الأستاذ الفنان عثمان العامري.. واحد من الأصوات الغنائية الجادة التي قدمت إلينا من مدينة ربك حاضرة ولاية النيل الأبيض.. وهو يعتبر من أميز الأصوات التي تحاول أن تفرض شخصيتها الفنية وله في ذلك غناء جاد ومسؤول.. ولكن العامري رغم مقدراته الصوتية التي شهد له بها أهل الوسط الفني ولكن يعاني من (التمتمة)، وأخيراً بدأ يتعافى منها من خلال جهاز يقوم بتأخير الصوت الذي يصدره المستخدم نفسه وتغييره مما يحدث تحسناً في الكلام وهو جهاز صغير جداً يُوضع داخل الأذن..
ولمزيد من الضوء جلسنا مع الفنان عثمان العامري ليحدثنا عن ذلك!!
أستاذ عثمان متى بدأت معك هذه المسألة؟
بدأت معي منذ الطفولة – أطفال كثيرون جداً – الآن يعانون من هذه المشكلة برياض الأطفال والمدارس وحتى الجامعات وأماكن العمل.
كيف كان أثرها عليك في المدرسة؟
كانت سلاحا ذا حدين، فهي تمنعك من المشاركة في الفصل مع بقية الطلبة أثناء الحصص وهي أيضاً وسيلة جيدة (لتزوغ) من تسميع الأناشيد والقرآن الكريم وحفظ الأحاديث وغيره.
كيف اكتشف العامري انه يستطيع أن يغني برغم هذه التمتمة؟
اكتشفت ذلك من خلال مشاركتي في الأناشيد الملحنة والاكتشاف الأكبر خلال مشاركتي لأول مرة بالغناء مع أستاذي الأول في هذا المجال الباشمهندس جعفر عبد الفراج المعروف حينها (بجعفر مندلين) لأنه كان مميزاً بعزف هذه الآلة بجانب الغناء، حيث كان ذلك بنادي مصنع الاسمنت بربك مدينة الميلاد (التي اعتبرها أبي) والذي عملت فيما بعد معه (كورساً) وأنا وقتها طالب بمدرسة القوز الثانوية بكوستي مدينة البدايات الفنية الأولى التي اعتبرها (أمي) التي احتوتني وتعلمت فيها الغناء بالأوركسترا لأول مرة بواسطة صديقي عازف الجيتار الشهير الأستاذ/ التجاني عثمان يابس وعبد الوهاب بحلي وشيخ الطيب آدم فرح الذي كان حينها عازفاً على آلة الترمبيت.
ما هو أشهر مواقفك على مستوى الإعلام؟
هو ما يحكيه دائماً الأخ والصديق أمير عبد الماجد صاحب (ويبقى الوُد) من أن حسن فضل المولى في التلفزيون القومي وقتها سمعني أتكلم قبل برنامج كان يسمى مساء رمضان في حلقة امتدت يوم (التاسوعة) ليكون البرنامج صباح العيد – (فلاوز) الجنرال من أن الغناء على الهواء مباشرة ويخاف أن تظهر القطعة أثناء الغناء فكان يدخل ويخرج قلقاً حتى مرت (فترتي) التي أشاد بها وطلب أن أُعطى فرصة أخرى للغناء.
ما هي قصتك مع طارق جويلي واللقاء الشهير؟
طريق جويلي التقاني في برنامج من الخرطوم سلام في فقرة من فقراته ومعي الدكتور عمر سعد أخصائي أمراض السمع والتخاطب الذي كنت أتعالج عنده وقتها، فكنا ضيفين على جويلي حيث تحدث الدكتور في عيادته عن الظاهرة وكنت أنا كمثال (Sample) عندما اقترح عليّ طارق – بظرافته المعهودة – أن ألحن الكلام طالما إنني لا أتمتم في الألحان فعملت ذلك وكان الكلام منساباً واخترت لحن أغنية الأستاذ/ محمد الأمين (عيال أبجويلي) فكانت مناسبة وفعلاً: (يا طارق جويلي أنا حاولت المسألة دي كثير لكن مالو، خلينا نجرب يمكن تكون كويسة (لزمة موسيقية) لكن معليش بحاول إن شاء الله يا طارق). فكان كل الكلام الماضي ملحناً وجاء منساباً.
إذن لماذا لا تلحن الكلام في اللقاءات التي تجرى معَك؟
سأحاول ذلك إذا تأخر الجهاز (وأمشِّي حالي) في الوقت الحالي حتى إحضار هذا الجهاز الذي سيستفيد منه كل من يعاني من هذه التمتمة من الكبار والصغار والذين يحلمون بتحضير الماجستير والدكتوراه ويخافون الـ (Presentation).
أستاذ عثمان مواقف طريفة تقابلك؟
البعض يناديني (يا أستاذ ياسر) وهو في باله فقط التمتمة على أساس أنني (ياسر تمتام)، فأخبره بأنني عثمان العامري الفنان التمتام وذاك ياسر تمتام الفنان غير التمتام، فيذهب البعض مقتنعاً والبعض غير ذلك كأنهم في برنامج (كاميرا خفية).
أستاذ عثمان حدثنا أخيراً عن هذا الجهاز؟
هو في الحقيقة جهاز يسمى “Speech Easy Device” وهو جهاز (يعالج التأتأة) ويقوم بتأخير الصوت الذي يصدره المستخدم نفسه وتغييره مما يحدث تحسناً في الكلام، وهو جهاز صغير جداً يُوضع داخل الأذن وهو يعمل بطريقة التزامن الكلامي (Choral Speech) والجهاز يُساعد على تحسن الطلاقة الكلامية وقد يختفي التلعثم كلياً ولقد جربته بنفسي في مدينة دبي.
أخيراً أستاذ سراج في البال طبع كتاب ومرفق معه أسطوانة تساعد على وصول المعلومة لكل من يحتاجها، وهذا الكتاب هو عبارة عن المرحلة الأولى لوصول هذا الجهاز للشخص المستفيد منه وهو بمثابة الخطوة الأولى للاشتراك في العملية العلاجية من خلال مؤسسة اجتماعية ستنشأ خصيصاً لدعم من ليست لديهم المقدرة على الشراء في المستقبل بنسب مُتفاوتة.