب سودانيين طموحين عانوا من القبول في المؤسسات الإعلامية المختلفة، هل “سمسار محبة” للسودان فقط؟
لا، “سمسار محبة” يتابعه أشخاص من دول أخرى السعودية، الجزائر والأردن…، تخيل أن شخصاً من دولة أخرى “يدخل في ميعاد دخولك عشان يسمعك بتقول شنو، هذا يعني أنت وصلته؛ إذن أنا بنشر في ثقافة وعادات وتقاليد بتمثل بلدي السودان”.
* هل الإعلام له دور في نشر الظواهر السالبة؟
لديه دور والإعلام موجه، من ناحية على سبيل المثال كشخص إعلامي أنا واجهة عند البعض قد أكون قدوة لشباب جدد في المجال أو محفز لهم، المحتوى الذي أقدمه والرسالة التي أعمل على ايصالها لابد أن أكون حريصاً على مضمونها، الجمهور أو المجتمع مثل أطفالك في البيت البعض يفعل ما تظهر به وما تقدمه يؤثر عليهم، إذن واجب عليك أن تكون ذي محتوى إيجابي ورسالة هادفة وواضحة خالية من أي نوع شوائب.
الإعلام السوداني المرئي والمسموعة موجه لاتجاهات بعيدة جداً عن الشباب، وهم النواة الحقيقية للبلد، في فترة سيكون الشباب هم قادة في وزارات، لذلك هم في حوجة لفرص تأهيل وتدريب وتمكين، واجب على المؤسسات إتاحة الفرص والمساحة لهم، سيأتي يوم ويكون كل شاب في إحدى الإدارات المختلفة كيف له أن يكون ناجحاً دون تمكينه وتأهيله بصورة ممتازة.
على سبيل المثال الدول الأخرى والعربية قاداتها شباب. نحن لابد أن نركز على هذا الجيل من خلال رسائل التوعية والاهتمام به وبذل الجهد لأجله، وعندما تأتي فترة تقاعد السابقين في المجال يكون هناك جيل واعٍ ومدرك متدرب ومؤهل ليكون قائداً بنجاحاته لدولة متقدمة، والمعروف سُنة الحياة التغيير فعلينا أن نكون مستعدين للتغيير الذي سيحدث.
* من أين يبدأ التغيير من الشباب أم إدارات المؤسسات الإعلامية؟
تبادل الخبرات يصنع التغيير، كشخص سابق في المجال أو الإدارة لديه خبرة واسعة اعكسها للشاب الذي وراءك، يكون التغيير من خلال انتفاضة الشباب بمطالب واضحة تصل لكل إدارة بصورة موضوعية وعملية، مثلاً في برنامج “سمسار محبة” تناول القضايا المجتمعية بصورة مباشرة وطواف المجتمع ككل- شباب، آباء، أبناء، أمهات وأخوات- حول الموضوع من خلال المحتوى ومضمونه الذي يلمس كل فرد سوداني، عندما يتم إعداد المحتوى بشكل ممتاز تتم عملية الوصول.
أمجد علي: يجب على الإداريين النظر للمحتوى قبل الرفض، كثير من الشباب يتم رفضهم بصور تقرّب لأن تكون مهينة وقد تكون سبباً في إحباط ودمار لمستقبل قبل أن يبدأ حتى، في أماكن أخرى مجرد النظر في شكلك أنت مرفض “ممكن تدي فرصة يثبت محتواه”.
برنامج “سمسار محبة” في بداياته لم يكن له قبول بمعنى “البرنامج دا شنو ما حب يعني كلام فاضي”، في المؤسسات عندما يراك شاب صغير يعتقد أنك لن تقدم شيئاً، ولكن يبدأ الإعجاب بك عندما تصنع فرصة في مكان آخر يعجبه ويصفق لك؛ هنا أين الاختلاف، هذا الشباب الناجح هو ذاته الذي تقدم لك قبل ثماني سنين وأنت رفضته وهو صوته لم يتغير شيء، إذن أنت بحاجة لأن تفرض ذاتك ونجاحك لتخبرهم أنك موجود وقادر على التميز والنجاح وأن لك رسالة ستوصلها.
“سمسار محبة” وصل لقمة شركات تعلن عنده من خلال الحلقات وهذا دليل أن رسالته وصلت لمجتمعك وهدفه واضح وحقيقي، الطبيعي أنه ليست هناك أي جهة يمكنها أن تعلن في برنامجك دون وصولك للمجتمع.
سيف الحق حامد: إحساسنا بالمسؤولية فرض علينا أن الرسالة لابد أن تكون قيمة وحقيقية “ما أي كلام نطلع نقولوا في آلاف من الأشخاص حول الدول العربية وغيرها متابعة البرنامج”.
* كيف يعالج الإعلام الرسمي الظواهر المجتمعية السيئة؟
الإعلام الرسمي له توجهات وغالبا يصعب عليه الطرح بصورة مباشرة نظراً لسياسات المؤسسة.
* سبب وصول “سمسار محبة” لمئات المتابعين وآلاف المعجبين؟
الكلام اللطيف والإيجابي يصل الجميع أياً كان مكانك، الدعم الإيجابي مؤثر جداً وتأثيره قد يستمر لشهور، لما بدأنا البرنامج كان بإمكانيات ذاتية بحتة من خلال المتابعين ودعمهم وصلنا لرعايات وإعلانات للبرنامج.
* ما مدى قبول المتابعين على منصات البرنامج (فيسبوك) و(تيك توك) والتأثير عليهم؟
للبرنامج حلقة أساسية ثابتة كل يوم خميس على منصات التواصل (فيسبوك) و(تيك توك)، أما خلال الأسبوع لدينا بث صوتي فقط من خلال منصة (تيك توك) لطرح قضية معينة، هنالك مستمتعون “بفضفضوا عن مشاكلهم ومشاعرهم الحقيقية” ويتم الرد لهم أحياناً من خلال المتابعين الآخرين بحلول وتوجيهات ونصائح تمكّنهم من حل مشكلاتهم وتوصل مشاعرهم لمبتغاها، ومن هنا نأخذ أكثر مشكلة تحدثوا فيها لتكون حلقة الأسبوع.
* هل المجتمع السوداني بحاجة لشخص يسمع له ويفهم مشاعره؟
أمجد: صدق المحتوى بوصل لصدق المتابعين وأحاسيسهم.
سيف الحق: كلنا محتاجين لشخص أو فرد يسمع لينا مثلاً عندما تجد شخص يسمع لك دون التذمر أو المعاملة معاك بردة الفعل أو التفكير في العقاب تتمسك به وتفضفض ما بداخل قلبك، غالباً رد الفعل يولد النفور، ولكن الهِداية بالأسلوب اللطيف حل جذري وسليم (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) هذا خير دليل للتعامل برد الفعل القاسي.
“نحن محتاجين الجيل يتعامل بالحسنى، آباءنا، بناتنا، أولادنا، أخواتنا وزوجاتنا، وعلى صعيد الأشخاص الأصدقاء نستطيع أن نكسب صداقتهم، على سبيل الإطار الخارجي نستطيع كسب ود الناس وتعاملهم الطيب.
“مشاكلك الشخصية خاصة بيك محتاجين نكون بصورة لطيفة قدام الجميع، وجهك الجميل ابتسامتك الحلوة دي هي المطلوبة أظهر بيها.. كن إيجابي”.
* هناك من يعتقد أن برنامج “سمسار محبة” مهدّد للإعلام السوداني التقليدي؟
سيف الحق: أولا “سمسار محبة” خلق أسرة داخل الميديا.
ثانياً ليس فقط البرنامج بل الميديا كلها مهدد كبير جداً وأولي للإعلام، بعد سنوات قريبة لن يكون هناك محكم إلكتروني (ريموت تلفزيون)، ببساطة الميديا تتيح لك حفظ المادة وقتما شئت يمكنك الرجوع إليها، لا تعامل بفعل الفرض والمفروض بل بالمستقبل والماضي- أنت مشغول حسي طيب احفظ المادة وارجع ليها بعدين في حلقة فاتتك من برنامج اكتب اسمها وجيبها أسمعها- الآن نجد حتى إذاعات الـFM أصبحت مرئية هذا يعني ليس لديك حل إما أن تواكب العالم وتطوره أو سيطاح بك خارج سرج المجال الإعلامي؛ وهنا نقطة الفرق الأكبر بين الإعلام التقليدي والميديا التي هي عدو الإعلام الأول.
الميديا محطة لأنها تخرج أناس لم يكونوا موجودين أو معروفين من خلال فيديو أو نص أو مقطع صوتي حتى أنه قد يصبح ترند ويجد مساحات جديدة.
أمجد: النمطية سبب في التأخر كل ما كنت مواكباً كان وصولك أسرع وأكبر، أنت كإذاعة لماذا لا تعطي المذيع مساحة للخروج على الهواء “لايف”، مئات المتابعين له هم سيكونون متابعين لإذاعتك، والميديا عالم موزاٍ ونتائجها ملموسة.
“أخيراً الناس تدي فرصة للشباب تقدم محتواها، وندعم المحتوى الهادف الصادق”.
رسالة: “في ناس عندها إمكانيات عالية وممتازة ولكن وسط التسلط وعدم إتاحة الفرصة ما لاقية مجال يعمل شنو؟، أنت لما تحس نفسك في مكان ما لاقي منو ولا بديك أمشي وأي محطة ما لقيت فيها نفسك أمشي منها”.
“التطور لنفسك ضروري جداً وكونك تبني نفسك أول خطوة لنجاحك، ولما تشتغل في مكان أنتج منو عمل خاص يطورك لقدام ما تثبت في مكان واحد العالم سريع وخطواته كبير، أنت خليك بخطوات صغيرة لكن كتيرة تضمن تقدمك، إلى أن تصل لأنك ترى نفسك في مكان آخر، وكن على يقين لا يوجد شيء ساهل كل شيء صعب ولكن أنت قادر على فعل النجاح”.
أمجد: “لما تحيط نفسك بناس إيجابيين أنت بتكون إيجابي ولما تكون وسط ناس سعداء بتحس روحك سعيد، صادق الناجحين تنجح، حدد مجتمع صداقات حقيقية بالميزة الفيهم بتصيبك العدوى سواء كان نجاح، سعادة، ثراء، تقدم، تطور… إلخ
الضغوط والمشاكل هي محطات بتمر بيها إلى أن تصل مرحلة الاكتفاء”.
أهم خطوات للنجاح تعزيز المهارات، التواصل الإجتماعي، داخل العمل وشخصيتك هي البتحدد وجودك في مكان الشغل.
برنامج “سمسار محبة” فيه إضافات لشخصيات كفريق جديد في البرنامج.
الكل محتاج يصنع فرصة تحقِّق نقلة حقيقية لنجاحه لازم تفرض نفسك عشان الناس تعرفك وكل دا من خلال محتواك إذا هادف ورسالته واضحة وصادقة بتصل.