محفوظ عابدين
يبدو أنّ النجاح الكبير الذي حقّقته قوات الدعم السريع عقب تكوينها، قد جعلها في مرمى النيران من كل أعداء النجاح، لقد استطاعت قوات الدعم السريع في فترةٍ وجيزةٍ أن تعيد الاستقرار إلى إقليم دارفور والذي كان مسرحاً لصراع بين الحكومة والحركات المسلحة، وأصبحت الحركة في الإقليم والتي كانت محفوفة بالمَخاطر آمنة، جعلت الكثير من النازحين يعودون إلى قُراهم ومُمارسة حياتهم في أمنٍ ساعد من عودة المزارع والمراعي للإنتاج من جديد، فقد شكّلت قوات الدعم السريع مع القوات المسلحة سياجاً آمناً أطفأ حريقاً كاد يمتد إلى خارج دارفور.
وبفضل تلك الجُهُود مع القُوّات المسلحة كان طبيعياً أن لا تجد قوات “يوناميد” التي جاءت بأمر الأمم المتحدة مُبرِّراً للبقاء في دَارفور، حيث من المُفترض أن تَتَحَوّل مَقار قُوّات “يوناميد” لصالح المُجتمعات في دارفور حَسب القَرار الذي أصدره مُؤخّراً رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان .
وكان لهذا النجاح الذي حقّقته قوات الدعم السريع محل اهتمام داخلي وخارجي، الأمر الذي حفز أن تلعب هذه القوات دوراً مُهمّاً في قضية تُشكِّل قلقاً كبيراً إقليمياً ودولياً، وهي قضية الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، والتي تُشكِّل هاجساً لكثير من الدول الغربية التي تُعاني من هذه المُشكلة مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبقية الدول الأوروبية، فقد سَاهَمَت قوات الدعم السريع في الحد من هذه الظاهرة، الأمر الذي أكسبها احترام تلك الدول وجعل أسهم نجاحها في ارتفاعٍ مُستمرٍ.
ولم يتوقّف دور قوات الدعم السريع في مجال الميدان ومُحاربة الهِجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، بل تعدى دورها حدود السودان لتكون قُوّاتها ضمن قوات إعادة الشرعية في اليمن، وقدّمت دوراً كبيراً وتَوَطّدَت علاقاتها الإقليميّة في هذا الشأن.
وفي الحِرَاك الثوري الأخير الذي أطاح بالبشير، كان قائد قوات الدعم السريع ضمن اللجنة الأمنية التي قادت التغيير، وهو الذي انحاز إلى الثُّوّار وشكّل لها جُزءاً من الحماية، وأيضاً كشف نيّة البشير في تنفيذ قتل (الثلث) من الشعب!
وطِوال هذه المسيرة من النجاح، تتعرّض قوات الدعم السريع وقائدها لحملة تشويه مُتعمِّدة ومُستمرة من خلال وسائل التّواصُل الاجتماعي، ولكن حَملة التّشويه تَجَاوَزت (حلق الرؤوس) و(الانتحال) لمجموعات ترتدي زيّ قوات الدعم السريع، وترتكب مُخالفات من أجل تشويه سُمعتها.
وتطورت عمليات تشويه السُّمعة الى أبعد من ذلك، حيث عمدت تلك الجهات إلى تصميم غلاف مُفبرك لمجلة التايم الأمريكية الشهيرة وهي تضع فيها صورة للقائد محمد حمدان “حميدتي” وتعنونه بـ(خاطف الثورة)، ومن خلال الصورة المُفبركة لغلاف مجلة التايم الأمريكية، واضحٌ أنّ (الفوتشوب) كَانَ حاضراً، حيث إنّ الفريم أو الإطار للغلاف المُفبرك لم يكن مضبوطاً كما في الأعداد الحقيقية.. ومن خلال العنوان المُفبرك أنّ هذا العدد المزعوم قد صدر بعد 11 أبريل 2019م أي بعد سُقُوط حُكم البشير، وبالرجوع الى الأعداد التي صدرت من يناير حتى يونيو 2019م، لم تتضمّن صورة عن السودان، ناهيك عن صورة لقائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان “حميدتي” .
ويبدو أنّ مفبرك غلاف مجلة التايم الأمريكية، حَاوَلَ أن يَستفيد من عَرَاقَة المجلة الأمريكية والتي صدرت في العام 1922م واشتهرت بصُورة غلافها في العالم لشخصية العام، وحاول مُفبرك غلاف المجلة الأمريكية أن يَستفيد من سُمعة المجلة العالمية ومهنيتها الكبيرة في تشويه سُمعة قوات الدعم السريع وقائدها “حميدتي”، وبث هذا الغلاف المفبرك في وسائل التّواصُل الاجتماعي.
وليس بعيداً أن يكون قائد الدعم السريع على غلاف مجلة التايم الأمريكية بفضل الأعمال الكبيرة التي قدّمها لمجتمعه من خلال إعادة الأمن والاستقرار في دارفور بصفة خاصةٍ والسودان بصفة عامة، ودوره الإقليمي والدولي في مُكافحة الهجرة غير الشرعية ومُحاربة الإتجار بالبشر، هذا فَضْلاً عن الأعمال الخيرية التي يُقدِّمها للمُجتمع في مُستويات مُختلفةٍ، وبالأخيرة هذه يُمكن أن تجعله على غلاف المجلة الشهيرة مثل ما كان توماس ليبتون صاحب العلامة الشهيرة لشاي (ليبتون)، والذي كان على غلاف المجلة في العام 1924م بفضل أعماله الخيرية التي قدّمها للمجتمع هنالك، وليس الأمر ببعيدٍ عن “حميدتي”.