المهدِّدات البيئية “عمارة الذهب أنموذجاً”
الخرطوم: سارة
حذَّر خبراء ومختصين في مجال البيئة من التعدين الأهلي التقليدي ومن استخدام مادة الزئبق والسيانيد لتنقية الذهب، مطالبين بنقل الورش الموجودة لمناطق محدَّدة للتصنيع وتقنين بيع مادة الزئبق ومحاربة التعدين العشوائي.
وأوصى الخبراء البيئيون بالرجوع إلى التصاديق والرخص وتفعيل القوانين الرادعة وإيجاد بدائل للعاملين وتشجيع الشركات باستخدام بدائل صديقة للبيئة، وتخصيص موقع للورش والمصانع الصغيرة بالولاية.
مراجعة الملوِّثات
ودعا الأمين العام المُكلَّف للمجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية ولاية الخرطوم دكتور طارق حمدنا الله، بمراجعة الملوِّثات التي ظهرت داخل ولاية الخرطوم وإيجاد الحلول الصديقة للبيئة والتركيز على جانب التوعية البيئية.
وقال د. طارق، خلال حديثه في المنتدى البيئي بعنوان المهدِّدات البيئية بوسط ولاية الخرطوم “عمارة الذهب أنموذجاً” التي نظمتها الإدارة العامة للموارد الطبيعية والتنمية المستدامة والإدارة العامة للرقابة والتفتيش والمخالفات بقاعة التدريب بالمجلس بحضور مديري الإدارات العامة وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للبيئة.
وقال: إن البعض يعتبر قضية البيئة قضية هامشية، وأن المفهوم العام للبيئة هي النظافة والنفايات فقط، بل المفهوم للبيئة يشمل كل الملوِّثات، وأضاف: إن الالتزام البيئي ليس ضد التنمية أو الجانب الخدمي أو التطوير.
ومن جانبه كشف الأستاذ عمر بابكر، المفتش البيئي بالإدارة العامة للرقابة والتفتيش والمخالفات في الورقة المقدَّمة من المجلس عن المهدِّدات البيئية بوسط ولاية الخرطوم عمارة الذهب أنموذجاً من خلال المسح الميداني الذي نفَّذه المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية ولاية الخرطوم والمختبر البيئي والشركة السودانية للموارد المعدنية والأدلة الجنائية
كشف عن مساهمة القطاع المنظم للتعدين في السودان بحوالي (25%) من إجمالي إنتاج الذهب، حيث يبلغ عدد الشركات العاملة بالقطاع في السودان بحوالي (361) شركة، منها (149) شركة امتياز، و (152) شركة تعدين صغيرة، و(48) شركة لمخلفات التعدين، منوِّهاً بأن المسح الميداني أسفر عن وجود عدد (٢٤٪) محال و(٥١٪) ورش و(٢٥٪) معامل.
مشيراً إلى التخلص من المياه المستخدمة في العملية التصنيعية يتم صرفها بطريقة غير آمنة لانعدام المعرفة بالآثار الصحية الممكنة الناتجة عن التعرُّض للزئبق، بالإضافة للأضرار الصحية لمادة الزئبق.
مؤكداً عدم التزام العمال بأدوات السلامة بالرغم من توفرها في بعض الورش وتردي البيئة الداخلية والضوضاء الناتجة من عمل الطواحين، واستخدام العمالة غير المدرَّبة.
وأوصى المسح الميداني بضرورة معالجة وضع الورش وفق أسس بيئية مستدامة.
بجانب إدخال بنود اتفاقية “ميناماتا” حيز التنفيذ للحد من التلوُّث البيئة بالزئبق، مع الاستفادة من تجارب الدول في هذا المجال حتى نكون في مصاف الدول في الاستدامة البيئية لهذا النوع من التصنيع .